#1
|
||||
|
||||
عندما أكرهها
عندما أكرهها: من جديد يمر يوم العاشر من رمضان دون أن يذكر الناس العبور ولا أكتوبر 1973.... ربما كان ذلك يرجع إلى الجو المسيطر في مصر بين رحلات الرئيس المنتخب المكوكية إلى السعودية قبل أن يشكل حكومة ولا أدري ما هو الهدف من ذلك؟ الدولة لا تمثل لدى دول أخرى بمجرد رئيس منتخب بدون مجلس شعب ولا حكومة، وإلا لصارت الدولة مجرد قرية صغيرة وكان الرئيس يلعب دور العمدة، وهو الدور الذي لا أجده بعيداً عما يمارسه محمد مرسي. حسناً.... لستُ متحاملاً أبداً على الرئيس الجديد ولا أمثل سوى رأيي الشخصي، ولكن ما يثير الغيظ هو حملة النظافة والكلام عن العدالة الاجتماعية في بلد يعاني أهله أزمات أشد من ذلك وتتطلب حلاً عاجلاً كمشكلة الوقود والانقطاع المتكرر للتيار الكهربي في كل مصر تقريباً، وصدقني مكتبي في مكان راقي في مدينة نصر ولكن الكهرباء تنقطع يومياً بصورة مستفزة... صحيح أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربي في مدينة نصر لا يدوم لدقائق ولكنها كافية بالفعل لأن تبدأ العمل من البداية إذا كنت تعمل في مجال الترجمة ولديك برامج ذاكرة ترجمة ومترجمين يعملون على برنامج الوورد. على فكرة أكتب هذا الكلام وأنا في القليوبية لأن سيارتي ليس بها وقود كافي للذهاب إلى مدينة نصر والمخاطرة بعدم وجود بنزين في محطة قليوب التي أمر بها في الطريق. الجو حار لا يطاق، مع توقف المروحة والتكييف عن العمل.... ولكن لا بأس... لا بأس... فالرئيس مرسي ينادي بالعدالة الاجتماعية ويطالب بحملات نظافة على مستوى الجمهورية ولكن المضحك – أو لعله المثير للبكاء – أننا في القليوبية (طريق شبين القناطر بالتحديد – قرية تسمى كفر طحا) يبدأ طريقها بكومة هائلة من القمامة مع أن حملة النظافة العامة جارية بها... غريبة؟ الأكثر غرابة هو السبب المضحك لأن سيارات نقل القمامة ليس بها وقود للعمل على نقل القمامة؛ ولكن على المرء أن يحمد الله دائماً على أنا لسنا في مصعد كهربائي ولسنا في مستشفى عام نتلقى العلاج بجهاز كهربي أو نقوم بعمل أشعة مقطعية مثلاً .... الحمد لله. بالأمس اتخذت قرارا ثوريا بعدم الذهاب إلى المكتب وإدارة العمل من المنزل عبر الانترنت كنوع من الترفيه في هذا الشهر الشاق، ولكن انقطع التيار الكهربي لدينا من قبل الإفطار حتى الساعة الثانية في منتصف الليل... من جديد عليّ أن أحمد الله لأن العميل الذي تأخرت أوراقه المترجمة لم يطالب بخراب بيتي مثلا، بل فقط قرر أننا مكتب "مستهتر لا يقدر العمل ولا العملاء".... طريف... أليس كذلك؟ من جديد بدأ العرق يحتشد على جبيني وأنا أكتب هذا المقال وما زال التيار الكهربي مقطوعاً.... في السنوات القليلة الماضية بدأت موضة الانقطاع المتكرر ولفترات ممتدة للتيار الكهربي بحجة وجود أحمال زائدة على شبكة الكهرباء... هذا رائع.... بدلاً من تحسين الخدمة لدى وزارة الكهرباء تجد أنهم يقطعونها عنك تماماً... لماذا؟ لأننا لسنا بشريين ولا حاجة بنا للكهرباء .... في فرع شركة الكهرباء بشبين القناطر أحاول الاتصال بهم لكنهم لا يجيبون على الهاتف.... ربما كان الهاتف لا يعمل وكالعادة سيكون هناك طرف ثالث هو السبب في كل شيء. يا سيادة الرئيس... أبوس ايدك ارحم هذا الشعب الذي لو لم تتعطل مصلحته لسبب معروف تعطلت هذه المصلحة بسبب أي سبب يخرج علينا به هذا المسئول أو ذاك مع وعد بحل الأزمة ولكن لا حل بالتأكيد لأي أزمة تعاني منها مصر... إذا كانت الثورة قد قامت بسبب الظلم الاجتماعي وتردي الأوضاع الداخلية بالنسبة للمواطنين وتدهور الوضع الاقتصادي، فقد ظل الوضع على ما هو عليه بل وزاد عليه تدهور البنية التحتية أيضاً... لماذا لا يسير الأمر في مصر إلا من سيء إلى أسوء؟ إذا قررت المغامرة في أي وقت وغادرت بيتك إلى القاهرة فدعني أخبرك عن حالة المرور وزحام الشوارع والانتهاكات المرورية والاستخفاف الرهيب لدى الجميع بكل شيء.... هل جربت السير بسيارتك في شارع به فرح مثلاً؟ لو قررت المغامرة لوجدت خمسة أو ستة شباب يدورون بسياراتهم بتلك اللعبة الغبية التي يطلقون عليها لفظة (خمسات) ويكون عليك الانتظار حتى ينتهي هذا التهريج أو أن تعود لتجرب المشي من شارع آخر قد يقتصر فيه الأمر على مجرور مفتوح أو بالوعة تبتلعك بسيارتك، وصدقني ستكون أنت الوحيد الرابح في هذا الحالة.... لماذا؟ لأنها بالفعل أصبحت بلد جدير بالكراهية. قبل الثورة كان المصريون يهانون في كل مكان في العالم بدون أن يكون هناك كرامة للمصري في أي دولة على الإطلاق حتى في أرضه... دعني أحكي لك حكاية وقعت معي منذ 4 سنوات تقريباً... كنت أبحث عن فرصة للسفر للعمل في مجال يحترم الترجمة والمترجمين مثل لبنان أو الكويت، ولكن لسوء الحظ لم يكن أمامي سوى السعودية؛ وكان العرض وقتها 2000 ريال شهرياً ووجدته عرضاً لا يستحق على الإطلاق، وهكذا تكلمت مع صاحب العمل وأخبرته بذلك فقال لي بالحرف الواحد: "ليش زعلان يا زلمة... المصري عندك احترق في قطار وكانت الحكومة لديك تدفع لأهله ألف جنيه... المصري ثمنه في بلده ألف جنيه، وأنا بعطيك 2000 ريال" ما رأيك؟ أمر قد يسر جميع المصريين طبعاً أن ثمن المصري في بلده أقل من ثمن البلاكبيري مثلا أو الأيفون... لماذا أتذكر الآن صفقة الجندي شاليط مقابل الأسرى؟ هل تجرؤ على المقارنة؟ منذ فترة كانت هناك حكاية الشاب المصري الذي قيل أنه سب الملك السعودي في المطار وقبضت عليه السلطات السعودية وهو محبوس لديهم حتى هذا التاريخ وقالوا في البداية بأنه أهان الذات الملكية، وبعد ذلك طالعتنا الصحف بأن المصري كان يقوم بتهريب الحبوب المخدرة إلى داخل المملكة العربية السعودية.... إذا كان يقوم بالتهريب فلماذا لما تقوموا بتصوير المضبوطات معه منذ البداية ولماذا قلتم أنه أهان الذات الملكية؟ ولكن لعلها المرة الأولى التي يقرر فيها محامي شاب متدين أن يقوم بتهريب المخدرات وهو ذاهب إلى أداء العمرة أو الحج بل ومعه أيضا أفراد أسرته... بالله عليك، إذا كنت مهرباً، فهل يعقل أن تقوم بالتهريب ومعك أسرتك؟ ولماذا يقرر هذا الشاب التهريب فجأة؟ لماذا ليست هناك سابقة مثلا لشاب يقوم بتهريب كل هذه الحبوب وهو الذي لم يكن يحمل معه أكثر من 20 كيلوجراما هي وزن حقيبة ملابس جميع أفراد أسرته وعند حساب مجموع الحبوب المخدرة ستجد أن وزنها يتعدى ذلك بكثير؟ إذا كانت هذه هي الحبوب فأين ملابسه وإذا كانت هذه هي الملابس فأين الحبوب؟ من جديد تتكرر إهانات السعودية للمصريين بدون حق ودون أي اعتبار سوى الإهانة أو لعلها كانت طريقة الإخوة في السعودية لجس نبض الدولة الجديدة بعد الثورة... لاحظ هذا أنك تتحدث عن الدولة المصرية الجديدة التي قدمت لك حازم صلاح أبو إسماعيل والأخ ونيس صاحب الفضيحة الشهيرة والبلكيمي صاحب فضيحة التجميل.... أرى الآن مؤشر بطارية اللابتوب يبدأ في الانخفاض منذراً بالإظلام التام والموت المؤقت للجهاز ما لم أسعفه – على رأي البهظ بيه في فيلم الكيف – بـ "نفخة تصلب طوله".... ولكن هناك الكثير بحق يحتاج إلى (صلب الطول) في هذه الدولة بداية من حزب الحرية والعدالة الذي يصر على التحدث باسم مرسي دون أن يلاحظوا أنهم مجرد حزب في مصر وليسوا كلهم يحكمون مصر – هذا طبعا بافتراض أن مرسي قد تخلى تماما عن المرشد والجماعة وكل هذا الهراء .... اللابتوب يحتاج إلى شحن الكهرباء الآن... سيارتي بحاجة إلى وقود.... الشوارع مزدحمة بأكوام رهيبة من القمامة ومن الاختناقات المرورية .... ما زال البلطجية موجودون تحت أي حجر في مصر هذه الأيام وما زال قطع الطرق متواصلا وما زالت المخدرات في تزايد وتهريب السلاح في تزايد مستمر.... هل هذه مصر التي أرغب في العيش فيها؟ صدقني يمكنني الآن أن أتفهم وجهة نظر أي فرد غادر هذه البلد ذات يوم ولم يعد إليها وعرف حقيقة أن "الذي يشرب من نيلها" قد يكرهها ويلعنها لأسباب تخرج عن إرادته. |
#2
|
||||
|
||||
رد: عندما أكرهها:
طبعا احترم راى حضرتك بس فى سلبيات اخرى
مثل المسلسلات والبرامج الهايف الى بتتكلف ملايين وممكن بفلوسها نصلح البنيه التحتية المتهالكه صدقنى احنا بناهجم شخص ممكن يكون كويس واحسن من غيره واكيد مش حرامى مثل الى صفوا البلد على مدار السنين وهمهم هو جمع المال ليه مش نساعده ونشوف الحاشية الى حوليه من النظام السابق نظام الفساد المنتشريين فى الاعلام على سبيل المثال الممثله هالة فاخر وتهكمها على رئيس البلاد نفسى اعرف لو كان شفيق مسك كان هيعمل ايه للبلد اعتقد ان البلد يتدمر انا مقتنع بالكلام الى انت بتقوله بس لازم نحاسب نفسنا كل فرد المرور هيتحل ازاى وبتوع الداخلية نامين ومش عايزين يشتغلوا فى سلبيات كتير احنا كده كده ربنا هيبتلينا لان الناس او الشعب المصرى بيحب اللمه فقط ووقت العمل بينام طبلة تلمه وعصى .......ز مفيش حد اتغير كله اتغير للأسوء
__________________
geologist the best |
#3
|
||||
|
||||
رد: عندما أكرهها:
ما أردت قوله هو أنه على الرئيس أن يكون قاسياً وحازماً ولو كان هناك من يحاربه في مصر ويعمل على فشله فهذه هي المعركة الأولى للرئيس مرسي وليس ما يفعله من سفر إلى هنا وهناك قبل حتى تشكيل حكومة للدولة التي يفترض أنه رئيسها. لا خلاف على أن الرئيس مرسي هو أكثر رؤساء مصر تدينا حتى هذه اللحظة ولكن من قال أن الدولة بحاجة إلى اللين في هذه المرحلة؟ هذه هي ثورة التصحيح الخاصة بالرئيس مرسي وعليه أن يخوضها بعنف وقسوة... ما أراه الآن في ظل تشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الأخ هشام قنديل هو مجرد "كاموفلاج" يضعه مرسي والغرض من هذه الوزارة هو أن تفشل وتتلقى اللوم وغضبة الشعب فيقوم الرئيس بتشكيل وزاري أعرف من الآن أنه سيضم خيرت الشاطر وعصام العريان والبلتاجي... وبمناسبة رمضان فدعني أقول أنني لا أستبعد أن يترك الرئيس أحوال البلد المتداعية ويعتكف في العشر الأواخر من رمضان....
ورمضان كريم |
#4
|
|||
|
|||
رد: عندما أكرهها:
مقال ممتاز و كل حرف فيه حقيقي
خايف لا يجي يوم نترحم فيه علي مبارك |
#5
|
رد: عندما أكرهها:
كلام يوجع القلب بجد
مش عارفين آخرتها ايه ؟ أكوام الزباله ملت الشوارع الكهرباء مقطوعة الميه مقطوعة أو ضعيفه وكمان غير صالحة للشرب المياه المعدنية غير متوافرة بعد توقف 6 مصانع مياه الصرف الصحى بدأت تغرق الشوارع الإستهبال والسبهلله زادت عن حدها فى الشوارع من سائقى السيارات خاصة التاكسى والميكروباص أصبحت المدن الكبرى كالقاهرة والإسكندريه عبارة عن جراجات مفتوحة وإختنقت الشوارع تماماً رجال المرور لاحول لهم ولا قوه لو كانوا موجودين مخالفات البناء أصبحت شيئ عادى وانتشرت فى جميع أنحاء مصر التعدى على الأراضى الزراعية لا يجد من يردعه وسيأتى اليوم الذى نجد فيه مصر عبارة عن مدن متصلة ببعضها بدون فواصل زراعية مشاريع إصلاح الطرق وتطويرها تمشى كالسلحفاه إن لم تكن قد توقفت بالفعل للأسف كل هذه النقط لم تكن موجوده فى عصر الرئيس المخلوع أما الرئيس الحالى فلم نرى منه حتى الآن سوى الكلام وبس
__________________
م . نبيل عبد الرحمن مصر موتورز الإسكندرية
|
|
|