حتى لا ننسى ..... تزوير أنتخابات 1944 وهزيمة حسن البنا

[الدملاوي]

عام 1941 قرر ((حسن البنا)) مؤسس جماعة الإخوان المُسلمون خوض أول تجربة إنتخابية بترشيح نفسه في انتخابات عام 1942 عن دائرة الإسماعيلية التي كانت له فيها شعبية كبيرة وهي البلد التي خرجت من رَحِمها الجماعة

غضبت سُلطات الإحتلال الإنجليزي والحكومة المصرية من خبر ترشح ((حسن البنا)) في انتخابات 1942، فتم مُمارسة كل وسائل الضغط عليه لكي يتنازل، وبالفعل تنازل تحت الضغط الشديد ولكنه أخذ وعود بفتح المجال للعمل الدعوي وإغلاق الحانات وعدم بيع الخمور وإغلاق البيوت التي تمُارس الأعمال المُنافية للآداب

عام 1944 قام الملك ((فاروق)) بإقالة حكومة الوفد وكلف ((أحمد ماهر)) باشا بتشكيل حكومة جديدة، فتم حل البرلمان وأعلن عن إجراء انتخابات برلمانية جديدة

فقرر ((حسن البنا)) خوض انتخابات عام 1944 هو وخمسة من أعضاء الجماعة

المُرشحين عن جماعة الإخوان المُسلمون هم :
------------------------------​-------------------------
- ((حسن البنا)) عن دائرة الإسماعيلية
- ((صالح عشماوي)) عن دائرة مصر القديمة
- ((عبد الفتاح البساطي)) عن دائرة بندر الفيوم
- ((عبد الحكيم عابدين)) عن دائرة فيديمين الفيوم
- ((محمد حامد أبو النصر)) عن دائرة منفلوط
- ((أحمد السكري)) عن دائرة الفاروقية بحيرة

لتكون بذلك أول انتخابات خاضتها جماعة الإخوان المُسلمون، كان مُنافس((حسن البنا)) هو ((سليمان عيد)) مُتعهد التغذية للمعسكرات الانجليزية والذي كان يكن له أهالي الإسماعيلية كراهية شديدة

أثناء الإنتخابات فوجئ أهالي الإسماعيلية بقيام الجيش الإنجليزي بإحضار سيارات اللوري، والتي كانت مليئة بعمال المعسكرات البريطانية الذين لاينتمون لمدينة الإسماعيلية وكانوا يهتفون لصالح ((سليمان عيد))، ثم توقفت السيارات أمام اللجان وقام أفراد جيش الإحتلال الإنجليزي بإدخالهم إلى مقار اللجان فأدلى هؤلاء العمال بأصواتهم ببطاقات مزورة بأسماء ناخبين من أهالي الإسماعيلية، فاحتج أهالي الإسماعيلية على هذا التزوير وكادت تندلع معركة بين الأهالي والعمّال

انتهى يوم الانتخابات وظهرت النتيجة وكانت إعادة بين ((حسن البنا)) و ((سليمان عيد))، وفي يوم الإعادة تكرر نفس السيناريو

كان رئيس إحدى اللجان آنذاك هو المُستشار ((عبدالقادر عودة))، والذي احتج بشدة على التزوير، فصدر أمر من وزير العدل بنقله فورًا من مدينة الإسماعيلية، وعلى الفور قام المُستشار ((عبدالقادر عودة)) بتقديم إستقالته احتجاجاً على هذه الإهانة

وبعد إعلان النتيجة بـ فوز ((سليمان عيد)) مُتعهد التغذية للمعسكرات الانجليزية، طلب ((حسن البنا)) من أهالي الإسماعيلية كظم الغيظ، وأن ينصرف كل منهم إلى منزله لكي يُفوتوا على الإنجليز فرصة الإصطدام بهم ... حقناً للدماء

الإنجليز والحكومة قاموا بالتعامل بنفس الطريقة مع بقية مُرشحي الجماعة

[nktis]