رد: أبى
أبي الحبيب
أراك كل يوم تضعف و توهن , و لا أقدر على فعل الكثير , غير ابتسامة أرسمها على شفاهي و دموع أكففها بين جفوني حتى لا تظهر مدى معاناتي .
ابي الحبيب , اليوم و أنا بين دراعيك أحسست بدفئ كبير لم أشعر به أبدا طيلة كل السنين , أحسست انك تحبني فعلا و أنك فخور بالبنت التي أنجبت دات يوم في عمر كبير .
هل كان يعقل أن تراني أما و انت الشيخ في الواحد و التسعين , و تراني أحارب طواحين الهواء و تمسكي بعدم الرضوخ و العودة للوراء , تقول للناس هذا فحل في لباس أنثى تمنيت لو كان دكرا فعلا , تراقب اخواتي اللواتي جعلنك فخورا بهن و تؤكد مدى فرحتك بإنجابهن أيضا .
ما عساني أقول عن اخوتي الدكور و هم يملئون البيت بالسرور حينما يقفون وقفة رجل واحد أمامك و هم يحملونك .
أبي أنت اليوم وهنت و كبرت و مع هذا لا تريد أن تضعف أو تبدي لنا مدى ألمك تضحك باستمرار و ترينا مدى تعنتك و صبرك حتى نكابر ذات يوم مثلك .
لن يعيك المرض و لن يقتلك اليأس , فكتاب الله الذي حفظت ذات يوم و جعلته بين ضلوع صدرك سيحميك و يعليك عند الله الرحيم .
أبي الحبيب أنت ملئت علي فراغ تركته أمي حيينما فارقت الحياة و تركتني عارية الأكتاف تائهة في الحياة , و ها أنا الآن أشعر بدنو الوقت لترحل , أرفض التقبل لكن ما عساني أفعل إن أزف الأوان و أقفلت الستارة على مسرحية الحنان بطلها أنت الأول و الأخير
أبي الحبيب اعلم اني لن أنساك ما حييت و لن أفقد أبدا الأمل , سأحارب و أثابر و أجعلك بي فخورا , لن تندم يوما على انجابي .
__________________
نلتقي لنرتقي
|