[AbOnOrA]

لكن السؤال الذى يجب أن أطرحه عليك هو لماذا اهتمام المسلم بأثوبيا وما هو العائد عليك من وجود سيطرة روحية او عدم وجود سيطرة للكنيسة على اثوبيا.

يهمنى طبعا حال الكنيسة المصرية كما يهمنى حال الكنائس الشرقيه كلها لان الكنائس ديه حماها الاسلام اكثر من الف عام وحضرتك لو قارى التاريخ هتعرف ان لولا الاسلام كانت الكنائس الشرقيه واتباعها ابيدو وزعنو لسيطرة كنائس مجمع خليقيدونية ، وده يشمل الاقباط والسريان والاشوريين بالطبع ماعدا الارمن اللى كان ليهم وضع خاص

اذن احنا كمسلمين شركاء على مدى القرون فى حماية الكنائس الشرقية وانا كمصرى يهمنا ان الكنيسة المصرية تبقى على مكانة تليق بمكانة مصر وريادتها وده اللى كان حاصل زمان وكانت الكنيسة المصرية مهيمنة على كنائس الشرق وافريقيا وده فى رائى بسبب انشغال الكنيسة بالفزاعة الداخلية تماما كما كان النظام السياسى لمصر عموما فى ال30 - 40 سنة الاخيرة منغلق على نفسه وبيخسر دولياً وسياسياُ

ثالثا زى ما حضرتك قولت ان الكنيسة المصرية المفروض كان يبقالها دور وادوار فى الجنوب سواء على صعيد مشاكل حوض النيل وبالاخص فى اثويبيا او على صعيد المشاكل الافريقيه الاخرى مابين ارتيريا واثيوبيا او بين جنوب وشمال السودان لكن للاسف الكنيسة المصرية وقفت تتفرج والدنيا بتضيع فى تحالف غير طبيعى مع النظام السابق لقطع كل صلات مصر مع جزورها الافريقية
وهو بالمناسبة كان تحالف دائم وفى كل مجالات افساد الحياة المصرية عموماً واستمر حتى 24 يناير حين اعلنت الكنيسة لرعاياها ضرورة التزامهم البيوت وعدم المشاركة فى اى مسيرات او مظاهرات والاكتفاء بالصلاة لصالح مصر فاذا بالثورة تنجح وتتجه مصر نحو الاستقرار واذا بالعالم كله وحضراتكم تشوفو ان الكنائس كانت فى عيون المسلمين وقلوبهم وقت انسحاب الشرطة والفراغ الامنى وبعدين نبص نلاقى الاباء والكهنة هما اللى بيدفعو الناس للتظاهر والاعتصام وقطع الطرق واشعال وتصعيد الازمات !!

لا نستطيع ان نحمل المؤسسات اكثر مما تحتمل. كثير ما شاهدت مشاعر الضيق على أخواتى المسلمين لفقدان الأزهر لدورة الأقليمى وعدم إمتداد سيطرته الروحية ايضا على كثير من البلاد والشعوب وحتى جماعات. ألم يكن الأزهر قادر على الإجتماع برؤساء الجماعات الأرهابية ليظهر لهم قدر مخالفة ما يفعلوه لصحيح الدين. ألا يستطيع الازهر التصدى لفكر جماعات التكفير التى قتلت كثير من المسيحين وسرقت محلات الذهب الخاصة بهم على أن هذه غنيمة حلال لهم. ألم يحدث هذا فى فترة ما من فترات الحياة المصرية ولما يكن الازهر قادر على تغير مثل هذا الامر. أرجو أن لا نحمل المسؤلية للمؤسسات ونطالبها باكثر مما تستطيع

كلام حضرتك صحيح بخصوص الازهر وديه طامة كبرى فعلا بس مع الفارق ان الازهر فقد استقلاليتة تماما من زمان وبقى زيه زى اى وزارة او هيئه حكومية وبناء عليها فقد مرجعيتة عن فئه كبيرة من المسلمين ولو حضرتك تفتكر فى اواخر التمانينات لما الامن فشل فى معالجة ملف الجماعات التكفيرية والجهادية فى مصر استعان بالعلماء والمشايخ واقيمت مناظرات عرفت بالمراجعات وعلى اثرها انكسرت موجة التكفير والجماعات المتشددة فى مصر بل وانحسرت لسنوات بعد كده

ومتنساش ان الايام ديه وانا الى حد كبير عاصرتها نظرا لانى كنت ساكن فى عين شمس كانت الجماعات ديه بتروع المسلمين والمسيحين مش المسيحيين بس وزى ما كانو بيسرقو محلات دهب مسيحيين كانو بيسرقو ويحرقو محلات فيديو لمسلمين او اى شىء اخر يرونو مخالف ليهم
فالشاهد ان الازهر والتيار المعتدل الاسلامى كبير وقوى ومؤثر فعلاً ولولا وجوده كان زمان الحرب الاهلية قائمة فعلا

والشاهد ان انا كمسلم وانت كمسيحى او بمعنى اصح احنا كمصريين المفروض نطالب بتحرير الازهر من سيطرة الحكومة وان يعود مؤسسة دينية خالصة علشان تبقى مرجعية واحدة وميبقاش فيه اخوان ولا سلفيين

اذن سواء الكنيسة المصرية (كنيسة الاسكندرية ) او الكنائس الشرقيه (سريانية حبشية ...) او الازهر كلهم مهمين لينا كمصريين وكلهم ركائز واعمدة للمجتمع والثقافة والمصرية
اذاى ميهمنيش ؟!!

لكن مقارنة حضرتك بين الازهر والكنيسة غير موضوعية بالمرة لان حضرتك تعلم يقينا ان الازهر مسيطر عليه من الحكومة على مدى قرون واجيال دلوقتى بينما الكنيسة مستقلة تماما بل الى حد يصفة البعض بانها دولة داخل الدولة
الازهر لا يمتلك قوتة حتى ولا يملك تعيين رؤسائه ولا مرجعياتة ولا يقدر يكسر قانون ولا يعارض سياسة

بينما الكنيسة تملك اموال التبرعات من هنا ومن هناك بلا رقابة مجتمعية حتى من اى نوع وتملك تعيين وشلح اى من كان فى هيكلها من اول شماس الى البطريرك ولاى سبب تراه منفردة وبتتخذ مواقف اقيلمية منفردة وحضرتك نفسك ذكرت ده بل كمان لها حرية تطبيق ما تراه من قوانين او نقضه والاعتراض عليه وعدم تطبيقة وقانون الزواج التانى شاهد ولو حبيت افتح لك موضوع كامل عن الفوارق الشاسعة بين مؤسستى الكنيسة والازهر لن يكفينى يبقى ازاى حضرتك عايز تقارن الاتنين ببعض
بالطبع الازهر لا يملك ما للكنيسة من صلاحيات ونفوذ
وبالطبع احنا كلنا كمصريين محتاجين منهم ومن رجال الدين عموماً يكونوا على قدر من المسئولية خاصة فى الظروف اللى البلد فيها