تناغم بين فيراري وماكلارين حول مستقبل الفورمولا1

[SuMo]

- كتابة جهاد الفرنّ -

خلال مشكلة "ستيبنيغايت" للتجسس في موسم 2007، عندما كان فريقا الفيراري والماكلارين لا يلتقيان ابدا الّا في جلسات المحكمة أو على حلبة السباق، كان من شبه المستحيل ان يتوقّع احد ان يتلاقى الفريقان مجددا للعمل معا بتناغم.

ولكن، وبعد مرور 18 شهرا فقط، على ذاك الصيف المليء بالمشاكل بينهما، فان رجال مارانيللو ووكينغ يتمتعون ليس فقط بعلاقة جيّدة، بل ان صداقتهما الجديدة تعكس تقاربا بين جميع الفرق في جهد لتحسين رياضة السيارات.

وبلغ تقارب هذين الفريقين، الانجح في تاريخ الفورمولا1، حدا كبيرا تمثّل بزيارة تاريخية تمّت هذا الاسبوع في مركز ماكلارين التكنولوجي في ووكينغ.

ففي صباح يوم الثلاثاء ، صار مدير الاعلام ،لوكا كولاجاني، أوّل مدير من فريق الفيراري تطأ قدمه داخل مركز ماكلارين المغلق، في زيارة تاريخية، سبقت عقده لاجتماعات مع كل من مدير الفريق رون دينيس والمدير التنفيذي للتسويق أكرم سامي.

"لقد كان شعورا غريبا بالتأكيد" قال كولاجاني خلال عشاء اعلاميّ أقامه مع مدير الاتصالات في الماكلارين في لندن مساء الثلاثاء، " لو قيل لي بأن هذا سيحدث، قبل 12 شهرا، لما كنت صدّقت".

مما لا شك فيه ان هذه الزيارة لن تضع حدا لروح التنافس بين الفريقين، كما أن كولاجاني أصرّ على اطلاع ماكلارين ان صالة عرض الجوائز في مارانيللو تحتوي جوائز اكثر من تلك الموجودة في ووكينغ.

على كل حال،فان هذا التقارب بين كل من الماكلارين والفيراري، أتى في وقت تحاول فيه كافة الفرق ان تتعاون من اجل تحسين الرياضة عبر رابطة فرق الفورمولا1 المعروفة باسم (فوتا).

فقد نجحت الرابطة في تعاونها مع ال أف.أي.اي بما يخص موضوع حصر النفقات. لكن التحدي الاكبر الذي ستواجهه الرابطة- وربما يكون النجاح الاكبر لها- سيظهر في غضون الاسابيع القليلة القادمة.

فخلال الايام المقبلة، ستتسلّم الرابطة نتيجة احصاء تسويقي تمّ على مستوى العالم، يحتوي على ما يريد ان يراه المشاهدون حول العالم في رياضة الفورمولا1- وقد يحتوي على طلبات مثل رؤية السائقين اكثر، طرق جديدة للتأهل والسباق، وحتى اراء متطرّفة مثل قلب ترتيب المنطلقين في السباق...الخ-

وما ان تضطلع الرابطة على ما يريده المشاهدون، ستنطلق نحو اجراء التحسينات الممكنة قبل سباق ميلبورن. وعلى اي حال فان الفرق تتناقش منذ الان حول اجراء تعديلات تهم المشاهدين مثل عرض بيانات اكثر لهم حول كميات الوقود خلال التجارب التأهيلية وعرض بث اكبر للراديو.

وقد اعلن المسؤولون في الرابطة، انه وبعد الازمات المالية العالمية، بات من الضروري القيام باجراأت لمصلحة الرياضة ككل، وليس فقط لمصلحة الفرق.

وكما قال مدير الماكلارين رون دينيس هذا الاسبوع لموقع الفورمولا1 الرسمي:" نحن لا نشعر بالرضا، ولا نتخوّف من اجراء تغييرات جذرية، كما واننا لسنا متزمتين بموضوع المنافسة.كلا.فنحن سنعمل معا من اجل خير رياضة الفورمولا1،وسنتابع القيام بتجديدات لاجل تطوير الرياضة كما لمحاولة جعلها اقل كلفة، اقل اضرارا بالبيئة، واكثر اقبالا للمشجعين ومشاهدي التيليفيزيون."

ولكن، وعلى الرغم من روح التعاون التي طغت بعد زيارة الفيراري لماكلارين، فان التساؤلات ما زالت كثيرة. احداها واهمها ، هل سيبقى هذا التناغم قائما بعد انطلاق السباق الاول في ميلبورن ؟

فقد رأينا منذ الان اختلافا كبيرا في الاراء حول بعض التصاميم في السيارات، خاصة في هذا الموسم المليء بالتقنيات حيث قد يصبح هذا النوع من الخلافات شائعا بسبب السيارات الجديدة كليا. ما قد يعني ان الاتفاق ما بين رؤساء الفرق قد لا يكون كاملا.

لكن ما شهدناه في الموسم الفائت في سباق سبا فراكوشامب، عندما اختلف تقنيو كل من الفيراري والماكلارين ،حول الطريقة التي قطع فيها لويس هاميلتون احدى المنعطفات ، لكنهم تابعوا العمل معا في الرابطة بطريقة جيدة، كل هذا يشير الى ان وحدة الرابطة لا تتأثر باحداث السباقات.

لكن التحدي الاكبر الذي قد يواجه هذه الرابطة، هو التعامل مع بيرني ايكلستون وماكس موزلي. فكل من ايكلستون وموزلي قد حقق انجازات كبيرة في هذه الرياضة باستخدام طريقة: فرّق تسد. ما اظهر ضعفا كبيرا بين الفرق على الاتفاق على ما يريدونه هم لا مايريده ايكلستون او موزلي.

لكن رئيس الرابطة، لوكا دي مونتي زيميلو، قال ان هذه السياسة - فرّق تسد- ستصبح من الماضي اذا استطاعت الفرق من البقاء متضامنة.

فقد حصلت في الاسابيع القليلة الماضية، بضع مشاكل تتعلق بالقوانين الجديدة، مثل تمسك ب.أم بتطبيق نظام استعادة الطاقة الحركية في 2009، او بموضوع المحرك الموحد، كادت ان تقسم اعضاء الرابطة. لكن ، وحتى اللحظة، ما زالت وحدة الرابطة تظهر قوية.

لكن المشكلة الاكبر التي تطرح نفسها. ما الذي سيحصل في حال أقرتّ الرابطة شيئا كانت ال أف.أي.اي قد رفضته ؟من يفوز حينها؟

وقد بدأت بوادر هذه المشكلة في الظهور بما يخص موضوع النفق الهوائي وموضوع تقليل النفقات في المصانع المتفق عليهما في السنة المنصرمة.

فقد اعلنت ال أف.أي.اي عن برنامج تجارب صارم في موضوع النفق الهوائي يحدد مدة استعماله وأدرجته ضمن القوانين، فيما تريده الرابطة أقلّ صرامة، وهو امر قد ترفضه ال أف.أي.اي.

وبالمقابل، من المفترض ان الفرق تريد ان تقلل مدة اقفال مصانعها خلال الصيف ، من اربعة اسابيع حددتها ال أف.أي.اي ، الى اسبوعين.

ورؤية ما ستؤول اليه نتائج هذه الاختلافات ما بين الرابطة وال أف.أي.اي في الاسابيع المقبلة ، سيكون مؤشرا لمن سترجح الكفة في امور تغيير القوانين مستقبلا. انها حالة جديدة للفورمولا1، كما هي الحال في زيارة كولاجاني الى ووكينغ، التي باتت حدثا تاريخيا في الرياضة بين الفريقين الاكبر.

وفي حال تمكنت الرابطة من الوفاء بوعودها، وبقيت متحدة لما هو في مصلحة الرياضة لا مصلحة الفرق الضيقة، ستكون هذه الحالة من افضل تطورات الفورمولا1 التي لطالما حلم بها مشجعو رياضة السيارات من سنوات.