رد: التحايل "الاخوانى"!!
القرود والشريعة
نواره نجم
شاهدت على موقع «يوتيوب» تسجيلين فى دراسة سلوكيات القرود و«أخلاقياتهم». الأول يظهر قردان فى قفصين متجاورين، حيث تقوم المختبرة بإعطاء كل قرد قطعة خيار فى مقابل أن يعطيها كل قرد حجرا صغيرا. قام القردان بأداء المهمة على أكمل وجه وتقاضى كل منهما أجره، حتى لاحظ أحدهما أن المختبرة بدأت تعطى القرد الآخر عنبا فى مقابل أداء المهمة، بينما ما زالت تعطيه هو الخيار، فما كان من القرد المظلوم إلا أن ألقى بالخيار فى وجهها وامتنع عن أداء المهمة، وحين كررت المختبرة فعلتها، بدأ القرد المظلوم فى إظهار غضبه وأخذ يضرب قضبان القفص بيديه بعنف ويصرخ صراخا متواصلا، ورغم أننى لا أفهم لغة القرود، فإنه يبدو أن القرد كان يسب المختبرة، أو يهتف: بااااااطل.. الخيار.. باااااطل، هم بياكلوا عنب وفراخ وإحنا الخيار دوخنا وداخ.. يسقط يسقط حكم الإنسان.. وكلما حاولت المختبرة تهدئته انتظر قليلا فإذا بها تعطيه خيارا مرة أخرى، فيلقى الخيار فى وجهها بعنف: فين العنب يا ولية؟ أنا كاوركى؟
فى اختبار آخر، وضع المختبر قردين فى قفصين متجاورين بينهما كوة، ووضع فى أحد الأقفاص علبة مغلقة بها خمس بندقات، ووضع فى القفص الآخر حجرا مدببا. احتار القرد الأول فى فتح العلبة، وبدأ يطلب العون من القرد الآخر: قوتنا فى وحدتنا، فأبدى القرد الآخر تعاونه، وأعطاه الحجر المدبب، وحين أخفق القرد الأول فى فتح العلبة، مد القرد الثانى يده لفتحها: إوعى كده وانت عويل.. ثم ضغط الاثنان بيدهما لفتح العلبة، وبالفعل، نجحا فى فتحها، وأخرج القرد الأول، بتاع قوتنا فى وحدتنا، الخمس بندقات، وأعطى للقرد الذى عاونه ثلاث بندقات، بينما أخذ هو بندقتين فقط، تقديرا لتعاون القرد الثانى معه، يعنى لا طلع إعلان دستورى على البندق، ولا قال له: مش هى دى الديمقراطية؟ أنا أول قرد مدنى منتخب، بل أعطاه أكثر من نصيبه هو لأنه لولاه ما كان ليفتح العلبة، وكان مشهدا عاطفيا مؤثرا، والحب بين القرود ولع فى القفص. بعدها، قرر الإنسان إحداث وقيعة بين القردين المتعاونين، فقرر المختبر أن يكلف كل قرد بمناولته قرصا بلاستيكيا، فى مقابل مكافأة، أخذ الأول مكافأته وكانت عبارة عن تمرة جافة، وقام بأداء عمله، حين حضر القرد الآخر، وقام بأداء ذات المهمة، أعطاه المختبر عنبا، فما كان من القرد الأول إلا أن أدى عمله فى انتظار العنب ففوجئ بالتمرة الجافة، فألقى التمرة فى وجه المختبر، وقام بعصيان مدنى، وامتنع عن أداء عمله وظل يصرخ هو الآخر بنفس الطريقة التى كان يصرخ بها القرد المظلوم فى التسجيل الأول، وبما إن قردنا لم يكن حبيس القفص هذه المرة، فإنه ظل يجوب المكان بحثا عن العنب ليأخذ حقه، ثم تفتق ذهنه عن حيلة، ألا وهى انتظار قدوم القرد الثانى الذى يكافأ بالعنب، وما إن حضر الثانى حتى قفز الأول على يد المختبر، وظل يحاول فك أصابعه: هات العنبة.. هات العنبة باقولك لأسود عيشتك إنت وهو.. أما القرد الذى كان يكافأ بأجزى من زميله فقد انتحى جانبا ولم يحاول أن يقتنص العنبة، ولسان حاله: الصراحة معاه حق.. أنا ما أرضهاش على نفسى يبقى ما أرضهاش على غيرى.. لو أن نفسى فى العنبة بس حق الله.. حرام.. فالقرد الذى كان يكافأ بالعنب، لم ينكر على زميله محاولة أخذ نصيبه، ولم يقل: وهو إيه اللى وداه هناك؟ وأخيرا نجح القرد الأول فى فك أصابع المختبر عنوة وأخذ العنبة وأكلها وعيناه تنطق بالانتصار: ارفع راسك فووووق إنت قرد.
إن كان الله قد وضع فى القرود هذا الإحساس الفطرى بالعدالة والإنصاف، فلماذا ينكر علينا دعاة «الشريعة» رغبتنا فى تحقيق العدالة وهى أول ما أمر بها الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى؟ ولو إن قردا يحكمنا، لما أبدى من النذالة والوضاعة ونكران الجميل ما أبدته جماعة الإخوان المسلمين. فلم أر قردا يقتل من انتخبه كما قتل مرسى كريستى وجيكا والجندى، ولم أر قردا يواجه من سانده بالشوم والسلاح كما فعل شباب الجماعة ومن ظاهرهم من «حازمون» الذين عرفنا وجوههم عند الاتحادية لأننا شاركناهم اعتصام العباسية.
يغضب الإخوان لأننا نقول عنهم: خرفان. وبصفتى مولعة بالحيوانات وطبائعهم، فأؤكد لكم أننى لم أعلم من الخرفان سوء الخلق، ونكران الجميل، والنذالة، لكننا أخطأنا.. فقد كنا نهتف: «شيلوا طنطاوى وهاتوا خروف يمكن يحكم بالمعروف»... والظاهر أبواب السما كانت مفتوحة.. طب شيلوا مرسى وهاتوا قرد.
__________________
|
10-03-2013, 12:28 AM
