14-10-2012, 07:15 PM
|
 |
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 109,157
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
لولا دى سيلفا
_______________
الرئيس لولا جاء من قاع المجتمع، ويكاد في صباه الأول يكون واحداً من أولئك الأولاد المشرّدين الذين أشار إليهم التقرير البرلماني في مطلع التسعينيات الماضية. وها هو في عهده ينجح في هجومه المعاكس ضدّ حالة الانهيار العام المتمادية، فيقدّم للمزارعين الصغار القروض والمساعدات الكافية، ويرفع الحدّ الأدنى للأجور رفعاً منطقياً معقولاً، وكذلك معاشات المتقاعدين. لقد عدّلت حكومته عم...ليات توزيع الثروة الوطنية لصالح الفقراء، وانتقل 20 مليون برازيلي من حالة الفقر المدقع إلى مستوى الطبقة الوسطى، وتلقت الإعانات الحكومية المفهومة والمجدية 12 مليون أسرة برازيلية، وذلك كلّه في نطاق إستراتيجية مزدوجة تقول بدعم الفقراء وزيادة الإنتاج الزراعي أولاً، فكان النجاح الهائل.
غير أنّ ما حدث في عهد الرئيس لولا لم يقتصر على الإنجازات الداخلية العظيمة، بل تعدّاها إلى ارتقاء البرازيل دولياً، لتصبح في عداد الدول العشرين المتقدمة والصاعدة، بل في طليعتها. وعندما أنهى فترة حكمه الثانية غادر القصر الرئاسي أصولاً، بكلّ أدب، وبكلّ رضى، وبكلّ هدوء، في اللحظة ذاتها التي كانت استطلاعات الرأي العام تقول فيها انّ شعبيته بلغت أعلى معدلاتها: 87 في المئة.
لماذا لم يتشبّث الرئيس لولا دا سيلفا، القادم من قاع المجتمع، بالقصر الرئاسي، وهو الذي يحظى بتأييد الأكثرية الساحقة من شعبه؟ لماذا لم يستغل هذه الشعبية المفهومة الصادقة والواعية، وما تحقق في عهده من إنجازات تاريخية حقاً؟ هل كان ثمّة ما يحول بينه وبين البقاء (مدى الحياة) في القصر الرئاسي؟ نعم، كان ثمّة ما يحول دون ذلك: إنسانيته، وشرفه، واحترامه لنفسه ولشعبه.
|
