مخطط تصفيه الثوره ,,

[silverlite]

[silverlite]

: 260309~146:
25 k
!! VIEWS

: 260309~146:
25 الف
مشاهده !!:14369D~149 :
: 260309~146:

[silverlite]

مليونية الأعلام المكوية



وائل قنديل

لاحظ الأعلام المرفوعة فى «مليونيات» تأييد العسكرى برعاية العسكرى وتحت إشرافه، ألوانها زاهية، أعدادها تفوق أعداد رافعيها، وتبدو وكأنها خارجة للتو من المصنع، تكاد تكون مكوية.

وعلى عهدة موقع «اليوم السابع» أمس فإن «العسكرى» الذى أسبغ على هذه المليونيات الكوميدية حمايته ورعايته، لم يكتف بتوجيه التحية والشكر للخارجين فيها، بل تولى بنفسه توزيع مختاراته من الأغانى الوطنية على الميادين، على طريقة «الديليفرى» فى مشهد يسىء إلى صورة الجيش والعسكرية، أكثر مما يفيدهما.

ووفقا لما رصدته وسائل إعلام فإن عدد المشاركين فيما سميت «مليونيات تأييد العسكرى» لم يتجاوز عدة مئات، بينما كان هناك أكثر من مائة ألف مواطن مشاركين فى جمعة الدم ضد حكام المجلس بميدان العباسية يوم الجمعة الماضى.

ولو وضعت فى الاعتبار أن فرقا شاسعا بين مظاهرات تتم برعاية رسمية ودعم كامل وشامل من «العسكرى»، وبين مليونيات تنعقد تحت وابل من الخرطوش وطلقات الرصاص وقنابل الغاز وترسانة شاملة من أدوات القمع والتنكيل.. فإن المقارنة ليست فى صالح رعاة فعاليات التصفيق الموجه، والهتاف سابق التجهيز لصالح من بيده السلطة والقوة الباطشة.

فثمة فارق هائل بين من ينزلون وهم موقنون بأنهم مشاريع شهداء، وأن احتمالية عودتهم إلى بيوتهم تساوى احتمالية ذهابهم إلى القبور، أو معسكرات الاعتقال، وبين من ينزلون واثقين من الفوز بعطايا وهبات ورضا الحاكم.

كما أن المسافة شاسعة والتباين هائل، بين مواطنين يحملون أرواحهم على أكفهم ويخرجون إلى الميادين عابرين فوق جمر التشويه والاتهام بالخيانة وتكفيرهم دينيا ووطنيا من قبل وسائل إعلام السلطة، وبين مواطنين يتم إخراجهم إلى الميادين فى مظاهرات مكيفة يحصلون مقابل المشاركة فيها على لقب «المواطن الشريف»، فى دراما تعيد إلى الأذهان ما كان يجرى أثناء مليونيات الفلول المبكرة فى العباسية، حين رصد نشطاء وإعلاميون وقائع توزيع «عدة التظاهر» من أعلام زاهية فى بداية اليوم، ثم جمعها منهم فى نهايته.

ويمكنك أن تصف ما شاهدته أو سمعت عنه أمس بأنه «مظاهرات قلة القيمة»، ذلك أنه لا يليق بجيش مصر العظيم أن يتم إقحامه فى فعاليات تثير الضحك على هذا النحو، فمكانة جيش مصر أكبر وأعمق بكثير من أن يتم حشد «عشرات» للهتاف له تحت مسمى «مليونية»، فضلا عن أن من شأن هذا العبث أن يفجر اشتباكا بين أبناء الوطن الواحد، اللهم إلا إذا كان هناك من يريد صناعة هذا الموقف الخطير.

إن افتراض فساد الوجدان المصرى هو رهان خاسر وقراءة خاطئة للشخصية المصرية يقع فيها المجلس العسكرى وقطاع من معسكر الثورة أيضا، حيث تؤكد مشاهد المليونيات المصابة بالأنيميا التى جرت أمس أن المواطن المصرى قادر على الفرز بين الغث والسمين، وبين الرخيص والثمين، ويعرف الفرق بين حنجرة حرة وأخرى للإيجار..

توقفوا عن هذا العبث.

[silverlite]

[silverlite]