العودة   مصر موتورز مجتمع السيارات > النادى الثقافى الاجتماعى > ثورة الحرية 25 يناير

ثورة الحرية 25 يناير ساحة ثورة الحرية 25 يناير تحوى كل الموضوعات المتعلقة باﻷحداث التى مرت و تمر بها مصر الغالية منذ هذا اليوم و حتى اﻵن ... و هى ساحة الحوار السياسى الراقى و المسئول


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #12551  
قديم 12-06-2013, 04:26 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التحايل "الاخوانى"!!

__________________

رد مع اقتباس
  #12552  
قديم 12-06-2013, 04:56 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التحايل "الاخوانى"!!

__________________

رد مع اقتباس
  #12553  
قديم 12-06-2013, 05:20 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التحايل "الاخوانى"!!

حماس ستدخل مصر في 30 يونيو عبر الأنفاق لحماية الإخوان





التحرير


وزير الداخلية فاتح صدره أكثر من اللازم هكذا علق الخبير الأمنى اللواء محمود قطرى على تصريحات وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بغلق معابر سيناء قبل مظاهرات 30 يونيو بـ72 ساعة لمنع دخول الإرهاب من وإلى مصر قائلا :" ما وعد به الوزير لن يستطيع تحقيقه أو تنفيذه وليس هو إلا مجرد تصريحات فى الهواء".
وأكد قطري في تصريح خاص لـ" التحرير" أن الوزير بيحاول يداري فشله ويسعى لتحسين صورته لينفي تبعيته لنظام الأخوان".
و قال أن هدفه من هذا التصريح درء الاتهامات عنه بعد 30 يونيه قائلا:" إذا دخلت كتائب القسام وحماس وفتح واعتدوا على المتظاهرين يظهر حجته آنذاك و يقول أنه قام بواجبه مسبقاً وأغلق المعابر، متناسياً الأنفاق السرية التي تغزو باطن الأرض في سيناء والتي تسمح بدخول الفلسطنين".
وقال قطرى لم يستبعد أن يتكرر م احدث في يناير 2011 خاصة لحماية شرعية الإخوان،خاصة أن حماس وفتح وحزب الله هم من أصل "إخواني" وساعدوا الأخوان في تدمير مصر وخروج المساجين أثناء الثورة إلى حكم الرئاسة وحرق الأقسام ونجحوا في مؤامرتهم.
وأكد أن الجهاديين الفلسطنيين من حماس وفتح سيأتون لمناصرة الأخوان المسلمين يوم 30 يونيو متخفيين ومن غير سلاح لأن مصر غارقة بالأسلحة، ومدربين على القتال ليواجهوا المتظاهرين السلميين لأن الأخوان على اقتناع تام أنهم قادرين على السيطرة على الدولة من خلال استخدام العنف والقوة.
__________________

رد مع اقتباس
  #12554  
قديم 12-06-2013, 05:28 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التحايل "الاخوانى"!!

أئمة الشر.. الإخوان والشيعة.. الجذور «7»





فى عام 1938 زار روح الله الموسوى مقر الإخوان الذى أصبح فى ما بعد الخمينى مفجر الثورة الإيرانية

الإخوان حريصون على إخفاء جميع وثائقهم ولا يسمحون أبدا بالإفراج عنها أو خروجها إلى النور مهما مرت عليها السنوات

تمر السنوات، وتتعاقب الأحداث، ويمسى الحاضر ماضيا، ومع ذلك يظل هذا الماضى شاخصا أمام أبصارنا حين يضبطه التاريخ، ولكن ترى هل ضبط التاريخ له يماثل ضبط «الكاميرا» للصورة، فتصل لنا الأحداث كما هى بلا رتوش ولا حذف ولا إضافات؟ أم أن قلوب البشر تنقل إلينا ما وقر فيها وما استقبلته مضمخا بالمشاعر، فنعجز عن معرفة التاريخ المجرد إلا بالتقريب؟
كم هى مهمة شاقة تلك التى نتعهد أنفسنا بها، حينما نسرد ما يحدث فى زمننا لتقرأه الأجيال القادمة، فذات يوم سيصبح واقعنا تاريخا، ولكن زمننا يختلف عن الأزمان السابقة، فسهولة توثيق الأحداث اليومية فى العصر الحالى تجعل مهمة رصد التاريخ للوقائع مهمة هينة بالمقارنة بما كان يحدث فى الماضى، ولكن تظل الصعوبة قائمة حينما نحاول رصد تاريخ جماعة سرية، تخفى أفكارها والأحداث التى تمر بها أو تنتويها، تحيط نفسها بأسوار عالية، بحيث لا يستطيع أحد تسورها أو الولوج فى دهاليزها، تضع أوراقها السرية فى توابيت مغلقة، بحيث لا يستطيع أحد أن يقرأها أو يقترب منها، فالاقتراب من «الأوراق المخفية» لدى أى جماعة من الجماعات السرية يعد بمنزلة الاقتراب من منطقة ملغومة شديدة الخطورة، إذ لا تسعى أى جماعة إلى إخفاء بعض أوراقها وجعلها فى «طيات النسيان» إلا إذا كانت هذه الأوراق تشير إلى حقائق ترغب الجماعة فى إخفائها عن الأنظار إما لخطورتها، وإما لأنها قد تكشف عن توجهات فكرية أو حركية تمثل منهجا حقيقيا للجماعة غير منهجها أو خطابها المعلن.
وكما بعض الدول تفعل جماعة الإخوان السرية، فإذا كانت الدول تخفى وثائقها وتحيطها بالسرية وتضع عددا من السنوات للكشف عنها، فإن جماعة الإخوان تسعى دائما إلى إخفاء جميع وثائقها، إلا أنها -كعكس الدول- لا تسمح أبدا بالإفراج عن هذه الوثائق.
إلا أن أبرز ما تقع فيه الجماعة التى تشعر بالاضطهاد هو مسارعتها للاحتماء بقوى خارجية -خارج الجماعة أو خارج الدولة- بغض النظر عن أى اعتبارات وطنية، وقد يتداخل مع الرغبة فى الاحتماء بالقوى الخارجية شعور الجماعة بالاستعلاء والتفرد وإحساسها بأنها «حامل أختام الحقيقة»، وأن ما لديها من صواب يجب أن ينتصر على «أصحاب الضلالة»، وأنه فى سبيل الانتصار للحقيقة يحق للجماعة أن تسلك الوسائل التى ترى أنها قد تحقق لها هذا «النصر المنشود» حتى ولو كان هذا الطريق هو مخالفة ثوابت الأمة العقائدية والوطنية.. فلا رأى إلا ما يرى القادة.. وهذا هو منطق الطغاة فى كل العصور، وهو نفسه منطق الفراعين الذى حدثنا عنه ربنا سبحانه وتعالى «قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد» (غافر: ٢٩)، وتبرير كل فرعون لطغيانه هو أنه صاحب الرأى والمُلك والقيادة «أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون» (الزخرف: ٥١)، ولأن قادة الإخوان مثلهم مثل كل الفراعين الطغاة، فلا اختلاف عندهم فى الرأى، لأن الاختلاف ينهض بسبب تنوع الأفهام، أما فى الإخوان فلا تعدد للأفهام ولكن معظمهم إلا من رحم ربى يتماهى فى عقل رجل واحد هو من تحكم فى مقاليد أمورهم.
وفى تاريخ الإخوان القديم ورقة ظلت مخفية لا يعرف أحد عنها شيئا، ورقة أذهلتنى حين عرفتها، كانت مخبأة فى أحد دهاليز الجماعة دون أن يلتفت إليها أحد أو يشعر بقيمتها التاريخية، كانت هذه الورقة تحتوى على خبر زيارة لمقر الإخوان فى مصر قام بها سيد روح الله مصطفى الموسوى الخمينى عام 1938، وتشير هذه الورقة إلى أن ثمة لقاء خاصا تم بين المرشد الأول للجماعة الأستاذ حسن البنا والسيد روح الله مصطفى الخمينى الذى أصبح فى ما بعد الإمام آية الله الخمينى مفجر الثورة الإيرانية، ولكن مما يؤسف له أن أحدا من الذين عاصروا هذه الواقعة لم يدوِّن أحداثها ووقائعها، رغم أن زيارات أخرى قامت بها شخصيات شيعية شهيرة لمقر الإخوان بمنطقة الدرب الأحمر وصلت إلينا أخبارها وبعض تفصيلاتها.
فذات يوم من أيام 1992 وبمحض الصدفة وقعت تحت يدى بعض تفصيلات تلك الزيارة المجهولة التى قام بها الخمينى للإخوان عام 1938، لم تصل لى أخبار الزيارة فحسب، ولكن وقعت تحت يدى ورقة تحمل خبر هذه الزيارة، كانت هذه الورقة مطوية ومنسية مثلها مثل عشرات بل مئات من الأوراق التى بعثرها قادة الإخوان فى كل مكان دون اهتمام، وكأن وثائق الجماعة عورة ينبغى التخلص منها!!
ما قصة هذه الورقة؟ وما محتواها؟ فى غضون عام 1992 كان قسم المهنيين فى الإخوان قد قرر خوض انتخابات نقابة التجاريين، وقام القسم باختيارى وأحد المحامين من الإخوان للإشراف القانونى على هذه الانتخابات ومتابعة المخالفات القانونية وتقديم الطعون، وكان لا بد أن نتخذ لأنفسنا مقرا ثابتا لنتابع من خلاله «يوم الانتخابات»، وكان هذا المقر هو مقر الجماعة الرسمى الكائن بشارع سوق التوفيقية القريب من نقابة التجاريين.
ذهبنا إلى المقر بعد صلاة الفجر بقليل، وتقابلنا مع فريق العمل من المحامين، وكلفناهم بالمهام وأعطيناهم رقم التليفون الخاص بالمقر لإبلاغنا بكل التطورات والأحداث، ورتبنا كل الأمور قبل أن تطأ قدم إخوانية أرض المقر، ثم فرغنا بعد ذلك لقراءة أذكار الصباح، وبدأت الأقدام تتوالى على المكان.
كانت المكالمات الهاتفية التى تلقيناها من فريق العمل قليلة، واليوم يمر بلا مشكلات تقريبا، وكعادتى اتجهت إلى رفوف المكتبة أبحث فيها عن كتاب أقضى معه وقتى، إلا أن عينى اتجهت صوب «رزمة» من المجلات القديمة، فحملت بعضا من هذه الرزمة وجلست على أحد المكاتب أتصفحها، كانت هذه الرزمة تحتوى على أعداد متفرقة من مجلة «النذير» الإخوانية القديمة التى أصدرها الإخوان عام 1938، وفى أثناء تصفحى بعض الأعداد دخل علينا الأخ الذى يقدم الخدمة للمترددين على المكان، وقال لنا إن المرشد الأستاذ حامد أبو النصر حضر إلى المقر وهو بحجرته الآن ويريد أن يرانا ويعرف منا تطورات انتخابات التجاريين.
حين دخلنا عليه وجدته جالسا على أريكة بجوار مكتبه، أقبل عليه الأخ الذى معى وانكب على يديه مقبلا إياها، وقعتُ فى حرج، هل أفعل كما فعل الأخ؟ أم أتبع سنة النبى صلى الله عليه وسلم، إذ كان الصحابة عندما يقابلونه يسلمون عليه مصافحة؟ وبسرعة وجدت حلا وسطيا، إذ قمت بالسلام عليه مصافحة وقبلت رأسه، فابتسم الرجل، وأخرج من جيبه بعض قطع من الحلوى وأعطاها لنا وهو يقول إنه اعتاد «تحلية» فم زواره حتى يحلى الله فمه يوم القيامة، جلسنا بجواره نتكلم ونتضاحك وقصصنا عليه أحداث انتخابات نقابة التجاريين، وأفهمناه أن التصويت سينتهى فى الخامسة مساء وبعدها يبدأ الفرز، وقبل أن ننصرف من حجرته أخبرته أننى رأيت فى المكتبة بعض أعداد من مجلة «النذير»، واستأذنته أن آخذ ثلاثة أعداد منهن إلى بيتى لأستكمل القراءة، فأذن لى، على أن أستأذن من الأخ المسؤول عن المقر.
وبعد عدة أيام وفى بيتى جلست أتصفح أحد أعداد المجلة ذات مساء، كانت المقالة الأولى التى وقعت عليها عينى تتعلق بإيران وتشرح وتحلل لتاريخها، وكيف أنها درة من درر الشرق، وأنها دولة هادئة مسالمة، وفى أثناء القراءة إذا بورقة تقع من المجلة، أمسكتها فوجدتها صفراء قديمة، يبدو أنها ظلت داخل صفحات هذا العدد من المجلة سنوات وأحقاب عديدة حتى بهت لونها، كانت هناك بعض كلمات فى الورقة، قرأت النص المكتوب ثم التفت عنه، بل كدت أن أرمى الورقة فى سلة المهملات، إذ لم يقع فى خاطرى أنها ذات أهمية، ولكن هاجسا انتابنى دفعنى إلى طى الورقة ووضعها فى مكانها بالمجلة، كان النص المكتوب فى الورقة الصفراء هو (الأخ الكريم محمود عبد الحليم رعاه الله رجاء سؤال الأستاذ المرشد عن زيارة رجل الدين الشيعى روح الله مصطفى الموسوى لفضيلته فى المقر، هل من المناسب أن نكتب فى العدد القادم من المجلة عن تفاصيل هذه الزيارة أم أن فضيلته ليس له رغبة فى ذلك، عن نفسى فإننى أحب أن أكتب مقالة بنفسى عن هذا الأمر وعن الذى قاله الأستاذ فى خصوص أن نعمل فى المتفق عليه، وأن نعذر بعضا فى المختلف فيه، وعلى العموم الرأى محال لفضيلته، ولكننى أحببت فقط أن أشارك فى الرأى، مع رجاء الرد سريعا لارتباطنا مع المطبعة يوم الجمعة القادم.. توقيع صالح مصطفى عشماوى).
من هو روح الله مصطفى هذا؟ وهل هو من الشخصيات العابرة التى لا تعلق فى الأذهان؟ حتى إن الزيارة لم تلق الاهتمام الكافى إعلاميا، بل إن مؤرخى الجماعة لم يكتبوا عن هذا اللقاء وما تم فيه، كانت هذه أسئلة جالت بخاطرى ودفعتنى إلى الاحتفاظ بالورقة لعلى أجد بعد ذلك إجابة وافية عنها.
وبعد أيام ذهبت إلى مقر الجماعة لبعض شأنى، فتقابلت مع الحاج عباس السيسى، رحمة الله عليه، والحاج عباس السيسى هو أحد القيادات التاريخية للجماعة، وكان قد تتلمذ إخوانيا على يد المرشد الأول حسن البنا، كما كان فى هذا الوقت وقت لقائى به أحد الأعضاء البارزين فى مكتب الإرشاد، وقبل أن ينتهى لقائى معه سألته عن روح الله مصطفى، من هو، وما هى قصة زيارته للمرشد الأول عام 1938؟
أومأ الحاج السيسى برأسه، وظهر البشر على وجهه الطيب، وقال: من الذى أخبرك عن هذه الزيارة، فقصصت عليه القصة وأنبأته بخبر الورقة الصفراء فقال لى: اجعل هذه الورقة معك لا تعطها لأحد من الإخوان، فهم لا يهتمون بالتاريخ ولا بالتوثيق، ولو أعطيتها لهم ستضيع، فهذه ورقة مهمة.
استرسل الشيخ فى الشرح، وتحولت أنا إلى أذن مصغية، فقال: روح الله هذا هو الإمام الخمينى رحمه الله، لم يكن معروفا وقتها، كما لم يكن من المقبلين على التقريب بين الشيعة والسنة، ومع ذلك تقابل معه الإمام الشهيد ليحاول إقناعه بالتقريب، أما الذى كان مقتنعا بالتقريب فهم أفراد آخرون من علماء الشيعة مثل الكاشانى والقمى وغيرهما، وهؤلاء تقابل معهم الإمام الشهيد وأنشأ معهم دارا للتقريب.
فسألته: ولكن اللقب الذى كان مكتوبا بالورقة التى عثرت عليها هو «الموسوى» وليس الخمينى؟
رد قائلا: لقبه كان الموسوى نسبة إلى عائلته على الأرجح، وكان أيضا «الخمينى» نسبة إلى البلد الذى ولد فيه، وفى الوقت الذى زارنا فيه كان مشهورا بـ«الموسوى».
عدت أسأله: قرأت فى الورقة مقولة الإمام الشهيد الشهيرة أن نعمل فى المتفق عليه بيننا، وأن نعذر بعضا فى المختلف فيه، هل هذه العبارة كانت من أجل التقريب بين السنة والشيعة؟.
قال: هذه عبارة الأستاذ رشيد رضا، رحمه الله، وقد استعملها الإمام الشهيد فى مواضع كثيرة، منها تلك اللقاءات التى جمعته بالشيعة، وقد قالها للقمى وللكاشانى بعد ذلك... ثم استطرد: ويبدو أن الخمينى تأثر بحسن البنا تأثرا كبيرا وقد قال لى هذا شخصيا.
سألته: وهل قابلت الخمينى؟
قال: نعم قابلته، فقد زاره بعض وفود من الجماعة أكثر من مرة بعد الثورة الإسلامية فى إيران، وكنت فى أحد هذه الزيارات، أخونا يوسف ندا كان على رأس الوفد الأول، وقد ذهب ندا وفقا لأوامر صدرت له شخصيا من الأستاذ التلمسانى، أما أنا فقد كنت فى وفد آخر، وأظنه الوفد الثانى، وتحدثنا مع الخمينى رحمه الله عن ضرورة أن يكون للإخوان جمعية فى إيران، فوافق بسماحة، وقال إنه تأثر بحسن البنا تأثرا كبيرا، وأخبرنا عن زيارته لنا فى مصر ومقابلته للإمام الشهيد، وقال إنه أطلق على نفسه لقب «المرشد» تأثرا وتيمنا بلقب المرشد الذى كان لحسن البنا.
عدت أسأله: هناك أمر استلفت نظرى، لماذا لم يكتب الإخوان عن زيارة الخمينى الأولى للإمام الشهيد وما حدث فيها؟! ولماذا لم يكتب الإخوان التفصيلات الكاملة لخبر زياراتكم للخمينى فى إيران وتفصيلا؟
قال: عن زيارة الخمينى لنا، أظن أنه وقتها لم يكن شخصية مشهورة، وكانت الزيارات التى نستقبلها لوفود من الشباب المسلم من كل العالم هى من الأمور الدورية الاعتيادية، وبالتالى لم تلق هذه الزيارة اهتماما إعلاميا وقتها من أى أحد لا من الجماعة ولا من غيرها، ولكن زيارات أخرى كانت محل اهتمام من الجماعة مثل علاقتنا بالإمام تقى القُمى والإمام الكاشانى، لأنهما كانا يعملان مع الإمام الشهيد فى التقريب بين السنة والشيعة، والإمام الشهيد كان صاحب فكرة إنشاء دار التقريب، بل هو صاحب هذه التسمية، كما أن أحدا لم يكن يعلم أن هذا الشاب «الموسوى» سيصبح فى ما بعد الإمام «الخمينى» ذائع الصيت والتأثير، أما عن عدم قيامنا بالكتابة عن زياراتنا للخمينى بعد الثورة الإسلامية، فلاحظ أن نظام السادات كان قد أخذ موقفا عدائيا من تلك الثورة ، فالسادات كان يخاف من مسألة تصدير الثورة إلى مصر، فضلا عن ذلك فإن علاقتنا بالسادات كانت قد تأثرت فى نهاية حكمه، فلم نرد أن نزيد الطين بلة، وقد استمر مبارك على نفس نهج السادات، فآثرنا الصمت، وخذ بالك لا تتحدث بإفاضة عن هذه المعلومات مع أحد، لأن الجماعة من الممكن أن تصاب بأضرار بسبب هذه القصة.
قلت: ولكن الأستاذ عمر التلمسانى رحمه الله أشاد بالثورة الإيرانية؟!
قال: هذه نقرة وتلك نقرة، المرشد يقول رأيا، أما أنت فلديك معلومات، والمعلومات التى قدمتها الجماعة إلى الرأى العام محدودة، وليس لك أن تتحدث فى هذه الشؤون، لأن هذا ليس من اختصاصك، هذه معلومات لك وحدك، لعلك تكتبها ذات يوم فى ظروف تسمح بذلك، وأظنك قرأت فى كتاب المرشد التلمسانى رحمه الله «ذكريات لا مذكرات» أن علماء الشيعة كانوا ينزلون ضيوفا على الإخوان فى المركز العام فى القاهرة، وأن الإمام الشهيد كان على علاقة محبة وصداقة مع آية الله كاشانى.
انتهى الحديث بيننا، وانتهت الزيارة، وبقيت تلك القصة عالقة فى ذاكرتى، وبقيت الورقة الصفراء معى شاهدة على فترة من تاريخ الجماعة وصفحة من صفحاتها.
الجماعة التى تشعر بالاضطهاد تسارع إلى الاحتماء بقوى خارجية بغض النظر عن أى اعتبارات وطنية
الحاج السيسى أخبرنى أن وفودا كثيرة من الإخوان قابلت الخمينى بعد الثورة الإيرانية والإطاحة بالشاه وأن أحد هذه الوفود رأسها يوسف ندا الذى ذهب بأمر مباشر من التلمسانى
التلمسانى ذكر فى كتابه «ذكريات لا مذكرات» أن علماء الشيعة كانوا ينزلون ضيوفا على الإخوان فى المركز العام فى القاهرة وأن البنا كان على علاقة محبة وصداقة مع آية الله كاشانى
__________________

رد مع اقتباس
  #12555  
قديم 12-06-2013, 05:32 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التحايل "الاخوانى"!!

ثروت الخرباوى يكشف العمامة والطربوش«8».. أئمة الشر.. الإخوان والشيعة





تقى الله القمى.. العلامة الفارقة فى تاريخ العلاقة بين حسن البنا والشيعة
كان الشيخ محمد تقى القـُمّى علامةً فارقةً فى تاريخ العلاقة بين حسن البنا والشيعة، ولمحمد تقى القمى قصة تقود إلى عالم سرى لم يتطرق إليه الإخوان إلا نادرا، ما قصة محمد تقى القمى؟ وما علاقته بالبنا؟
ولد محمد تقى الدين القمى فى طهران عام ١٩٠٨ لعائلة شيعية ثرية، وكانت عائلته ذات باع طويل فى المذهب الشيعى، حتى إن سلسلة أجداده لسابع جد كانت ذات مكانة دينية كبيرة بين الشيعة، وكان والده «حجة الإسلام» وهو أعلى لقب دينى وقتها أقام أحمد القمى كبير القضاة الشرعيين بطهران، فكان أن نشأ الابن محمد تنشئة دينية ونهل المذهب الشيعى من المنبع، ويكبر الصبى ويصل إلى مدارج الشباب ويقرر أن يدرس اللغة العربية وآدابها وكأنه كان يصوب نظره نحو مستقبل يبتغيه، وبرع الشاب الصغير فى علوم اللغة العربية فى فترة قصيرة، وفى ذات الوقت ظل يواصل دراسته الدينية على يد بعض علماء الشيعة الكبار حتى استقام عوده وأصبح صاحب منهج وهدف، وعندما اقترب عمره من الثلاثين قرر أن يخرج من إيران ويجوب العالم فى رحلة شبيهة برحلات «جليفر» الأسطورية، فكانت رحلة «القمى فى بلاد أهل السنة»، تلك الرحلة التى قضى فيها الجزء الأكبر من حياته.
ترك القمى إيران عام ١٩٣٧م، وبدأ رحلته الطويلة التى سماها رحلة التقريب بين السنة والشيعة! هل من الممكن أن يحدث هذا؟ هل من الممكن أن يلتقى الشتيتان، بعد أن ظنا كل الظن أن لا تلاقيا؟! وهل كان التقريب هو هدف القمى أم كانت له أهداف أخرى؟ فكرة التقريب هذه قد تبدو خلابة آسرة مبهرة، فما أعظم أن تتوحد الأمة، لكن كيف ستتوحد؟ أسيتخلى أهل السنة عن عقيدتهم الراسخة، ويندمجون فى المذهب الشيعى؟ أم سيحدث العكس ويتخلى الشيعة عن تشيعهم وعن نظرتهم التكفيرية لكبار الصحابة؟ هل سيعيد الشيعة الاعتبار إلى السيدة عائشة رضى الله عنها؟ هل سيصبح الإمام الغائب محمد بن الحسن المهدى أسطورة من أساطيرهم أم سيظل عقيدة راسخة رسوخ الجبال؟ هل الفروقات الضخمة بين العقيدتين ستصير إلى زوال؟ أم أن هذا التفرق هو من أقدار الله لهذه الأمة لذلك قال سبحانه فى الكتاب الكريم (ولا يزالون مختلفين)، ثم قال (ولذلك خلقهم) ولذلك أيضا قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ستفترق أمتى على ثلاث وسبعين شعبة).
حط القمى رحاله فى العراق ثم لبنان، وفيهما تشاور مع علماء الشيعة، وأبدى لهم رغبته فى تقريب أهل السنة للشيعة، والغريب أن علماء الشيعة الذين تحدث معه القمى وافقوه على رغبته، وكأن هذا الأمر متفق عليه من قبل، وكأنه خطوة مرسومة، ظاهرها هو تجميع الأمة تحت راية واحدة، لكن باطنها هو تمييع عقيدة أهل السنة! أو بالأحرى كانت بوابة التقريب هى البوابة التى راهن الشيعة عليها فى نشر المذهب الشيعى فى مصر، بحسب أن أهل مصر يضعون آل البيت فى منزلة كبيرة، لذلك كانت مصر هى المحطة الثالثة للشيخ محمد القمى، وضع القمى نصب عينيه أن مصر هى قلب العالم الإسلامى، وفيها الأزهر الشريف الذى كان فى بدايته مركزًا شيعيًّا فاطميًّا، ولعلنا نتذكر دخول الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد إلى الأزهر الشريف فى أثناء زيارته مصر فى فبراير عام 2013، وقتها رفع نجاد إصبعيه علامة النصر، وكأنه غازٍ، جاء يعيد مجد أجداده الفاطميين بما يذكرنا بمقولة الجنرال الفرنسى «هنرى جورو» الذى دخل إلى دمشق غازيًّا بعد معركة ميسلون فتوجه إلى قبر صلاح الدين الأيوبى ووقف على القبر متشفيًّا حاقدًا، وظهر حقده فى عبارته الشهيرة التى قالها وقتئذ: (ها قد عدنا يا صلاح الدين).
كان الأزهر هو المستهدف الأول للشيخ محمد القمى، فمن خلاله قد يستطيع الشيعة نشر المذهب الشيعى فى مصر، مستغلين فى ذلك حب المصريين وشغفهم بآل البيت وأضرحتهم، ورد فى بال القمى وقتئذ أن الأزهر كان هو المهبط الذى هبط عليه رجل الدين الشيعى «جمال الدين الأسد آبادى الشهير بجمال الدين الأفغانى» فى أثناء تجواله فى بلاد أهل السنة، ومن خلاله تعرف على الشيخ محمد عبده وعلى كثير من علماء الأزهر الكبار، ومن خلال الأزهر قد يستطيع القمى التغلغل وسط أهل السنة وإقناعهم بالتعبد لله وفقا لمذاهب الشيعة!
وإذ وصل القمى إلى مصر توجه أول ما توجه إلى حسن البنا الذى استقبله وأحسن وفادته، ثم استطاع بعد أيام قليلة عن طريق البنا الاجتماع بشيخ الأزهر الشيخ مصطفى المراغى، عرض القمى على المراغى فكرة أن تجتمع الأمة تحت راية واحدة، وأن ننسى خلافاتنا العقائدية، فاستقبل المراغى هذه الفكرة قبولًا حسنًا، ووقع فى خاطره أن أهل الشيعة من الممكن أن ينتقلوا من تشيعهم إلى «التسنن»، فكان أن مد له يد المساعدة وهيّأ له فرصة الاتصال بعلماء السنة الكبار كالشيخ عبد المجيد سليم، كانت الفرصة سانحة فطلب القمى من شيخ الأزهر إتاحة الفرصة له للتدريس فى الأزهر كوسيلة من وسائل التمازج النفسى والمشاعرى والفكرى، فوافق المراغى وأصبح القمى محاضرا فى الأزهر للفلسفة الإسلامية! وحين اشتعلت الحرب العالمية الثانية عاد القمى إلى إيران حيث ظل فيها سنوات قليلة، وفيها تقابل مع أكبر رجل دين شيعى، هو «آية الله العظمى الإمام البروجردى»، وفى هذا اللقاء تلقى القمى دعمًا معنويًّا كبيرًا من إمامه الشيعى الكبير، إذ كانت الفكرة التى اختمرت فى ذهن رجل الدين الكبير، هو أنه من خلال فكرة التقريب هذه سينجح الشيعة فى «تشييع أهل السنة»، وكما يقولون فى المثل «كل يغنى على ليلاه».
وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عاد القمى إلى مصر ليستكمل رحلته التى ظاهرها «التقريب» وباطنها «التشييع»، والتقى القمى بعد عودته أول ما التقى بصديقه الحميم حسن البنا، وكان البنا عند حسن ظن القمى به فقد جعل من إحدى حجرات المقر سكنًا ومقرًا له، أسر القمى للبنا بسر عودته ومشروعه الذى يسير فيه، فبارك البنا له ما فكر فيه: «نعم الرأى ما رأيت يا قمى».
ومع عدد من علماء السنة كانت لقاءات وحوارات، وفى غضون شهر فبراير من عام 1947 قام القمى بتأسيس «دار التقريب بين المذاهب الإسلامية»، ونجح الرجل الدؤوب فى ضم عدد لا يستهان به من أصحاب القامات العلمية السنية الكبيرة إلى جمعيته هذه، كان منهم الشيخ محمود شلتوت الذى أصبح شيخًا للأزهر فى ما بعد، والشيخ مصطفى عبد الرازق، والشيخ عبد العزيز عيسى، ووسط هذا الجمع كان حسن البنا المرشد الأول للجماعة، لا شك أنها كانت صداقة وطيدة تلك التى جمعت بين هذين الرجلين حتى إن تاريخ جماعة الإخوان كان ولا يزال يشيد بهذه الصداقة ويعتبرها من فتوحات البنا.
فتحت دار التقريب أبوابها فضمت لاستكمال الشكل العالم الشيعى الكبير الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، والعالم الشيعى العراقى الكبير «السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوى» وغيرهم، وبعد إشهار الجمعية صار الشيخ محمد القمى سكرتيرها العام ومؤسسها الأول وفقا لما ورد فى المادة السادسة من النظام الأساسى للجمعية، وكان من نشاط جمعية القمى هذه إصدار مجلة أطلقوا عليها اسم «رسالة الإسلام»، وظلت هذه المجلة تصدر ردحًا من الزمن اقترب من عقد ونصف العقد، وفى أعداد هذه المجلة تم نشر الفتوى الشهيرة للشيخ محمود شلتوت، التى كانت مفاجأة كبرى لأهل السنة، أصدر الشيخ شلتوت فتواه فى إبريل ١٩٦٠، وذهب فيها إلى جواز التعبد على المذاهب الإسلامية، ومنها مذهب الشيعة الأمامية (الإثنا عشرية).
وبذلك نجح القمى فى استخلاص فتوى من أكبر قامة علمية سنية بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية، فى الوقت الذى لم يبح فيه أى عالم من الشيعة للشيعة بجواز التعبد لله بأى مذهب من مذاهب أهل السنة، ويبدو أن تأثر الشيخ شلتوت، رحمه الله، بفكرة التقريب هو الذى دعاه إلى إصدار هذه الفتوى، إذ قال فى أحد أعداد مجلة التقريب (وكنت أود لو كتب قصة التقريب أحد غير أخى الإمام المصلح محمد تقى القمى ليستطيع أن يتحدث عن ذلك العالم المجاهد الذى لا يتحدث عن نفسه ولا عما لاقاه فى سبيل دعوته، وهو أول من دعا إلى هذه الدعوة وهاجر من أجلها إلى هذا البلد، بلد الأزهر الشريف، فعاش معها وإلى جوارها منذ غرسها بذرة مرجوة على بركة الله، وظل يتعهد بالسقى والرعاية بما أتاه الله من عبقرية وإخلاص وعلم غزير وشخصية قوية وصبر على الغير وثبات على صروف الدهر حتى رآها شجرة سامقة الأصول باسقة الفروع تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويستظل بظلها أئمة وعلماء ومفكرون فى هذا البلد وفى غيره).
علاقة القمى بالمرشد الأول حسن البنا كانت ظاهرة أمام العيان غير خفية ولا خافية على أحد، ذكرها الأستاذ محمود عبد الحليم المؤرخ الأول للإخوان فى كتابه (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ الجزء الأول)، وقال عنها المرشد الثالث الأستاذ عمر التلمسانى «كان البنا حريصًا على توحيد كلمة المسلمين، وكان يرمى إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم، خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا صلى الله عليه وسلم واحد، وإلهنا واحد، ولقد استضاف لهذا الغرض محمد القمى أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم فى المركز العام فترة ليست بالقصيرة»، ولعلى لم أجد أحدًا يخالف هذه الحقيقة، كما أنه من المعروف أن البنا قد قابل المرجع الشيعى آية الله الكاشانى فى أثناء الحج عام 1948، وحدث بينهما تفاهم.
وبعد أكثر من أربعين عامًا من مقتل حسن البنا وتحديدا فى غضون عام 1990، وقعت حادثة سير أليمة فى باريس توفى بسببها الشيخ الغامض «محمد القـُمى»، وتم نقل جثمانه إلى طهران حيث دفن هناك.
■ ■ ■
كان كتاب حسن البنا «مذكرات الدعوة والداعية» كاشفًا عن رجل خلط بين نفسه والدعوة، حتى إن الإخوان لا يزالون إلى الآن يتحدثون عن البنا (صاحب الدعوة)، ولدرجة أن الإخوان طبعوا عام 1990 كتيبًا وزعوه على قسم الأشبال بالجماعة عنوانه (حسن البنا مؤسس الدعوة الإسلامية)، وعندما أراد الإخوان أن يهذبوا من هذه العبارة قالوا فى كل أدبياتهم إن حسن البنا مؤسس الحركة الإسلامية، وكأن الله سبحانه أرسل نبينا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لينشر الدين الإسلامى، ثم أرسل الإمام المعصوم حسن البنا ليؤسس الحركة الإسلامية!
فى مذكرات الأستاذ محمود عساف كتب يقول (كان البنا يسأل الشخص المرشح سؤالًا: هل إذا حدث انقلاب فى الإخوان، وأبعد حسن البنا هل تظل تعمل فى الجماعة؟) ثم يقول عساف (كان هذا السؤال يلح عليه حيث انشق بعض المعارضين، لم يحس المنشقون بمدى تجسيد الدعوة فى شخص حسن البنا).
فإذا قرأنا تراث حسن البنا نجد أنه كان حريصًا أشد ما يكون الحرص على تجميع الأمة تحت راية واحدة، وحسنا هى تلك الفكرة، لكنه كان لا يرى إلا رايته هو، ولا يرى إلا نفسه هو، هو الذى يجب أن تجتمع الأمة خلفه ليكون قائدها الربانى، وليس هناك من سبيل إلا ذلك إلا الجمع بين الشيعة والسنة فى إناء واحد، حتى ولو أدى الأمر إلى التمييع والتنازل، فالعقيدة نفسها لا تهم، والولاء ليس له وجود إلا الولاء إلى المرشد، لم يدرك البنا أن رغبته الجارفة فى أن يكون مرشد هذه الأمة لا تتحقق بالتمييع والتنازل عن ثوابت الأمة، لكن رغبته الجارفة فى إمامة الأمة كلها جعلته ينظر إلى الموضوع نظرة سياسية لا عقائدية، أو بالأحرى نظرة ذاتية، لذلك كان يبغض الأحزاب كلها، ويقف ضدها، وكان أيضا يكره أن تنقسم الأمة إلى شيعة وسنة، هو يريد أن تكون أمة واحدة ليتسيد هو على الجميع ويكون إمامًا للكل.
تجد حسن البنا يقول فى رسائله كلامًا طيبًا فى ظاهره إلا أنك إذا تمليته وسبرت غوره وأنزلته إلى حياة البنا وتوجهاته ستجد معنى يختلف عن المعنى الظاهر، بل ستجد غموضًا وتقية، فهو يقول فى رسالة دعوتنا (اعلم فقهك الله أولا: إن دعوة الإخوان المسلمين دعوة عامة لا تنتسب إلى طائفة خاصة، ولا تنحاز إلى رأى عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة، وهى تتوجه إلى صميم الدين ولبه، وتود أن تتوحد وجهة الأنظار والهمم حتى يكون العمل أجدى والإنتاج أعظم وأكبر، فدعوة الإخوان دعوة بيضاء نقية غير ملونة بلون، وهى مع الحق أينما كان، تحب الإجماع، وتكره الشذوذ، وإن أعظم ما منى به المسلمون الفرقة والخلاف، وأساس ما انتصروا به الحب والوحدة.
والمعنى البادى هنا أن جماعة الإخوان ليست جماعة لأهل السنة، ولا لطوائف الشيعة، كما أنها ليست للخوارج، أو المعتزلة، أو الأشاعرة، أو الجهمية، هكذا هو يقول، لكنها (لا تنتسب إلى طائفة خاصة)، كما أنها وفقًا للبنا فى رسالته (لا تنحاز إلى رأى عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة)! ثم يقول (دعوة الإخوان بيضاء نقية غير ملونة بلون).
هل فهمت شيئا من هذا الكلام، وهل يؤدى إلى معنى واضح، وما تلك الكلمات الغامضة التى يقول فيها (رأى عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة)!
ولعلك تلحظ «التقية» فى كلماته هذه، فقد وضعها بطريقة نفهمها على أكثر من نحو، فهو يكاد يقول إن جماعة الإخوان ليست جماعة سنية، ولا شيعية، لكنها تجمع بين هذا وذاك.
وتكملة للتقية فى رسائل البنا نجده يقول رسالته هذه تحت عنوان «نعتذر لمخالفينا»... (.... ثم أمر آخر جدير بالنظر.. إن الناس كانوا إذا اختلفوا رجعوا إلى الخليفة وشرطه الإمامة فيقضى بينهم، أما الآن فأين الخليفة؟).
والكلام عن «الخليفة وشرطه الإمامة» يدخلنا فى الطائفة الشيعية من أوسع أبوابها، إذ عندهم فارق كبير بين الخليفة والإمام، ففى دراسة أعدها «مركز الأبحاث العقائدية»، وهو أحد المراكز الشيعية الكبيرة تحت عنوان «الخليفة والإمام».
ذكروا فى تعريف الخلافة أنها: الرئاسة العامة فى التصدى لإقامة الدين بإحياء العلوم الدينية وإقامة أركان الإسلام، والقيام بالجهاد وما يتعلق به من ترتيب الجيوش والفرض للمقاتلة وإعطائهم من الفيئ، والقيام بالقضاء وإقامة الحدود ورفع المظالم والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، نيابة عن النبى «صلى الله عليه وآله وسلم» وهى لا تكون إلا بنص النبى «صلى الله عليه وآله» وما زعموه من أنه: لا يصلح أن يقال إن الله يستخلف أحدا عنه، ممنوعة، لتصريح أئمة السنة بكون داود «عليه السلام» خليفة الله، وأنه قد وصف بهذا فى القرآن العظيم، وإنما انحرفوا عن هذا المعنى تصحيحًا لخلافة الثلاثة، وتوسلوا فى سبيل إثبات صحة خلافاتهم بالشورى حتى عدّوا الخلافة جزءا منها، ورغم أن مصطلح الخلافة ظاهرا فى معنى الإيصاء وتنصيب النائب عن منوبة، إذ يفترض وجود مستخلف، وأنه مريد لتعيين من يخلفه، لأن ذلك من شؤونه لا من شأن غيره، ولو لم يكن هذا المعنى لازمًا لمفهوم الخليفة لما ترك الخليفة الأول والخليفة الثانى الأمة دون أن ينصبوا رئيسًا لها وإن كان هذا التنصيب بأشكال مختلفة، فتحصل من كل ذلك أن الخلافة لا تصح إلا بأن ينص السابق على لاحقه، وأنها من شؤون الدين لا من شؤون الناس، أما الإمامة فهى الخلافة الإلهية التى تكون متممة لوظائف النبى «صلى الله عليه وآله» وإدامتها عدا الوحى، فكل وظيفة من وظائف الرسول من هداية البشر وإرشادهم وسوقهم إلى ما فيه الصلاح والسعادة فى الدارين وتدبير شؤونهم وإقامة العدل ورفع الظلم والعدوان وحفظ الشرع وبيان الكتاب ورفع الاختلاف وتزكية الناس وتربيتهم، وغير ذلك كلها ثابتة للإمام، فما أوجب إدراج النبوة فى أصول الدين هو بعينه الذى أوجب إدراج الإمامة بالمعنى المذكور فيها، ويشهد لكون الإمامة من أصول الدين أن منزلة الإمام كمنزلة النبى فى حفظ الشرع ووجوب اتباعه والحاجة إليه ورياسته العامة بلا فرق، وقد وافق على أنها من أصول الدين جماعة من مخالفى الإمامية كالقاضى البيضاوى، فالإمامة ليست مجرد زعامة اجتماعية وسياسية، فلو كانت كذلك لكان الإنصاف أنها من فروع الدين كسائر الواجبات الشرعية من الصوم والصلاة وغيرهما، لكن الشيعة لا يكتفون بمجرد هذا المعنى، بل هى عندهم لطف إلهى كالنبوة، فتكون أصلًا لا فرعًا).
المستفاد من رسائل حسن البنا أنه أراد أن يزيل الفوارق بين العقائد، ولذلك أطلق مقولة أستاذه رشيد رضا فى هذا المضمار فقال (فلنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه)، هو يريد من جماعته أن تجمع الكل فى إناء واحد، ويكون هو المهيمن على الإناء وحده، ألم يقل من قبل لسكرتيره محمود عساف إن الإيمان لديك بدعوة الإخوان لا يكتمل إلا إذا آمنت بصاحب هذه الدعوة حسن البنا.
هكذا كان ينظر حسن البنا إلى نفسه، وهكذا كان أتباعه ينظرون إليه، هو الإمام المعصوم الذى لا يأتيه الباطل أبدا، لذلك عندما وقع الشيخ محمد القمى تحت يد البنا وجده لقمة سائغة لتحقيق هدفه فى تجميع الأمة كلها تحت راية الإخوان المسلمين، ولا نستطيع فى الحقيقة معرفة من الذى التهم من؟! خاصة أن حسن البنا هو الذى قام بتوصيل القمى للشيخ محمود شلتوت قبل أن يصبح شيخًا للأزهر، وهو الذى استطاع التأثير عليه من الناحية العاطفية تحت لافتة أن شلتوت من الممكن أن يجمع طائفة الشيعة مع السنة بحيث يدخلهم إلى التسنن، ومن أجل هذا كان الشيخ شلتوت، رحمه الله، فى معية دار التقريب، ومن أجل هذا أيضا أصدر فتواه الشهيرة بجواز التعبد لله على عقيدة الإمامية الإثنى عشرية!
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 MasrMotors غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي MasrMotors ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر


الساعة الآن 06:53 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2024
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017