المؤلفة قلوبهم إخوانياً
حازم عبد العظيم
كثر الحديث عن أخونة الدولة، وهو تخوف مشروع له أسبابه وخلفياته، خاصة من قرأ جيداً فى تاريخ الإخوان، والأهم من تابع عن قرب سلوك ومواقف وممارسات الإخوان على أرض الواقع فى العام ونصف العام المنصرمين من بعد 25 يناير! وكعادة الإخوان وقياداتهم ومحاميهم يعيشون فى حالة مستمرة من الإنكار ولا يملكون من التعقل والحكمة والفطنة أن يضعوا أنفسهم مكان الآخرين لمحاولة التفهم ومعرفة أسباب هذا التخوف!
ونسمع كثيراً من مدافعى الإخوان وبعض المفكرين المحسوبين على التيار الإسلامى أن الموضوع ما هو إلا مندبة إعلامية لبعض النخبة لا أساس لها من الصحة، والدليل على ذلك أن نسبة المعينين الإخوان فى الحكومة والفريق الرئاسى والمستشارين والقيادات الصحفية واللجنة التأسيسية ليست هى الأغلبية عدداً! وفى حقيقة الأمر هذا الكلام صحيح وله منطقه! الإخوان تنبهوا جيداً لمخاوف أخونة الدولة واتبعوا سياسة أكثر تحايلاً وذكاء وهى «قليل من الإخوان وكثير من المؤلفة قلوبهم إخوانياً»! مصطلح «المؤلفة قلوبهم» هو مصطلح إسلامى ومفهوم شرعى ينطبق على سياستهم فى حشد مؤيديهم.
تعريف بسيط لـ«المؤلفة قلوبهم»: «هم الذين يضعف إيمانهم، فيعطون ما يقوى إيمانهم، أو كفار يرجى إسلامهم ويكفون الشر عن بلاد المسلمين»، «فإذا كان بعض المؤلفة قلوبهم مسلمين، لكن إيمانهم ضعيف، فإن البعض الآخر من «خارج» دائرة المسلمين أساساً ويرجى تأييدهم! مفهوم مشابه اتبعه الإخوان فى تعيينهم للمناصب المختلفة!
فمن الملاحظ أن التعيينات إما أعضاء داخل التنظيم، وهم الأقلية، أو جزء آخر «خارج» التنظيم إخوانياً، وإن كانت قلوبهم مؤلفة تجاه الإخوان، وهم إما مؤيدون لفكر الجماعة أو متعاطفون أو شديدو الالتزام والتدين «توافق كيميائى» أو أضعف الإيمان لا هذا ولا ذاك أشخاص مطيعون غير معارضين للإخوان بصرف النظر عن الكفاءة. كان ذلك واضحاً فى كل التعيينات «إلا قليلاً»، بدءاً من رئيس الوزراء والوزراء والتعيينات الجديدة فى القوات المسلحة والفريق الرئاسى والهيئة الاستشارية حتى فى مجموعة رجال الأعمال التى سافرت مع الرئيس إلى الصين! وأود أن أنبه إلى أننى لا أقصد أى إساءة إلى هؤلاء، ولهم كل الاحترام ومنهم أكفاء، لكن ما أود أن أشير إليه هو معايير الاختيار والتعيين فى الوظائف فى فكر جماعة الإخوان!
والحقيقة أننى ألتمس لهم العذر لأن «فكر السمع والطاعة» الذى سيطر على اختيار القيادات والأعضاء على مدى ثمانين عاماً لا يمكن انتزاعه من الجينات الإخوانية فى يوم وليلة! لا يتقبل الإخوانى المعارضة والجدل! ممكن يتقبل معارضة شكلية لكن فى النهاية هناك سمع وطاعة يحكم فكر الجماعة فى الإدارة وتسيير شؤون التنظيم! ويأتى السؤال: وما المشكلة فى ذلك؟ أليست هذه الديمقراطية؟ أليس من حق حزب الأغلبية أن يختار القيادات؟! مثلما قال سعد الحسينى مؤخراً!.
الإجابة: «نعم، من حقهم تماماً»، بل لا أرى أى سبب للمراوغة وحالة الإنكار، لأن من حقهم أيضاً أن تكون كل القيادات إخوانية «صرف»! لكن هذا الكلام صحيح عندما يكون هناك حزب سياسى شرعى فقط هو حزب الأغلبية وليست جماعة غير شرعية وغير مقننة ومصادر تمويلها غير معلومة! وهى التى تمول الحزب السياسى! عندما تقنن الجماعة وضعها وتترك العمل السياسى فقط للحزب، مثل بقية الأحزاب يكون من حقها أن تؤخون الدولة «بالديمقراطية».
العبد لا يهدأ إلا أن يصبح الجميع عبيداً.. والحر لا يهدأ إلا أن يصبح الجميع أحراراً.
07-09-2012, 11:29 AM
رد: التحايل "الاخوانى"!!
