اسم الكتاب : ما فعله العيان بالميت
اسم الكاتب : بلال فضل
عنوان القصة : حتي الجراجات ممكن تغرق
مجموعة قصص قصير
لا تضحك على هذه القصة لأنها يمكن ان تحدث لك .
عندما ايقظوا صديقنا على ملا وجهه ليقولوا له فى الهزيع الأخير من الليل
" إلحق يا باشا .. عربيتك غرقت "
كان لابد أن يصاب بتلك الحالة المذهلة من التناحة و عدم الفهم فهو لم يركن عربيته على كورنيش البحر لانه ليس مقيما فى الاسكندرية و لم يركنها على كورنيش النيل لانه ببساطة يقيم فى اعمق اعماق باب الشعرية .
تكرار الجملة الحق ياباشا عربيتك غرقت جعله يخرج من تناحته الطارئة و يستدير عارعا الى غرفته ليرتدي شيئا على الفانلة الكت و يلحق عربيته التي تغرق و لكنه بعد ان تذكر انه ركن عربيته الكورية الجديدة فى جراج قريب من بيته ليلة امس قرر ان يتوقف ليسأل السؤال الذي وقف فى زوره : (( تغرق ازاي يعني ))
عندما وقف صديقنا مذهولا امام الجراج الذي غمرته المياه التي تدفقت بعد انفجار ماسورة المياه الرئيسية فى المنطقة على حين غرة كان عامل الجراج يحكي له و هو يبكي كيف صحا من النوم ليجد نفسه عائما فى المياه (( كنت بحلم اني باتصير
ولا مؤخذة اتاريني بغرق )) بينما كان ثلاثة من الجيران يتناقشون حول الجهة التي يجب الاستنجاد بها فى حالة كهذه (( المطافي ولا وزارة الري ولا المحافظة )) لكن جارا رابعا حسم النقاش عندما قال لهم انه يعرف نقيبا فى امن الدولة الجميع صمتوا عندما رفع صديقنا راسه الى السماء و اخذ يصرخ بهستيريا .
(( تغرق ازاي فهمها لي ؟؟ ))
و لما قال له احد المارة ( وحد الله يا عم .. اذا كانت تيتانيك غرقت .. عربيتك مش هاتغرق ))
كاد صديقنا ان يفتك به ليس لان المقارنة متعسفة فهو لم يركن عربيته فى الاطلنطي بل لان صوت الرجل ذكره بأنه نسي وثيقة التامين فى تابلوه العربية .
الذين حاشوه من ان يرمي نفسه فى بحر الظلمات المندفع من الجراج ليغرق الشوارع المحيطة بالمكان لم يعطوه فرصة ليشرح لهم الامر فقد ظنوا انه قرر الانتحار كفرا و لذلك وضعوا ايديهم على فمه لكي لا يتفوه بعبارات تخرجه من الملة عندما قال له احدهم ((وحد الله يا اخي و اوعي تكفر .. انت مش مأمن عليها ))
فوجئ بصديقنا ينقض عليه ليعضه فى محاشمه ، سب للجميع مائة ملة و ترك المكان و هو يلعن التاس اللي هتموت نفسها عشان الفلوس .
وحدها قوات مكافحة الشغب هي التي تمكنت من السيطرة على صديقنا و التحفظ عليه فى مكان امين لحين انتهاء السيد الوزير المحافظ من زيارة موقع الجراج الغارق و ابلاغ الاهالي تضامن السيد الرئيس معهم و تبرعه بخيام و بطاطين للناجين .
بعد ايام تم اطلاق سراحه و عندما قال صديقنا لموظفي شركة التأمين ان العربية غرقت طلبوا له زجاجة فيروز اناناس و نصحوه بأن يقول دعاء فك الكرب عشر مرات و بعد ثوان كان الجميع قد تحلقوا حوله ليمنعوه من قطع شرايينه ببواقي زجاج الفيروز التي كسرها على راس المدير الذي قال له بصوت ابوي ان وثيقة التأمين لا تغطي سواي حوادث التصادم و الحريق و السرقة فقط و انه يمكن ان يخدمه لو اتي له بشهادة تثبت ان سيارته كانت عبارة .
بعد ايام من تدخل الجهات المعنية و قيمها بشفط المياه من الجراج و انتشال السيارات الغارقة بناء على توجيهات السيد الرئيس اخذ الجميع يضربون كفا بكف حزنا على زينة شباب الحتة و هم يشاهدونه يرقد ذاهلا عما حوله الى جوار عربيته التي لم يفرح بها صارخا فيها بصوت عال يقطع القلب :
(( و حياة اللي بني البنية الاساسية اول ما تنشفي هاولع فيكي و أقبض فلوس التأمين ضد الحريق ))
طبعا انا كنت عملت القصة دي فى موضوع منفصل بس حبيت اني اضمها للموضوع ده
__________________
اللهم احفظ مصرنا الحبيبه من الفتن ماظهر منها وما بطن اللهم ولِي علينا خيارنا ولا تولِي علينا شرارنا اللهم احفظ شعبها من كل سوءٍ وشر يا رب العالمين اللهم يسر أمرنا وفرج كربنا وأرزقنا نعمة الامن والامان والاستقرار
اللهم أكتب لمصر وأهلها الخير حيث كان وكيف كان اللهم اجعل مصر سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين اللهم ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه