العودة   مصر موتورز مجتمع السيارات > النادى الثقافى الاجتماعى > ثورة الحرية 25 يناير

ثورة الحرية 25 يناير ساحة ثورة الحرية 25 يناير تحوى كل الموضوعات المتعلقة باﻷحداث التى مرت و تمر بها مصر الغالية منذ هذا اليوم و حتى اﻵن ... و هى ساحة الحوار السياسى الراقى و المسئول


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1001  
قديم 05-04-2016, 10:44 AM
الصورة الرمزية kj1
kj1 kj1 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 109,157
kj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود

جدلية العلاقة بين الإخوان المسلمين وداعش

أيمن الظواهري وأسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي وسيد قطب، أرقام مهمة في العمل المسلح؛ فأولهم المسئول الأول عن تنظيم قاعدة الجهاد، والثاني زعيم التنظيم وصاحب النشأة الأولى، أما الثالث الملقب بخليفة المسلمين فهو زعيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية "داعش"، والأخير صاحب معالم في الطريق، وجميعهم كان لهم بعلاقة بتنظيم الإخوان المسلمين مع اختلاف هذه العلاقة.
المحطة الأولى في علاقة الظواهري بالعنف كان محلها الإخوان؛ حيث بدأت صلة د. أيمن الظواهري، زعيم تنظيم قاعدة الجهاد، بالعنف بعرض من جماعة الإخوان المسلمين للسفر لباكستان من خلال إحدى جمعياتهم بهدف مساعدة الجرحى الأفغان، فوافق عرض الإخوان تطلعات الظواهري وكان بمثابة السلم الذي تسلق عليه حتى أصبح زعيمًا لأحد أكبر التنظيمات المسلحة لفترة طويلة.
يقول الظواهري، في كتابه "فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم": بدأت صلتي بأفغانستان في صيف 1980م بترتيب قدري حينما كنت أعمل بصفة مؤقتة مكان أحد زملائي في مستوصف السيدة زينب التابع للجمعية الطبية الإسلامية وهو أحد أنشطة الإخوان المسلمين، ففي إحدى الليالي كلمني مدير المستوصف، وهو من الإخوان المسلمين، عن رأيي في السفر لباكستان للعمل في المساعدة الجراحية للمهاجرين الأفغان، فوافقت على الفور إذ وجدت في هذا العرض فرصة ذهبية للتعرف على ميدان من ميادين الجهاد التي يمكن أن تكون رافدًا وقاعدة للجهاد في مصر والعالم العربي، قلب العالم الإسلامي، حيث تدور معركة الإسلام السياسية بين المسلمين ورءوس الحملة الصليبية الجديدة أمريكا واليهود وحكام العرب المنفذين لسياساتهما.
يسرد "الظواهري" عن بدايات العمل المسلح في مصر ومبرراته، فيرى أن العمليات المسلحة هي انعكاس حقيقي لأفكار سيد قطب، وعبّر عن ذلك قائلًا: وذلك الطريق الذي كان للأستاذ سيد قطب، رحمه الله، دور كبير في توجيه الشباب المسلم إليه في النصف الثاني من القرن العشرين في مصر خاصة والمنطقة العربية عامة، فاستشهاد الأستاذ سيد قطب، رحمه الله، اكتسبت كلماته بُعدًا لم يكتسبه كثير من كلمات غيره، فقد أصبحت هذه الكلمات، التي سطرت بدماء صاحبها، في نظر الشباب المسلم معالم طريق مجيد طويل، واتضح للشباب مدى فزع النظام الناصري وحلفائه الشيوعيين من دعوة الأستاذ سيد قطب إلى التوحيد.
كان يعمل الظواهري في الجمعية الطبية الإسلامية التي كان يُشرف على عملها د. أحمد الملط، الذي شارك في نشأتها، وكان يتولى منصب نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، وتولاها من بعده د. محمود عزت، نائب المرشد الحالي، ويبدو في الأفق أهمية الصرح الطبي واستخدامه في علاج الجرحى واللاجئين.
سيد قطب كان وما زال ملهمًا لأفكار الجهاد التي وجدت بيئة للتطبيق على يديه من خلال تنظيم 1965، كما أنه مثل رافدًا مهمًا ومشتركًا جمع الإخوان المسلمين، وهو يُعد أبرز مفكريهم، وتيارات العنف في العصر الحديث التي اعتبرت كلماته شموعًا لطريقها نحو الجهاد.
يوضح "الظواهري" ارتباطه بالعنف من خلال كتابه "فرسان تحت راية النبي" من خلال حديثه عن السفر لأفغانستان قائلًا: وكان قد سبقنا إلى بيشاور الأستاذ كمال السنانيري، أحد أهم قادة الإخوان المسلمين، رحمه الله، وكانت بصماته تسبقنا حيثما نذهب، فالمستشفى الذي بدأنا العمل فيه كان هو الرائد في إنشائه، وقادة المجاهدين الذين قابلناهم كانوا يحدثوننا عن مساعدته لهم وعن مجهوده في التوحيد بينهم.
يقول "الظواهري" إن هناك نوعين من القيادة داخل الإخوان، أحدهما علني قد لا يكون له علاقة بالجهاد وآخر أعضاؤه سابقون في العمل المسلح.
فقد كان ترتيب الإخوان المسلمين عجيبًا، فالقيادة الظاهرة كان يمثلها المرشد العام عمر التلمساني، أمام الناس والنظام، أما القيادة الحقيقة فقد كانت في يد مجموعة النظام الخاص من أمثال مصطفى مشهور، والدكتور أحمد الملط، رحمه الله، والأستاذ كمال السنانيري، رحمه الله.
نستعرض في المقال القادم علاقة أسامة بن لادن بالإخوان المسلمين من خلال اعترافات أكثر على لسان أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الحالي، واعتراف د. يوسف القرضاوي، أحد أهم مفكري الإخوان بعلاقة سابقة لأبي بكر البغدادي، الملقب بخليفة المسلمين وزعيم "داعش" بالإخوان المسلمين.. وللحديث بقية.
__________________



من مواضيع kj1
التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
ليه لا وليس نعم
مصر الجميلة الغائبة الأن
رد مع اقتباس
  #1002  
قديم 06-04-2016, 04:12 PM
الصورة الرمزية kj1
kj1 kj1 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 109,157
kj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود

__________________



من مواضيع kj1
التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
ليه لا وليس نعم
مصر الجميلة الغائبة الأن
رد مع اقتباس
  #1003  
قديم 10-04-2016, 03:19 PM
الصورة الرمزية kj1
kj1 kj1 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 109,157
kj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود

الإخوان وداعش.. والحاكمية
د.رفعت السعيد


كل المتأسلمين يتحدثون عن «الخلافة» ويقولون إنها السبيل لإنقاذ «حاكمية الله» على الأرض. يستخدمون ما ورد فى القرآن من كلمة «حكم» كدليل على حقهم فيما يقولون إنه إنفاذ حكم الله عبر نظام سياسى يحكمون به البشر عن طريق «الخليفة»، وهو فى زماننا يتخذ مسارات عدة فهناك أبوبكر البغدادى وينافسه أيمن الظواهري، وهناك طموحات أردوغان وطموحات مرشد الإخوان، وهناك على الجانب الآخر الوجه الشيعى «للإمام»، ومن المعلوم أنه من المفترض ألا يتعددوا وإنما تكون البيعة لخليفة واحد يكون أميرا لكل المؤمنين. فإن تصارعوا.. فلا تجب الخلافة. ويحاول المتأسلمون جميعا القول بأن حاكميته سبحانه وتعالى قد اشتقت من مصطلح «الحكم» أى إدارة شئون الدولة وإقامة سلطة سيادية تتحدث باسم السماء، بينما الرجوع إلى الآيات القرآنية التى وردت فيها كلمة «حكم»، وكذلك الرجوع إلى كتب التفسير المعتبرة يقودنا إلى اليقين بأنها وردت إما بمعنى «القضاء بين الناس أى الفصل فيما ينشأ بينهم من منازعات، أو بمعنى «الحكمة» أى التفقه والعلم، أو التصرفات الحكيمة، ولا نجد فى أى منها ما يوحى بعلاقة ما بالخلافة أو الإمامة أو بفرض سلطة سياسية أو سيادية على المسلمين.
ونتأمل عديدا من الآيات القرآنية. «يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا» (مريم – ظ،ظ£) ونعرف جميعا أن نبى الله يحيى لم يكن حاكما ولكن الله منحه «الحكم» وهو صبي. وموسى «ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين» (القصص -ظ،ظ¤) وموسى لم يكن حاكمًا. وسيدنا إبراهيم يدعو الله قائلا «رب هب لى حكما وألحقنى بالصالحين» (الشعراء – ظ¨ظ£) ويفسر البيضاوى الآية بمعنى أن إبراهيم سأل سبحانه وتعالى أن يمنحه كمالا فى العلم (تفسير البيضاوى – ص ظ¥ظ،ظ©). وآيات قرآنية عديدة منها «ثم إلىّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون» (آل عمران- ظ¥ظ¥) وأيضا «فالله يحكم بينكم يوم القيامة، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا» (النساء- ظ،ظ¤ظ،) وآية أخرى «وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون، الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون» (الحج – ظ¦ظ¨).
وبعد ذلك نجد أن العديد من الفقهاء المعتبرين يرفضون مبدأ الخلافة.
يقول الشهرستانى «إن الخلافة ليست من أصول الاعتقاد» (الشهرستاني- نهاية الأقدام). ويقول الجرجانى «إن الخلافة ليست من أصول الديانات والعقائد» (الجرجاني- شرح المواقف). والغزالى يقول «إن نظرية الإمامة ليست من المعتقدات» (الغزالي- الاقتصاد فى الاعتقاد). وأبو حفص بن جميع يقول «إن الإمامة مستخرجة من الرأي، وليست مستخرجة من الكتاب والسنة» (عقيدة التوحيد – صظ،ظ¥ظ¤). والأمدى يقول «وأعلم أن الكلام فى الإمامة ليس من أصول الديانات ولا من الأمور اللابديات» (من لابد أى من الضروريات الدينية) بحيث لا يسع المكلف الإعراض عنها والجهل بها، بل إن المعرض عنها لأرجى حالا من الواغل فيها، فإنها لا تنفك عن التعصب والأهواء وإثارة الفتن والشحناء». وفى العصر الحديث نقرأ لجمال الدين الأفغانى «يبقى التاج على رأس الحاكم ما دام محافظا وأمينا على صون الدستور، وإذا حنث بقسمه وخان دستور الأمة، إما يبقى رأسه بلا تاج أو تاجه بلا رأس» (الأعمال الكاملة – صظ¤ظ§ظ¨). أما الإمام محمد عبده فيقول «الحاكم فى الإسلام مدنى من جميع الوجوه، أما الفكرة الشائعة عن توحيد الإسلام بين السلطتين المدنية والدينية فهى خطأ محض، ومن الضلال القول بأن الإسلام يحتم قرن السلطتين المدنية والدينية فهى خطأ محض ودخيلة على الإسلام» (الأعمال الكاملة- الجزء الثاني- صظ¢ظ¨ظ§) ويقول «إن الإيمان بالله يرفع الخضوع والاستعباد للرؤساء الذين استذلوا البشر بالسلطة الدينية.. فالمؤمن لا يرضى أن يكون عبدًا لبشر مثله» (الأعمال الكاملة- الجزء الثالث- ص ظ¤ظ£ظ*). أما الشيخ على عبدالرازق صاحب «الإسلام وأصول الحكم» فيقول «إذا كان فى الحياة الدنيا شيء يدفع المرء إلى الاستبداد والظلم ويسهل عليه العدوان والبغى فذلك هو مقام الخلافة» (صظ£ظ¦).
.. وبعد آيات القرآن والسنة وكل هؤلاء الفقهاء قدامى ومعاصرين فهل من قول يمكن قبوله؟
__________________



من مواضيع kj1
التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
ليه لا وليس نعم
مصر الجميلة الغائبة الأن
رد مع اقتباس
  #1004  
قديم 13-04-2016, 09:16 AM
الصورة الرمزية kj1
kj1 kj1 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 109,157
kj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود

حلم الإخوان الضائع.. وهم "الخلافة"
د.رفعت السعيد
تكاثر الحديث في الآونة الأخيرة، وتصاعد أكثر فأكثر مع استيلاء جماعة الإخوان على الحكم. وتولى د.محمد مرسي مقعد الرئاسة. ثم إصرار عدد من الجماعات السلفية على إثارة مسألة الخلافة باعتبارها فريضة واجبة النفاذ ولا يكتمل إسلام المسلمين إلا بقيامها.
الأمر الذي دفعنا إلى الحديث عنها وفحص موضوعها. وكعادتنا نبدأ بالتعريف اللغوي في القاموس الوسيط نقرأ تعريف الكلمة والخلافة هي الإمامة والخليفة هو المستخلف والسلطان الأعظم "أما التعريف المصطلح عليه فهو إن الخلافة "رئاسة عامة للمسلمين في كل الدنيا".
وعند وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم ثارت هذه المسألة وتطلع البعض من آل بينه لخلافته لكن عمر بن الخطاب كان واعيًا بأن ذلك قد يتحول إلى تقليد مستمر فقال لابن عباس "إن قومكم كرهوا أن تجتمع لكم النبوة والخلافة فتذهبوا في السماء شمخًا بذخًا"(1). لكن أبا بكر كان يعرف حدوده كحاكم مدني، وكان يدرك أنه لا يمتلك سلطان أن بسوس النار كما كان يسوسهم الرسول الذي يوحى إليه والذي كان له فضل النبوة. فوقف في الناس يوم توليه الخلافة قائلاً "أنا والله ما أنا بخيركم، ولقد كنت لمقامي هذا كارهًا، ولوددت أن فيكم من يكفيني" ثم سأل الجالسين حوله "أتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله؟ إذن لا أقوم بها، إن رسول الله كان يعصم بالوحي وكان معه ملك، وإن لي شيطانًا يعتريني، إلا فراعوني، وإن زغت فقوموني".(2)
لكن الأمر لم يستقر. فقد ظل أتباع سيدنا علي ولم يزالوا يعتقدون بأحقيته في خلافة الرسول بل هم يضيفون أحيانًا إلى خطبة الرسول في حجة الوداع ما يوحي بذلك "علي مني وأنا من علي، من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والي من والاه، وعاد من عاداه، إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي" ثم نقرأ تعليقًا على هذه الإضافات "إن الوصية مدقوقة كالوشم على جبين علي، لا التاريخ عمي، ولا أي رجل كريم من رجالات ذلك العصر كان يعمى عن قراءة الحقيقة. ولكن سياسات الزعماء المتشربين روح القبلية هي التي عميت"، ثم يكون الهجوم على عمر بن الخطاب شديدًا وقاسيًا ونقرأ "لم يكن عمر بن الخطاب ضعيف السجية، إنه كريم عفيف بين الرجال، ولكن عنجهية قبلية نائمة في بطانة نفسه ما سمحت له، ولا قبلت أن يتقدم عليه وعلى أمثاله من وجهاء الجزيرة فتى لايزال أمرد، لقد كان حسن ابن الخطاب بمركز الزعامة أرجح من حسه بقيمة الرسالة، إن هناك خبيئة من الماضي الوخيم تعشش في ضلوعه، إنها الأموية فيه ضد الطالبية الهاشمية" (أي ضد بني طالب وبني هاشم) (3). بل إن صاحب الكتاب يقول إن عمر بن الخطاب قد "وظف اجتماع سقيفة بني ساعدة ليبعد عليًا عن حقيقته وحقوقيته في الإمارة وإحلال أبي بكر فيها كأنما الرضوخ لمشيئة النبي هو الخطأ، والواقع في المعصية هو الصواب".(4)
وهكذا فتح باب الصراع حول الحق في الحكم على مداه، وتمادى حتى الآن.
ومنذ اليوم الأول لوفاة الرسول تحول أمر الحكم إلى مسألة إنسانية، فالوحي انقطع، وحكم الحكام بالرأي أو بما يعتقدون هم أنه متطابق مع الشرع، لكن هذا الاعتقاد يبقى هو أيضًا إنسانيًا يحتمل الصواب والخطأ.
وفي نهاية أيام ابن الخطاب اختار مجموعة من كبار الصحابة لتختار خليفته قائلاً: "والله ما أردت أن أحمل وزرها حيًا وميتًا". وبعد مقتل عمر أتى ممثل هذه المجموعة إلى علي بن أبي طالب قائلاً: "يا علي ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين (يقصد أبا بكر وعمر)، لكن عليًا أبى قائلاً: كتاب الله وسنة رسوله نعم، أما الشيخان فلهما رأي ولي رأي"، وها هو يؤكد مرة أخر أن الحاكم في الإسلام يحكم برأي إنساني نسبي الصحة كما أنه نسبي الخطأ.
ويختلف الحكام في أحكامهم وفي أسلوب تعاملهم مع الناس. فعثمان كان هادئًا وديعًا وغير عنيف في أحكامه فأسموه بالضعيف وعاملوه على أساس ضعفه فوقف صارخًا ذات يوم على المنبر قائلاً وفقًا لرواية الرواة "كان ابن الخطاب يغلظ عليكم، ويؤذيكم بلسانه ويده، ويطأكم بقدمه ففخمتموه وعظمتموه، إلا أن حلمي هو الذي جرأكم علي".
وهكذا تنوع الحكام وتنوعت أحكامهم. ويروي الإمام السيوطي أن الخليفة عبد الملك بن مروان (حكم 73-86 هجرية) خطب يوم ولايته قائلاً: أيها الناس: لست بالخليفة المستضعف (عثمان) ولا بالخليفة المداهن (معاوية) ولا بالخليفة المأفون (يزيد) إلا إني لا أداوي هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم، والله لا يفعلن أحد فعله إلا وجعلتها في عنقه، والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضرب عنقه".(5)
وهكذا كانت الأمور على الدوام، فالشريعة والقول بالحكم بها كان يتحولان دومًا إلى أفعال إنسانية، والبشر يتشكلون بحسب انتماءاتهم ومصالحهم وأخلاقياتهم. وما كانت هذه الأحكام جميعًا إلا مسائل إنسانية لا علاقة لها بما ترتديه من ثياب دينية. ذلك أن الإسلام ما كان ولن يكون كذلك الذي فعلوا، وهو لا يقبل بذلك.
والحكام المتجبرون أجبروا الناس على الخضوع لما يريدون وتعالت أصوات المنافقين لتخترق كل حواجز النظر الإسلامي لهذا الحكم. ونستمع إلى شعر يقول:
إن الخليفة قد أبى
وإذا أبى شيئًا أبيته
وشاعر آخر يصل إلى حدود غير مقبولة مخاطبًا الخليفة:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحد القهار
فكأنما أنت النبي محمد
وكأنما أنصارك الأنصار
ويتضاحك أحد الشعراء على هؤلاء المنافقين فيقول:
ما قال لا إلا في تشهده
ولا الشهادة كانت ولاؤه نعم
__________________



من مواضيع kj1
التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
ليه لا وليس نعم
مصر الجميلة الغائبة الأن
رد مع اقتباس
  #1005  
قديم 13-04-2016, 09:19 AM
الصورة الرمزية kj1
kj1 kj1 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 109,157
kj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود

حلم الإخوان الضائع.. وهم "الخلافة"
د.رفعت السعيد
وما كان ذلك إلا لأن بعض فقهاء السلطان قد وصفوا هذا النوع من الحكام بأنهم خلفاء الله في الأرض، أو حتى خلفاء رسول الله. ثم كان الأمر كذلك الأمر في العصر الحديث فأبو الأعلى المودودي يقول: "إن المطلوب للمسلمين الآن هو "حاكم يقوم بوظيفة خليفة الله، فليس لأحد أن يأمر وينهي من غير أن تكون له سلطة من الله" (6)، وقبله قال أبو الحسن المواردي في كتابه الأحكام السلطانية "إن أهل الرأي متى عقدوا البيعة للإمام لا يجوز لمخلوق نقضها، لأن الرعية عليها بموجب هذه البيعة الطاعة والنصر للإمام ما وسعتهم الطاعة، ولا يحل لهم القيام عليه بحال من الأحوال. "أما القانون الأساسي العثماني فينص "ذات الحضرة السلطانية مقدسة وغير مسئولة أمام أحد".. وفي مصر نسمع ذات الشيء من الأستاذ حسن البنا إذ يقول إن الخافة تقوم لوراثة النبوة (7) ومثله يقول الشيخ عمر عبد الرحمن "الإمامة في الإسلام موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا".(8)
وينسى هؤلاء جميعًا أن المسلمين كانوا أكثر فطنة فأسموا الأمور بمسماها الحقيقي، فكل خلافة وكل دولة نسبت إلى اسم بشري: الدولة الأموية – العباسية – السلجوقية – العثمانية.. إلخ ولو كانوا يعتقدون بغير ذلك لما تواتر استخدامهم للأسماء البشرية على مدى كل العصور.
ويبقى للتساؤل ما هو الموقف الفقهي من فكرة الخلافة ذاتها؟
- يقول الشهرستاني في كتابه نهاية الأقدام "إن الإمامة ليست من أصول الاعتقاد".
- ويقول الجرجاني "إن الخلافة ليست من أصول الديانات والعقائدبل هي من الفروع المتعلقة بأفعال المكلفين" (الجرجاني شرح المواقف). أما الإمام الغزالي فيقول في كتابه "الاقتصاد في الاعتقاد" إن الإمامة ليست من المعتقدات". أما أبو حفص عمر بن جميع فيقول "إن الإمامة مستخرجة من الرأي وليست مستخرجة من الكتاب والسنة (عقيدة التوحيد). أما الإمام نجم الدين النسفي فيقول في كتابه العقائد النسفية " يشترط في الإمام أن يكون من قريش ولا يجوز من غيرهم". ويكمل القاضي عضد الدين في كتاب "المواقف" فإن لم يوجد شخص مستجمع شروط الإمامة لا يشترط قيامها".
أما الآمدي فيقول "واعلم أن الكلام في الإمامة ليس من أصول الديانات، بل لعمري فإن المعرض عنها لأرجى حالاً من الواغل فيها، فإنها لا تنفك عن التعصب والأهواء، وإثارة الفتن والشحناء".(9)
ونأتي بعد ذلك إلى القرآن الكريم فالكثيرون من دعاة الخلافة يستندون إلى آيات من القرآن مثل "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله"(النساء: 105) لكن البيضاوي في تفسيره والقرطبي في كتابه "الجامع لأحكام القرآن" يؤكد أن كلمة "تحكم" هنا كانت تعني أن تكون قضايا بينهم. ويؤكد أغلب الفقهاء أن كلمة "الحكم" تعني في القرآن "الحكمة" أو "الرأي السديد" ويستدلون على ذلك بآيات عدة "يا يحيى خذ الكتاب بقوة، وآتيناه الحكم صبيا" (مريم 12) ولم يكن النبي يحيى حاكمًا بل منحه الله الحكمة وهو صبي. وآية أخرى عن عيسى بن مريم تقول: "ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادًا لي" (آل عمران 79)، ولم يكن السيد المسيح حاكمًا. وكذلك لوط "ولوطًا آتيناه حكمًا وعلما" (الأنبياء 74) وموسى "ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكمًا وعلمًا" (القصص 14)
وعديد آخر من الآيات الكريمة، تؤكد كلها في معناها وفي حقيقة ما تتحدث عنه أن فكرة الحاكم المتحدث باسم السماء والحاكم بأمرها ليست واردة في القرآن الكريم.
وفي مصر جرى حديث كثير يرفض "مصر" الوطن ويواجهها بفكرة الخلافة، ويتحدث أصحاب هذا الرأي بشغف ووله عن الخلافة العثمانية، وفي مواجهتهم يكون هتاف الشعب المصري الذي استمر يردده لأمد طويل "يارب يا متجلي أهلك العثماللي" فكيف كان ذلك؟ ولماذا؟
كيف بدأت علاقة مصر بالعثمانيين وخلافتهم؟ لنعد إلى صفحات التاريخ.
كان سلطان مصر في هذا الزمان قنصوة الغوري، وكان يقوم كل عام بالواجب المصري القديم برعاية الأماكن المقدسة سواء في مكة أو المدينة او القدس. وكان حاكم مصر يشرف بنفسه على صناعة كسوة الكعبة وتسفيرها مع ركب المحمل. وأتى البريد إلى قنصوة بأن الخليفة العثماني يحشد حشوده لغزو مصر فوجه رسالة إلى السلطان سليم الأول جاء فيها "علمنا أنك همعت عساكرك وأنك عزمت على تسييرهم علينا فتعجبت نفسنا غاية التعجب لأن كلنا والحمد من سلاطين أهل الإسلام، وتحت حكمنا مسلمون موحدون". فرد السلطان سليم في كذب سافر "يعلم الله وكفى به شهيدًا أنه لم يخطر ببالنا طمع في أحد سلاطين المسلمين أو في مملكته، أو رغبة في إلحاق الضرر به فالشرع الشريف ينهى عن ذلك".(10)
لكن سليم الأول كان رغم ذلك مصممًا على غزو مصر ولم يكن ينتظر سوى فتوى تبيح له ذلك فكيف يغزو بلدًا يسمي سلطانه نفسه "خادم الحرمين الشريفين" ويوم بكسوة الكعبة ويحتضن الأزهر الشريف. وأخيرًا جاءت الفتوى على يد قاضي عسكر الأناضول كمال باشا زاده. واستند فيها إلى الآية الكريمة "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" وتمضي الفتوى لتقول أن الأرض هي مصر لأنها وردت في آية قرآنية مشيرة إلى مصر. أما عبادي الصالحون فهم طبعًا العثمانيون.
وقد كان فقد سارع مفتي الأستانة هو أيضًا ليؤيد فتوى قاضي العسكر، فأصدر "مفتي الأنام شيخ الإسلام فتوى بوجوب غزو مصر "لأن أهلها قطاع طريق والحرب والقتال ضدهم غزو وجهاد، والمقتول من جيوش السلطان في هذه الغزو شهيد ومجاهد".. وتقترب الجيوش العثمانية من مصر فيرسل سليم الأول إلى حاكمها آنذاك طومان باي رسالة يقول فيها "إن الله قد أوحى إلي بأن أملك الأرض والبلاد من الشرق إلى الغرب كما ملكها الإسكندر ذو القرنين، وأنا خليفة الله في أرضه وأنا أولى منك بخدمة الحرمين الشريفين". وبدأ سليم الأول جرائمه في مصر بشنق طومان باي على باب زويلة. ولم يغفرها له المصريون ويظلون حتى الآن يطلقون على هذه البوابة "بوابة المتولي" وهو أحد أسماء طومان باي ولم يزالوا يقرأون الفاتحة كلما مروا بالبوابة.
ويروي ابن إياس في بدائع الزهور الكثير والمخيف من جرائم العثمانيين فيقول "واتجهوا إلى الطحانين فأخذوا البغال والخيول، وأخذوا جمال السقايين، ونهبوا كل ما في شون القمع من غلال، ثم صاروا يأخذون مواشي الفلاحين ودجاجهم وأزهم وأغنامهم وحتى أبواب بيوتهم وخشب السقوف أخذوه". وأرسل سليم واحدًا من أكثر رجاله توحشًا هو جان بردي الغزالي إلى الشرقية "فوصل إلى نواحي التل والزمرونين والزنكلون ونهب ما فيها من أبقار وأغنام وأوز ودجاج وقام بأسر الصبيان وسبي الفتيات باعتبار أنهم أبناء كفار وراح يبيعهم في المحروسة بأبخس الأثمان، وسارع المصريون بشرائهم من سوق العبيد والجواري ثم يهبونهم لأهاليهم، فاشترى أحدهم بنتًا بأربعة أشرقية (جنيهات) ووهبها لأمها، وراح الصالح بالطالع وصارت جثث المصريين مرمية من باب زويلة إلى الرميلة إلى الصليبة فوق العشرة آلاف إنسان ثم إنهم أحرقوا جامع شيخو فاحترق الإيون والقبة" وترك سليم الأول في مصر واليًا تركيًا يقول عنه ابن إياس "كان يصبح كل صباح وهو مخمور فيحكم في الناس بالعسف والظلم وهو سكران".
ثم يلخص ابن إياس الأيام الأولى للغزو العثماني قائلاً "وأشعلوا في مصر جمرة نار" ولعل تلك الأيام هي التي لقنت المصريين الشعار الذي ظلوا يهتفون به أمدًا طويلاً "يارب يا متجلي أهلك العثمالي.
ولم تكن هذه الشراسة والغطرسة مقصورة على تعامل العثمانيين مع شعب مصر بل شملت كل شعوب المناطق التي احتلتها وشملت أيضًا الهيئة التركية الحاكمة ذاتها "فالدولة العثمانية كانت دولة طبقية بمعنى الكلمة.. فالهيئة العثمانية الحاكمة بأكملها من أصغر موظف وحتى الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) كانت بكل أعضائها عبيدًا للسلطان ويطلق عليهم المصطلح التركي "قولار" أي العبيد ومفردها "قول" أي العبد ويقصد به عبد السلطان، وكانت هذه هي تسميتهم جميعًا في الأوراق الرسمية".(11)
وتظل العلاقة المصرية العثمانية علاقة خصومة، وإن كان الجمهور الذي يهتف من أعماقه بهلاك العثماللي يواصل خضوعه للخليفة العثماني باعتباره خليفة المسلمين، إنه ذات التناقض الذي وجد يه المصريون أنقسهم وهم يخوضون غمار الثورة العرابية. فمنذ البداية حاول عرابي ألا يستثير السلطان العثماني لكنه في ذات الوقت حاول أن يحافظ لمصر على سيادته.. ويروي ولفريد بلنت أكد لي عرابي "نحن جميعًا أبناء السلطان نعيش كأفراد أسرة واحدة في بيت واحد، كل منا له إقليم من الإمبراطورية، له حجرة مستقلة في المنزل، وهي حجرة خاصة بنا نتصرف فيها وفقًا لإرادتنا ويجب ألا نسمح لأحد بأن يعبث بسيادتنا وعلى وضعنا المستقل"(12) ويكتب صابونجي إلى بلنت رسالة أكثر وضوحًا "أن العرابيين يتملقون السلطان ويعلنون ولاءهم له كخليفة للمسلمين لكن الحقيقة هي أن السلطان لا يعنيهم في شيء وحين يحسون بقوتهم سيعلنون إقامة حكومة جمهورية".(13)
وكان السلطان هو أيضًا يكره عرابي ويسعى لإفشال ثورته لكنه يحاول خداعه وتملقه فقد أصبح عرابي زعيمًا ذا نفوذ كبير في أرجاء أقاليم عديدة. وأخيرًا أرسل السلطان حملة إلى مصر لتأديب عرابي وانهالت الاعتراضات من مختلف المسلمين في الشام والهند وسيلان والسودان وغيرها. وتصل الحملة إلى اللاذقية ويصف مراسل "التيمس اللندنية" موقف السكان منها قائلاً "لقد حدث هيجان شديد وأعلن السوريون مقاطعتهم للحملة وامتنعوا عن التعامل معها وأظهروا الجفاء والامتهان لها ناعين عليها خروجها لحرب المسلمين. وخرج عن المقاطعة أحد كبار التجار فباع الجنود العثمانيين طعامًا ولحومًا فلم ينته اليوم حتى أحرقت كل متاجره في المدينة وكان الرجل يطلب النجدة كالمجنون من الأهالي فيبصقون في وجهه ولا يتحركون لمساعدته بل يتهكمون عليه قائلين أطلب النجدة من سادتك الأتراك".(14)
وفي الوقت الحرج تمامًا وصلت من الأستانة إلى الجيوش المصرية وهي تحارب الغزاة الإنجليز كميات هائلة من "الجوائب" وهي الجريدة الرسمية للخلافة المكتوبة بالعربية. وقد تم توزيعها على الجنود وعلى السكان في مختلف أنحاء القطر وفي صدرها كلمة "بيانامة" ثم بين طويل جاء في مقدمته "بإرادة سيدنا ومولانا السلطان أمير المؤمنين خليفتنا الأعظم إشعارًا لجميع المسلمين بأن الأفعال التي أجراها عرابي وأعوانه ورفقاؤه في مصر مخالفة لإرادة الدولة العليا السلطانية، ومغايرة لصالح المسلمين، وبناء على ذلك تقرر أن عرابي وأعوانه عصاة بغاة وبهذه الصفة تجري معاملتهم".(15)
ولا يبقى أمام المصريين سوى أن يواصلوا شعارهم القديم "يارب يا متجلي اهزم العثماللي" وأن يضيفوا إليه شعارًا موحيًا "الولس هزم لكن العلاقة المصرية بموضوع الخلافة تظل ملتمسة. ففي مطلع القرن العشرين وعندما تأس الحزب الوطني شهد وبعد فترة من تأسيسه صراعًا حادًا بين تيارين الشيخ جاويس ينتمي للخلافة ويؤكد "إن إضاعة الخافة إضاعة للذات" ومحمد فريد يؤكد على مصرية مصر ويشكو في مذكراته من أن الشيخ جاويش كان يعترض على أعضاء الحزب الذين "يضعون على صدرهم دبوسًا كتبت عليه عبارة مصر للمصريين" ويقف إلى جانب الدعوة المصرية كثير من الكتاب ومنهم مثلاً عبدالقادر أفندي حمزة ومنصور فهمي وغيرهما.
أما قاسم أمين فيهاجم الخلافة بشدة قائلاً إنها نظام يقوم على أساس "خليفة أو سلطان غير مقيد، يحكم موظفين غير مقيدين، وربما يقال إن هذا الخليفة يستمد سلطته من الشعب الذي بايعه، لكن هذه السلطة التي لا يتمتع بها الشعب إلا بضع دقائق هي سلطة لفظية أما في الحقيقة فالخليفة هو وحده صاحب الأمر والنهي. أن من أسباب نكبتنا أننا نسند حياتنا على التقاليد التي لم نعد نفهمها ونحافظ عليها فقط لأنها أتت من الماضي".
أما الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده فقد رفض من الأساس فكرة وجود خليفة يحكم باسم السماء وقال "إن السيادة قسمان: سيادة عليا يختص بها الله تعالى، وسيادة أقل درجة يختص بها الشعب وعليه ممارستها. ومن هذه السيادة تكتسب الأمة شرعية دورها كمصدر للسلطة: أما الحاكم فيكتسب سلطته من الشعب"(16) ثم يقول جازمًا "ومن الضلال القول بتوحيد الإسلام للسلطتين المدنية والدينية، فهذه الفكرة خطأ محض ودخيلة على الإسلام، ومن الخطأ القول إن السلطان هو مقرر الدين وواضع أحكامه ومنفذها" ثم يعلو صوته مؤكدًا "ليس من الإسلام ما يسمى عند قوم بالسلطة الدينية أو المؤسسة الدينية بوجه من الوجوه، ولم يعرف المسلمون في عصر من العصور تلك السلطة الدينية".(17)
وتمضي المعركة سجالاً لتأتي ثورة 1919 فتحسم الأمر لصالح الدولة المدنية ولصالح شعار جديد "الدين لله والوطن للجميع".
وكما أتت الخلافة العثمانية من تركيا، فإن نهايتها أتت هي أيضًا من هناك. ولعل هذا يفسر لنا عمق المعركة الحالية بين العلمانيين الأتراك وبين حكم أردوغان.
لكن قيام أتاتورك بإنهاء "الخلافة" ترك بصمات بالغة الأهمية في مصر، وعلى مفكريها وسياسييها.
فبد أربعة أيام فقط من قرار أتاتورك بإلغاء الخلافة اجتمع بعض علماء الأزهر وأصدروا بيانًا أعلنوا فيه "بطلان ما قام به الكماليون لأن الخليفة قد بويع من المسلمين ولا يمكن خلعه".(18)
لكن موقع الخليفة الشاغر أسال لعاب الكثير من الحكام المسلمين كل منهم ينشد المنصب لنفسه، الملك أمان الله ملك الأفغان، والملك حسين بن علي ملك الحجاز، وكان هنا أيضًا الملك فؤاد الذي تحصن بالثقل الحضاري والثقافي لمصر وبأزهرها الشريف وسارع للمطالبة بالموقع. وهنا تغير موقف بعض شيوخ الأزهر فنسوا بيعة الخليفة المخلوع واهتموا بطموحات الملك فؤاد وقرروا دعوة ممثلي جميع الأمم الإسلامية إلى مؤتمر يعقد في القاهرة برئاسة شيخ الأزهر للبحث فيمن يجب أن تسند إليه الخلافة وكان وجوده، وحددوا شهر شعبان من العام التالي لانعقاده".(19)
وتدور عجلة الإعداد لهذا المؤتمر مستمدة حماسها من حماس الملك فؤاد وشغفه بأن يكون خليفة للمسلمين، وفي ربيع أول 1343 (أكتوبر 1924) صدرت نشرة أسميت "المؤتمر" وأعلن أصحابها أن الهدف منها هو الدعوة لحضور المؤتمر وإنجاحه وتحديد أهدافه وفي صدر العدد الأول نشر مقال للشيخ رشيد رضا يؤكد ضرورة عقد المؤتمر لأنه "الأول مؤتمر إسلامي عام يشترك فيه علماء الدين والدنيا من كل الأمم الإسلامية، خاصة أن مهمته هي وضع قواعد للحكومة الإسلامية المدنية التي يظهر فيها علو التشريع الإسلامي واختيار خليفة وإمام للمسلمين".(20)
لكن قوى عديدة تكاتفت لإفشال هذا المؤتمر، فالملوك تنافسوا على موقع الخليفة، والدول التي كنت تحكمها الخلافة تسارعت إلى إعلان قيام كيانات وطنية، والقوى الاستعمارية سيطرت على عديد منها. وكان هناك في مصر رئيس وزراء شديد العداء للفكرة هو سعد زغلول، أما حلفاء الملك فؤاد في حزب الأحرار الدستوريين فقد كانوا بسبب موقفهم الليبرالي خصومًا للفكرة، وكتبت جريدتهم "السياسة" إن الدستور ينص على أنه لا يجوز لملك أن يتولى مع ملك مصر امور دولة أخرى بغير رضاء البرلمان ومن ثم يتعين ترك بحص هذه المسألة للسياسيين، وأن يعدل علماء الأزهر عن دعوتهم لهذا المؤتمر"(21) وفي "السياسة" كتب الشيخ علي عبدالرازق (وكان من الأحرار الدستورين) مقالاً كشف فيه كل أوراق اللعبة، مؤكدًا أن الحماس للخلافة ليس حماسًا للإسلام وإنما مساندة لمطامع الملك فؤاد فقال: "كانت مسألة الخلافة أولاً دفاعًا عن مقام معن يراد الاحتفاظ به كأثر يحتاج إلى العناية. كمريض يحتاج إلى الحماية". ويمضي المقال قائلاً "والان انتقلت المسألة إلى وضع آخر، واتجه الرأي إلى العمل على إيجاد مقام جديد يحمل حمل ذلك الأمر الذاهب، لأن أناسًا يريدون أن يبقى في الوجود ذلك الشيء ليكونوا له حماة" كذلك شنت الصحف الوفدية حملات ضارية على المؤتمر وعلى فكرة الخلافة ذاتها. وكان انعقاد المؤتمر في 13 مايو 1926 إشهارًا لوفاته، ومن هزال الحضور إلى هزال النتائج، فشل المؤتمر وفشل الملك فؤاد في تحقيق طموحه، وبقي من المسألة صراع فكري وسياسي محتدم.
ولكن الشيخ علي عبدالرازق هو صاحب الضجة الأكثر صخبًا، ربما لأنه كان صاحب الفكرة الأكثر عمقًا فهو أزهري متعمق في دراسة الفقه الإسلامي وحائز على شهادة العالمية ودرس فوق ذلك بالجامعة المصرية وتخصص في الأدب العربي والفلسفة ثم سافر إلى انجلترا ليدرس في اكسفورد مستهدفًا التخصص في الاقتصاد والعلوم السياسية. وفوق هذا وذاك انتسب – وهو لم يزل طالبًا – غلى مجموعة ليبرالية تضم د.محمد حسين هيكل ومحمود عزمي وعزيز ميرهم ود.منصور فهمي.. وهكذا ندرك أن الشيخ علي عبدالرازق لم يهبط فجأة على ساحة الفكر المصري بل تكون ونضج فيها عبر سنوات من الكتابة والعمل الفكري والسياسي ومن النضال السياسي سواء في صفوف "الحزب الديمقراطي أو مع مؤسسي حزب الأحرار الدستوريين.
وكان كتاب "الإسلام وأصول الحكم" ثمرة لذلك كله، فلنحاول مطالعة بعض مما جاء فيه "الحكم والحكومة والقضاء والإدارة ومراكز الدولة هي جميعًا خطط دنيوية صرفة لا شأن للدين بها، فهو لم يعرفها ولم ينكرها، ولا أمر بها ولا نهي عنها، وإنما تركها لنا لنرجع فيها إلى أحكام العقل وتجارب الأمم وقواعد السياسة".(22)
ويقول حول موضوع الخلاف "إذا كان في الحياة الدنيا شيء يدفع المرء إلى الاستبداد والظلم ويسهل عليه العدوان والبغي فذلك هو مقام الخليفة.. ومعه لا شيء إلا العسف ولا حكم إلا السيف".(23)
ويمضي قائلاً "إن شعائر الله تعالى ومظاهر دينه الكريم لا تتوقف على ذلك النوع من الحكومة الذ يسميه الفقها خلافة وأولئك الذين يسميهم الناس خلفاء، فليس من حاجة إلى تلك الخلافة لأمور ديننا ولا لأمور دنيانا، ولو شئنا لقلنا أكثر من ذلك، فإنما كانت الخلافة ولم تزل نكبة على الإسلام والمسلمين، وينبوع شر وفساد".(24)
ويسأل الشيخ هل كان الرسول رسولاً لملكًا أم رسولاً فقط؟ ويجيب "أن القرآن صريح في أن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) لم يكن إلا رسولاً خلت من قبله الرسل"، ثم هو يؤكد بعد ذلك أن الرسول لم يعين من بعده خليفة، وإن كل الذين تزعموا المسلمين من بعده ومن بينهم الخلفاء الراشدون كانت زعامتهم مدنية أو سياسية وليست دينية، وأن أبا بكر هو الذي أطلق على نفسه لقب خليفة، وأن بيعته كانت ثمرة اتفاق سياسي، ومن ثم فإن حكمه كان حكمًا مدنيًا وكان اجتهاده اجتهادًا دنيويًا.
المهم، صدر الكتاب وقامت الدنيا ولم تقعد، فقد حرك الكتاب المياه الليبرالية الراكدة في المجتمع فتكتب مجلة الهلال "إن كل أمة إسلامية حرة في انتخاب من تريده حاكمًا عليها، وسواء كان الأستاذ علي عبدالرازق وقد وفق إلى أن يسند نظريته إلى الدين أم لم يوفق فإن هذه النظرية تتفق وأصول الحكم في القرن العشرين الذي يجعل السيادة للأمة دون سواها" (الهلال – يوليو 1925)
وكتبت جريدة المقتطف "أننا نعتقد أن كل ما قاله حضرة القاضي علي عبدالرازق وأمثاله قرين الصواب وخال من الخطأ".(25)
ثم تأتي مساندة ذات قيمة كبيرة من أحمد شوقي:
مضت الخلافة والإمام فهل مضى
ما كان بين الله والعباد
والله ما نسي الشهادة حاضر
في المسلمين ولا تردد شادي
والصوم باق والصلاة مقامة
والحد ينشط في عناق الحادي


__________________



من مواضيع kj1
التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
ليه لا وليس نعم
مصر الجميلة الغائبة الأن
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 MasrMotors غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي MasrMotors ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر


الساعة الآن 09:05 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2024
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017