تأملات فى صفات البشر

[د0تامر محمد]

-6-
"والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما 0يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا"
ان مسألة الضعف هذه مسألة يثبتها العلم فكل مخلوق على الارض أقوى من الانسان فى شىء!
الاسد اقوى عضلا والصقر أحد بصرا والخفاش احد سمعا والجمل أكثر صبرا والحمار أقوى تحملا حتى النملة الضئيله الحجم أكثر حملا فقد تحمل ما يزيد عن ثلاث أضعاف وزنها كما انها قد تكون اكثر حكمة من الانسان كما فى قصة الحبتين وسليمان!
الانسان يستعرض قوتة على الاضعف وينكمش امام القوى وهى صفة مرزوله وجعل الله لنا آية تذكرنا دائما بان الضعف فى الصغر يتبعه قوة فى الشباب ثم مرده الى الضعف فى الكبر
اذن فالضعف والقوة يتبادلهما الانسان فى مراحله السنية وفى الصحة والمرض
"الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من قوة ضعف وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير"
الروم\54
اذا ظن الانسان ان كلمة المال هى العليا والمال يشد من أزره ويقويه فقد أخطأ لان المال يذهب فى اى لحظة
واذا كانت القوة التى يمتلكها فى بدنه وصحته فالمرض أقوى وفيه قمة الضعف للانسان
والفشل فيه ضعف يجعله يستشعر الضآله
والشهوة ضعف امام المشبع كحب المال الذى يجعل الانسان عبدا ذليلا له
جميع الحقوق محفوظه للكاتب د0تامر محمد
اذن فلا يوجد انسان قوى على الدوام ولا انسان ضعيف على الدوام فهو يتبادل القوة والضعف ولكن بنسب ولفترات!
ويرتبط بالقوة الغرور فالانسان القوى قد يتسرب الى نفسه الغرور المنبسق من قوة الجسد او المال او السلطة او العلم
وهذا حديث الحلقة التاليه ان شاء الله

[د0تامر محمد]

-7-
"ولا تمش فى الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا"
الاسراء/37
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا يدخل الجنه من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر"
الله لا يحب كل مختال بنفسه فالخيلاء كانت صفة لابليس الرجيم وكانت سببا فى خروجه من الجنة
والله لا يحب لنا ان ننال حظ ابليس منها ولا عقابنا منه عز وجل!
الانسان اذا اعتراه الغرور فلينظر حوله ساعتها فالارض التى يمشى عليها مهما كانت قوته لن يخرقها بقدميه لانه منها من هذا التراب والاصل أقوى من الفرع!!
الاصل ثابت والفرع زائل!
ومهما ارتفع الانسان على ما حوله واصبح اعلى منهم لن يبلغ طول الجبال وشموخها وتصديها للزمن والمحن0

[د0تامر محمد]

-8-
البذل والعطاء يقابلهما الشح والبخل00
وصفة البذل ليست قاصرة على على المال وحده وانما تمتد للنفس وبعض صفاتها المحمودة فالحنان عطاء ويتجلى فى حنان الام على طفلها
الكلمة الحسنه عطاء00
والنهضة لخدمة الناس عطاء
والتفانى فى العمل عطاء00
والعطاء بعيدا عن النفس وصفاتها عطاء للمال طواعية أو بحكم ركن اسلامى اساسى "الزكاة"
"واقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله ان الله بما يعملون بصير"
البقرة/110
والعطاء المالى بعيدا عن الزكاة واجب نحو كل محتاج من الناس وليس مقصودا العطاء المالى فقط ولكن ما يعادل القيمة المادية المجردة كسلعة ينتفع بها او طعام واو شربة ماء او حتى كلمة حسنة لان الكلمة الحسنة صدقة!!
"يا أيها الذين آمنوا انفقوا من طبيات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض"
البقرة/267
"وما تنفقوا من خير فلانفسكم وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون"
البقرة/272
والله بعد ذلك يبشرنا بجزيل العطاء
يقول تعالى :
"ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة اصابهاوابل فأتت أكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير"
البقرة/265
"وما انفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فان الله يعلمه وما للظالمين من انصاران تبدوا الصدقات فنعما هى وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير"
البقرة/271
ان الانسان بماديته وضيق نظرته وخوفه من الفقر وطمعه فى الدنيا ونشوته بالمال يفقد من الخير الكثير ومن الفضل ما لايعادل 00!!
فالمال مال الله00أمانة يسأل عنها الانسان يوم القيامة وان كان منه جزءمجرد جزء أنفق فى سبيل الله وعباده من الفقراء قد يرفع هذا عن المنفق عذاب يوم عظيم بسلة ممتلئة بالحسنات أو بدعوات فقراء لا ترد!
يتبع

[هيامى]

الله يفتح عليك
موضوع رائع

[د0تامر محمد]

-9-
أمابذل النفس فى سبيل الله فهو تاج وجوه العطاء قاطبة!
يقول تعالى:
طان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون000"
التوبة/111
أما الشح والبخل ويمكن ان نطلق عليهما المنع ولا يكونان فى المال فقط لكن فى كل شىء تقريبا فالبخيل يصل منعه الى حد استكثار الكلمة الطبية والنعمة على غيره مع قطع الارحام توفيرا للانفاق فهو دائما ما يسلم نفسه لشهوة المال!
يقول تعالى:
"الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما ءاتاهم الله من فضله واعتدنا للكافرين عذابا مهينا"
النساء/37
البخل يعد من أحط الصفات فى الانسان فهو ينال من عقيدته فالبخيل يستكثر الزكاة ويمنع المال عن الفقراء فهو كالرقيب الحافظ وينسى انه يحافظ على مال زائل00 هذا بالاضافة الى ان البخل ينال من كرامته فالمسلم عزيز النفس موفور الكرامة عكس البخيل الذى قد يتلقى الاهانات فى سبيل الكنز للمال وعدم التفريط فيه جاعلا اياه محورا لحياته متشرنقا فى سجن مظلم يخلعه عن العالم من حوله!!
"000 ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"
الحشر/9