أحبابي الكرام:
لقد سمعنا مرارا وتكرارا كلمات دعائية ودفاعية لمبارك من أمثال:
1- لقد خانت الشرطة مبارك، وعندما علمت بنزول الجيش قررت الانتقام من مبارك ومن الشعب، وأن مبارك المسكين لم يكن يعلم بقتل المتظاهرين.
2- إن مبارك بتنحيه حقن دماء المصريين، وهذا عمل بطولي.
وأمثال هذا الهراء الذي لا طائل وراءه، والمخالف للواقع المرير.
وهذا هو المشير طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة يؤكد أمس في اجتماعه بالدفعة الجديدة للشرطة أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة رفض أي أمر بضرب المتظاهرين. وهذا يعني بكل وضوح أنه كانت هناك أوامر عليا بضرب المتظاهرين تم رفضها بحسم من القوات المسلحة، وهذا يبين لك لماذا طلعت في أحد الأيام طائرة إف 16 لتحلق فوق ميدان التحرير.
ناهيك عن تأكيد أكثر من شخص من المجلس العسكري بأن مبارك تم إجباره على التنحي، وهذا يؤكده أيضًا تصريحات النائب وقتها عمر سليمان عندما قال : إما التفاوض وإما الانقلاب العسكري.
إذن مبارك ليس ضحية وليس بطلا، فقد كان يحث على ضرب المتظاهرين ورفض المجلس العسكري.
وكان متمسكا بالكرسي لآخر لحظة لولا ضغط المجلس العسكري.
وسمعنا أيضًا الدفاع بأنه لا يملك مليما غير شرعي وأنه سيقاضي وسيفعل ويفعل، ثم تبين بما لا يدع مجالا للشك أنه كان يسطو على مال الدولة ويدخره لحسابه الشخصي في الداخل والخارج. والآن يريد أن يرد الأموال ويطلب العفو.
أي عفو، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد. ألم يقل المعصوم: والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
وحتى القوانين الوضعية فلم تنص على العفو، بل نصت على إرجاع المال المنهوب ومثله معه مع الحبس، فأي عفو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وإذا عفا عنه الشعب بالنسبة للأموال ، فما بال دماء الشهداء!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!
ما بال الآلاف الذين قتلوا وعذبوا في سجونه.
ما بال الملايين التي تسرطنت في عهده.
ما بال الملايين المصابين بالأمراض الوبائية الكبدية والكلوية.
ما بال المصريين الذين يلهثون ويتعاركون على أنبوبة بوتاجاز ، وهو يصدر الغاز المصري لإسرائيل برخص التراب.
ما بال وما بال.....................
أرجو من إخواني الكرام تنحية العواطف جانبا -لأن السياسة لا تعترف بالعواطف ولا بكاء التماسيح- وأن ننظر إلى الواقع بأعين مبصرة وبعقول مفكرة، ما حدث كان واضحا لكل ذي بصيرة، ولكن الحب أحيانا يعمي ويصم.
ولا أجد عذرا (وأقسم أني أقول هذا بكل موضوعية وبدون تحامل)، لا أجد بالفعل عذرا واحدا لمن يدافع عن مبارك، ولكني أحترم وجهة نظره، وشكرا لكم