طب الست تنزل ولا متنزلش ........نقاش هادئ
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم و الصلاة و السلام على خير الأنام
الأخوة الأفاضل :
تسارعت فى الأونة الأخيرة أحداث كثيرة ... ربما كان اكثرها ايلاما على النفس واقعة التعدى على الفتاة من قبل بعض أفراد الجيش و كشف عورتها امام العالم ... و كأننا جميعا كنا ننتظر مثل هذا الحدث ليبدأ صراع من نوع أخر ألا و هو هل تشارك المرأة ام لا فى هذة الأحداث ؟؟؟؟
قبل أن أجيب أحب أن أوضح أن هذا رأى خاص بى يوافقنى عليه من شاء و يعترض عليه من شاء
بداية يجب ان نحدد ما قيمة المرأة ؟؟؟ و ما هو دورها ؟؟؟ و كيف ننظر إليها ؟؟؟؟
الحديث عن المرأة حديث شائك و طويل و هو من أكثر المسائل التي اختلف فيها البشر منذ القدم وإلى يومنا هذا و حتى يكون كلامنا واضحاً جلياً نذكره ضمن نقاط :
النقطة الأولى :
معيار و مقياس الأكرمية عند الله تعالى هو التقوى , فالأتقى هو الأكرم سواء كان ذكراً أو أنثى . ليست الأكرمية عند الله سبحانه و تعالى بالقومية أو الجنسية أو الذكورة و الأنوثة بل بالتقوى .
النقطة الثانية :
من السنن الإلهية في خلقه التفاوت و التفاضل بين المخلوقات . و قد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في أكثر من موضع ف :
( انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعض و للآخرة أكبر درجات و أكبر تفضيلاً ) الإسراء 21.
( و لا تتمنوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض ) النساء 32
( الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض ...) النساء 34
( والله فضّل بعضكم على بعض في الرزق ...) النحل 71
( و هو الذي جعلكم خلائف في الأرض و رفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب و إنه لغفور رحيم ) الأنعام 165 .
( أ هم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا معيشتهم في الحياة الدنيا و رفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخريّاً و رحمت ربك خير مما يجمعون ) الزخرف 32 .
و لعمري إن التفاضل بين البشر في الذكاء و الذاكرة و الجسم و الصحة و المال و الأولاد و الجاه و غير ذلك أمر لا شك فيه .
النقطة الثالثة :
ليس دائماً الأتقى هو الأفضل من جميع الجهات . فرب تقيّ أعرج و ربّ شقي سليم . ربّ تقي أسود حبشي و ربّ شقي أبيض قرشي . ربّ تقي غبي و ربّ شقي ذكي . إذن كون الإنسان أكرم عند الله تعالى بالتقوى لا يعني تفوقه و أفضلية على من عداه من كل النواحي حتى الصحية و المالية والذكاء و قوة الحافظة و غير ذلك .
النقطة الرابعة:
لا كامل في الوجود من جميع النواحي إلا الله سبحانه و تعالى . فإذا وجدنا بعض الآيات أو الروايات تشير أو تذكر بعض العيوب في جنس الرجال أو في جنس النساء فلا نسارع إلى تضعيف الروايات أو تأويلها . إذ ما المانع أن يتحدث الإمام المعصوم – عليه السلام – عن ضعف في جنس الرجال أو النساء من جهة معينة أو يشير إلى تفوّق الرجال أو النساء في مجال معيّن .
النقطة الخامسة :
علينا أن نتحرى الدقة في البحث و النظر قبل إبداء الحكم . ففي كثير من الأحيان قد يعتقد الإنسان أن هذا الحديث ذمّ لأنه فهم الحديث بطريقة معينة فيسارع إلى تضعيف الحديث أو تأويله . و لكن لو نظر نظرة المنصف المتأمل لساقه الحديث إلى معنى آخر ليس ذماً .
النقطة السادسة :
كل كائن في هذا الكون له دوره في الحياة , و كماله أن يقوم بوظيفته . فالرجل له دوره و وظيفتة , و كماله أن يقوم بذلك . و المرأة أيضاً لها دورها و وظيفتها , و كمالها أن تقوم بذلك . إلا أن كثيراً من الناس يعيش في داخله الإحساس بنقص المرأة , و يريد أن يحوّل المرأة إلى رجل و ذلك بإعطاءها دور و وظيفة الرجل . هؤلاء الناس في غفلة عن حقيقة و هي أن المرأة لها كمالها الخاص بها و لها دورها الخاص بها .
و لتقريب الفكرة نقول لو أتى شخص فرأى نباتين :
النبات الأول : شجرة الصنوبر و رأى طولها و ارتفاعها و طول عمرها و سمك الجذع .
النبات الثاني : زهرة الياسمين مثلاً .
من الخطأ أن ينظر الإنسان إلى مميزات الصنوبر فيستصغر و يستهين بالياسمين . و سيكون مخطئأ أيضاً لو حاول أن يجعل جذع زهرة الياسمين كجذع شجرة الصنوبر .
الصحيح أن يبحث عن مميزات و جمال زهرة الياسمين لا أن يحوّل الياسمين إلى صنوبر .
أرجو من الأخوة الأفاضل قراءة ما سبق مرة أخرى بهدوء ....... و فى إنتظار ردكم الكريم
__________________
(( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا {10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {12} ))
« سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ »
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » .
أخرجه البخاري
|