عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15-07-2008, 03:56 AM
الصورة الرمزية Ahmed Anwer
Ahmed Anwer Ahmed Anwer غير متواجد حالياً
التخصص العملى: Interior designer
هواياتي: Arts
 
تاريخ التسجيل: May 2008
الموقع: Cairo
المشاركات: 2,730
Ahmed Anwer has a reputation beyond reputeAhmed Anwer has a reputation beyond reputeAhmed Anwer has a reputation beyond reputeAhmed Anwer has a reputation beyond reputeAhmed Anwer has a reputation beyond reputeAhmed Anwer has a reputation beyond reputeAhmed Anwer has a reputation beyond reputeAhmed Anwer has a reputation beyond reputeAhmed Anwer has a reputation beyond reputeAhmed Anwer has a reputation beyond reputeAhmed Anwer has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كيف أنقذ كارلوس غصن نيسان



مقتطفات من كتاب التحول لكارلوس غصن المدير العام التنفيذي لشركتي رينو ونيسان الذي يعتبر مرجعا مهما لدراسة إدارة الأعمال في كل مكان .

هاجر جدي بشارة غصن وحده إلى البرازيل على متن باخرة أوائل القرن العشرين وكان عمره 13 عاما.
أمي وأبي كانا مارونيين تقيين، ولا تزال أمي محافظة جدا. وعشنا في بيئة دينية تقليدية لكننا لم نكن متعصبين، نحن منفتحون جدا على الإسلام والديانات الأخرى، دينك هو جزء أساسي من هويتك. ولطالما كان لدي وعي ديني لم أعتبر ذلك قيدا وإنما طريقة للعيش.
اللبنانيون الموارنة أوفياء لفرنسا نتيجة تاريخ طويل يقارب الألف عام ويعود إلى الحروب الصليبية .
تعتبر القيم الأنثوية في المجتمع الماروني قوية جدا وهذا ما يشكل تناقضا واضحا مع العالم العربي المحيط .
أصبح تعلم اللغات بسرعة إحدى هواياتي.
كان هناك رابط ضئيل بين عالم الأعمال الحقيقية وما تم تعليمه في الجامعات وحين بدأت في عملي المهني لم أصادف شيئا مما تعلمته. تخرجت من كلية البوليتكنيك التي كانت تدفع للطلاب رواتب وكنت أعطي دروسا في الرياضيات ثم درست في كلية المناجم. وحين بدأت في شركة ميشلين لللإطارات توجب علي تعلم كل شيء من الصفر.
كانت ميشلين أكبر موظِف في المنطقة فحين يكبر أولاد عمال ميشلين يحصلون على وظائف في ميشلين. وترافق الشركة موظفيها من المهد إلى اللحد.
في فرنسا تتحدد قيمتك وفقا لشهاداتك.
كانت طريقة ميشلين فعالة جدا في تلطيف الانتقال من الحياة الطالبية إلى عالم الأعمال كما أن عملية التدريب تعرف الموظفين الجدد على تقدير الشخصية المتميزة في شركة ميشلين، وكان يطلب منا أن نحل مشاكل حقيقية تواجه الشركة.
فرانسوا ميشلين الموجود على رأس ميشلين وهو الجيل الثالث من العائلة المؤسسة، لم يتعلم فعل مافعله في كتب الإدارة، فانفتاحه لإعطاء المديرين الشباب مسؤولية كبيرة وعدم مبالاته بأصولهم والانتباه الذي كان يوليه للحقائق وليس للنظريات هي مزايا أساسية في شخصيته، وهو متواضع ولبق جدا. ترأس الشركة لأكثر من أربعين عاما وحوَّلها من شركة محلية إلى شركة متعددة الجنسيات. ويملك مَيلا قويا للتركيز على الأفراد.
تمت ترقيتي بسرعة لأصبح المسؤول عن فرق المناوبة في المصنع.
في بداية العام 1981 وفي السابعة والعشرين من العمر أصبحت المدير العام لمصنع ميشلين في بوي آنفالاي. تفاجأ العمال بعودتي إليهم كمدير عام للمصنع بعد مرور عام ونصف على عملي كمسؤول عن فرق المناوبة، فرئيس المناوبة في الرابعة والخمسين من العمر ورئيس الإنتاج كان رئيسي حين كنت المسؤول عن فرق المناوبة. في البداية سبب هذا الأمر بعض الانزعاج ثم اعتادوا على الأمر حين أدركوا أني موجود لجعل الأمور تسير بشكل جيد.
كان أول شيء يجب القيام به هو إنشاء فريق.
كان مكتب فرانسوا ميشلين، انعكاسا لصاحبه، بسيط جدا، شحيح وصارم وقديم الطراز قليلا، ومرتب على نحو استثنائي. هو قبل كل شيء رجل فضولي يحب التعرف إلى الآخرين وهو لا يكترث أبدا بالشهادات التي نلتها أو من أي بلد تأتي لكن يهمه مَن تكون .
في نوفمبر عام 1983 عرضت علي شركة ميشلين تولي إدارة مجموعة الأبحاث والتطوير.
يجب أن يكون المدير المالي شخصا مبدعا .
في العام 1996 سألتني زوجتي : ماذا ستفعل بعد ذلك؟ ميشلين شركة عائلية ولن تترقى أكثر من ذلك . وبعد فترة من نفس العام اتصل بي مسؤول توظيف من وكالة دولية كبيرة ورشحني للعمل في رينو .
استطعت تعلم بعض الدروس المهمة من لقاءاتي مع المديرين التنفيذيين في شركة كرايسلر. دعاني بوب لوتز لإلقاء محاضرة، وصدمت حينها بالطريقة التي ناقش فيها مشاكل كرايسلر، كان مرتاحا وصريحا وشفافا تماما، هذه الطريقة المتواضعة أثرت فيَّ بعمق.
كانت خطة رينو تخفيض التكاليف عشرين مليار فرنك فرنسي عام 1996.
انطوت عملية إغلاق مصنع فيلفورد في بلجيكا على خطة لمساعدة العمال المسرَّحين. وبعد عامين على الإغلاق كان قد أخفق أقل من مائتي موظف من أصل ثلاثة آلاف ومائتين في العثور على عمل. حققت لي مسألة فيلفورد شهرة معينة وأصبح اسمي قاتل الكلفة. سبقتني هذه الشهرة إلى اليابان.


دفعت رينو خمسة مليارات دولار للحصول على 36.8% من رأسمال نيسان .
حين تم تعييني المدير التنفيذي لشركة نيسان قمت بإجراء فحص دقيق طوال ثلاثة شهور لكل جانب من جوانب شركة نيسان .
اليابانيون هم أناس لبقون جدا وحساسون لمشاعر الآخرين، لايتحدثون إليك أبدا بطريقة غير لائقة، حين لايقدرونك كثيرا يبقون صامتين، لكن حين يقدرونك يقولون لك ذلك، يشتهر اليابانيون بعدم رغبتهم أبدا في خسارة ماء الوجه والاعتراف بأن الأمور لا تجري على ما يرام هو شيء مخز بالنسبة لهم.
كانت ديون نيسان عام 1999 أكثر من 20 مليار دولار، وفي يناير عام 2004 حلت نيسان في المرتبة الرابعة والثلاثين ضمن الشركات الأكثر احتراما في العالم لسنة 2003 حسب مجلة Financial Times وتعد هذه المجلة لوائح سنوية بأفضل خمسين رجل أعمال في العالم استنادا إلى مقابلات مع ألف مدير تنفيذي وصانعي القرار في 20 دولة، كنت محظوظا كفاية للحلول في المرتبة الرابعة، وفي مايو 2004 أطلقت المجلة ترتيبها الإجمالي لأفضل خمسمائة شركة في العالم وحلت نيسان في المرتبة الرابعة والثمانين، وفي حزيران عام 2004 نشرت مجلة Newsweek لائحة بأفضل خمسمائة شركة في العالم وحلت نيسان في المرتبة الثامنة والستين بينما حلت شركة BMW في المرتبة الحادية والسبعين وهوندا في المرتبة التاسعة والسبعين وتويوتا في المرتبة السابعة والثمانين.



أرى أن إحدى أبرز مسؤوليات أي مدير عام تنفيذي تقوم على تحضير زعماء المستقبل لتولي أعلى المناصب في الشركة بما في ذلك منصبي أنا.
يتكون الزعماء في نار التجارب.
بالفعل يستحيل تكوين شركة عالمية من دون فرض حضور في الولايات المتحدة.
أنا اشخص أدبي بطبيعتي، لكن تعليمي تركز على الرياضيات والهندسة، قد يبدو أن هناك فرقا كبيرا بين أذواقي وتعليمي وخبرتي المهنية لكني أراها جزءا من كل متكامل.
المرحلة الأكثر أهمية في تطوير خطة إعادة إحياء نيسان والجانب الذي كلف أكبر قدر من الوقت والجهد هي المرحلة التحليلية، أي الإصغاء إلى الأشخاص ومراقبة الظروف على الأرض.
إن الأسباب الكامنة وراء تقهقر نيسان كانت موجودة في قلب الشركة وليس بسبب وجود منافسة أو بسبب الأوضاع الاقتصادية.
أملك رؤية بسيطة نسبيا للإدارة: يأخذ المدير التنفيذي على عاتقه ماضي الشركة ومستقبلها أيا كانا.
أتحمل المخاطرة بكاملها وألزِم نفسي بكل شيء، وأكون مسؤولا عن ماضي الشركة وحاضرها ومستقبلها.
في كل شهر توزع إدارة نيسان تقريرا داخليا حول النتائج ويجري استطلاع الموظفين باستمرار لمعرفة رايهم في الإدارة وما إذا كانوا راضين عن نوعية التواصل مع الشركة وعن الشركة بشكل عام. وهذه الممارسات هي من قناعاتي العميقة.
حين تترقى إلى مستوى معين من المسؤولية ما يهم هو الفرد، ليس خبرته التقنية بقدر ماهي قدرته على الفهم والإصغاء والتحفيز والتبسيط والتعبئة، فالشهادات تساعد. ما من شيء يمنع شخصا بدا في مستوى منخفض في الشركة من الامتياز والترقي عبر الصفوف.
أنا هنا لأني أملك القدرة على جمع عدد من الأشخاص حولي وإنجاز الأمور.
الموهبة التي أملكها لإدارة الأشخاص كانت مفيدة لي أكثر من تعليمي الرسمي.
ما عليك فعله هو التأكد من أنك محاط بزملاء قادرين على تحليل المواضيع بعمق وتلخيصها بطريقة تجعلك تتخذ القرارات المناسبة.
لا يجدر بالمدير العام التنفيذي في أي ظرف أن يغلق على نفسه في برج عاجي وفي الوقت نفسه عليه تفادي الحاشية التي تشبه الطاعون.
الإدارة هي فن وليست علما، إنها ليست علما على الإطلاق.
لا يجدر بك أبدا التوقف عن الخروج إلى الميدان لأنك تكتسب الإحساس الحقيقي بالشركة.
يجدر بالمدير التنفيذي أن يكون مهندسا للوقت.
من عوامل قدرة الشركة على التنافس وجود منتج تنافسي والسيطرة على التكاليف والسيطرة على عمليات التطوير والإنتاج.
منذ خطة إعادة إحياء نيسان قمنا بزيادة عدد المهندسين لدينا عدة آلاف.
في العام 1999 كانت نيسان تحتضر، وفي عام 2003 أصبحت أحد أكثر صانعي السيارات ربحا في العالم.
يعتبر السوق الأمريكي الأكثر تحقيقا للربح في العالم لأن خليط المنتج هو الأغنى والحجم هائل لكن هناك ثقافة واحدة وحملة واحدة لسوق من ستة عشر مليون سيارة.
صحيح أن مستويات الرواتب والأجور في اليابان لاتزال مرتفعة لكن فيما يتعلق بنوعية الإنتاج والالتزام بجدول المواعيد والبنية التحتية وأنظمة النقل وخبرتها في التصدير تبقى اليابان قوة يشهد لها.
يتفاجأ الأشخاص بسرعة التقدم الذي أحرزناه لأننا لم نحققه بإعلانات حادة أو تصريحات كبيرة، إنما أنجزنا عملنا بطريقة متأنية جدا ومنهجية ولكن من دون تقديم أي تنازلات، ونحن نتحرك بسرعة كبيرة أي أننا خفضنا الوقت بين لحظة التعرف إلى المشكلة ولحظة حلها.
قال عني أحد المديرين التنفيذيين في اليابان: لا شك في أنه ليس يابانيا لكنه ليس برازيليا ولا فرنسيا ولو كانت شخصيته متأثرة بقوة جنسيته لما وصل إلى هنا.
نيسان هي اختصار للكلمات اليابانية NIHON SANGYO التي تعني حرفيا الصناعة اليابانية.
أصيبت زوجتي بصدمة ثقافية حين وصلت إلى اليابان. فعلى سبيل المثال اكتشفت أن سعر البطيخة الواحدة خمسين دولارا بينما تستطيع شراء شاحنة من البطيخ في البرازيل بهذا المبلغ.
بعد ظهر الرابع عشر من حزيران عام 2002 كان فريق كرة القدم الياباني يلعب مباراة مهمة للتأهل إلى المرحلة نصف النهائية في كأس العالم، وكنت قد أعطيت التعليمات للسماح للموظفين الذين يرغبون في أن يشاهدوا المباريات خلال ساعات العمل. قبل نهاية المبارة بعشر دقائق سجل أحد اللاعبين هدفا وأهَّل فريقه. دخل مساعدي إلى مكتبي وقال لي إن موظفينا الذين كانوا متحلقين حول شاشة تلفزيون عملاقة في قاعة الاجتماعات في الطابق الخامس يرغبون في حضوري. وحين وصلت إلى قاعة الاجتماعات كانت الإثارة في أعلى درجاتها، انفجر ثلاثمائة موظف في نيسان بالتصفيق وانزلقت إلى الصف الأمامي لمشاهدة الدقائق الأخيرة من المباراة.

__________________

رد مع اقتباس