عرض مشاركة واحدة
  #16776  
قديم 02-09-2013, 08:33 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التحايل "الاخوانى"!!

ملوك الابتذال



وائل عبد الفتاح


نعم إننا أسرى ملوك الابتذال.
فى شاشات التليفزيون وعلى صفحات الفيسبوك.. هؤلاء خرجوا أسرابا وسلالات من محترفى الابتذال وعلى كل لون يحرقون كل ما حولنا من قدرة على امتلاك لحظة عقل واحدة. نعم هم يسممون، ليس حياتنا السياسية فقط، ولكن حياتنا كلها.. هناك من قرر السياسة، وجدهم فى كل مكان يحولون رحلاتنا إلى المستقبل فى ٢٥ يناير و٣٠ يوينو إلى كابوس، نعيش فيه فى علب نفايات وكوكتيل سوقية وانحطاط لا نظير له فى تاريخ البشرية، أو هكذا نعتقد ما دمنا فى الأسر وتحت الإقامة الجبرية لأسراب تربَّت فى عصور الانحطاط الطويلة وفى لحظة الارتباك بين المأسأة والحلم/ بين اليأس الكامل والأمل فى بناء المستقبل.
فى هذه اللحظة المرتبكة تخرج أسراب ملوك الابتذال بانحطاطها الكامل. ترى على الشاشات وجوها عائدة من قلب الانحطاط الذى عشناه أيام مبارك، ماكينات شتائم تطلق أوساخها على الجميع، تنتعش فى استعراضات بذاءة متعددة الأغراض، لا هدف منها إلا تصعيد صاحبها الذى كان يبحث قبل قليل عن مكان فى زمن الإخوان.
آخرون خبراء فى تغييب العقول، واللعب على انتظار جمهور المتفرجين لبطل منقذ، وليس لديهم من أدوات إلا حديث المؤامرات الذى لم يعد مسليا، ولا يفعل سوى تغييب القدرة على الفعل: كيف عثرتم على أوراق اجتماع المخابرات الدولية المجتمعة فى قبرص؟ ولماذا يضطرون إلى الاجتماع إذا كان من الممكن أن تتم الاتفاقات بوسائل أخرى؟ الاجتماع فكرة قديمة متوارثة من أيام مجموعة الـ١٩ عندما كان تشرشل مضطرا لتجميع أفضل عناصره فى شارع شريف بالقاهرة ليتفق على خطة ترتيب العالم العرب لكن الآن لماذا لم يعد لدى يا ملوك الابتذال فى أول ١٣ سنة من القرن الحادى والعشرين إلا نفس الخيال؟ وإذا صدقنا المؤامرة / بتفاصيلها المثيرة كلها/ وفى عرض واحد ماذا نفعل؟ ما الأغراض من الكشف عنها إلا حجز مساحة للظهور فى التليفزيون؟ ماذا لدينا أن نفعل غير انتظار من ينقذنا من المؤامرة؟
كل ما يقوله ملوك الابتذال لا يشير إلى تشغيل العقل/ ولكن إلى زغزغة الخوف من المؤامرة/ إلى التسارع للاحتماء تحت جناح السوبر مان المنقذ، ماذا لديكم غير حديث المؤامرات وإفرازات ماكينات الشتائم ووجوهكم التى استهلكتها كل الأنظمة.. نعم كل الأنظمة بما فى ذلك الإخوان؟ كل منكم قدم خدماته ليكون ماكينة شتائم للإخوان أو مفرزة مؤامرات تخدم بطولة غير مقنعة للمرسى البائس حتى فى نهايته، لأن أحدا لم يعد يتذكره، وملوك الابتذال من مؤيديه على صفحات الفيسبوك وحسابات التويتر لديهم ابتذالهم الذى لا يلتفت إلى مصير ذلك البائس/التعس/الذى لم يمنح شيئا خاصا به يمكن أن يلهم أحدا فى هذه اللحظات الميلودرامية.
ملوك الابتذال من الإخوان ومن يسير على دربهم انتقلوا من مرحلة «سنسحقكم» إلى مرحلة «الصعبانيات» التى تثير بابتذالها كل منطق للتفكير. يتصورون أنهم بتغيير مواقعهم ستنسى جرائمهم/ ولا يدركون أن أكبر جريمة فى تاريخنا المعاصر، وهى احتلال فلسطين قامت على «صعبانية» محرقة اليهود فى أفران هتلر. المحرقة لا تنفى جريمة احتلال فلسطين وتشريد شعبها وإقامة دولة استيطانية عنصرية.. كما أن المذبحة فى «رابعة» لا تنفى جرائم الإخوان وحلفهم الإرهابى/ القاتل من الاتحادية الأولى وحتى رابعة نفسها التى كانت «مستوطنة مسلحة» ولا يمكن أن أصدق خطاب المظلومية و«الصعبانيات» غير مصحوب باعتراف/ واعتذار عن الانحطاط المتواصل من مارس ٢٠١١ ولم ينته حتى الآن.
ملوك الابتذال يروجون خطاب الصعبانيات والمسكنة بعد التمكين والجبروت أيام المرسى بدون فاصل/ وباستغلال مدهش لضحايا مذبحة رابعة الذين كان الإخوان قادتهم/ وحتى عضويتهم المغيبة شركاء فيها، الحياة والمستقبل فى مكان آخر..
فى مكان يمكن فيه أن نحاسب كل من شارك فى جريمة الانحطاط التى أوصلتنا إلى تقبل قتل الآلاف بمشاعر باردة وإدانة كل من توجعه المذبحة، وأوصلتنا إلى قبول ابتزاز المجرمين والقتلة وأمراء حرب الكراهية فقط، لأنهم هزموا فى المعركة، وإذا كنا نكفر عن سكوتنا لملوك الابتذال ليس فقط الآن/ ولكن عبر ٣٠ سنة/ فإننى أطرح من جديد ماذا بعد؟
ماذا لديكم لنبنى عليه المستقبل؟ ماذا لديكم غير الابتذال؟
هل ما زال لدينا مساحة للعقل نمر بها من أنفاقكم السوداء؟
__________________

رد مع اقتباس