[مروتي 31]

السلام عليكم انتم الأحياء و رحمة الله عليكم يا من سكنتم القبور .
************************* ****************
أمي الغالية ,

اليوم اكتب لك لأقول ما عدت أقوى على الفراق , ماعدت استطيع مواصلة تمثيلية الحياة , ما عدت استطيع أن أكون مثل ما أردتني دوما أن أكون .

منذ رحيلك هجرت العصافير المكان , و أضحى البيت الكبير وكرا للأحزان , ندخل كلنا إليه فلا نجك بالمكان المعتاد , تدمع عيوننا و تتلفظ ألسنتنا ان رحمك الله و اسكنك فسيح الجنان.

هل علمت بما حل بأبي بعدك , ما عاد يقوى على الكلام , اصيب بالمرض و الوهن بعد ان فقد أعز الخلان , و أصبح اليوم أشلاء انسان يخاطبنا بالإشارة لا بالكلام .

أمي الغالية , هل تذكرين تلك القبلة الصباحية التي كنت اطبعها على خدك كل صباح قبل الخروج , هناك من يعطيها لي أنا اليوم , في عجالة فأشعر بك بداخلي .
أمي اليوم بعد أن عشت ما كنت تعيشينه من خلالي و ما عانيته في سنين مراهقتي أدرك كم كنت أنا فتاة قاسية , و كم كنت أنت الأم المثالية .

سامحيني يا أمي , و لتغفري لي تطاولي ذات يوم بالكلام حين قلت انك لا تفقهين لأمور الحياة , فها هي حفيدتك اليوم تتفوه لي بنفس الكلام و تقول أني عدت من أناس عفى عنهم الزمان .

امي كلامك كان درر و اقوالك حكم , و انا كنت الطفلة الجاهلة المتعنثة التي لم تكن بالحنان تبالي , فياليتك تعودين و تغطينني بشالك الحريري قد تعود معك الأزهار بالسطح حينها و ترجع العصافير للتغريد كل صباح و قد يتكلم أبي من جديد و نضحك كلنا ساعتها مثل الأيام الخوالي .


رحمك الله و اسكنك فسيح جنانه يا امي الغالية .