مرسي وقنديل "مكس كل حاجة والعكس"
تقرير: محمد ثروت الأحد , 30 ديسمبر 2012 14:20
عندما أعلنت حكومة الدكتور هشام قنديل عن قرض صندوق النقد الدولي بقيمة 4.8 مليار دولار منذ شهور، أصرّت على أن القرض بدون شروط تتعلق بالضرائب أو رفع الدعم عن بعض السلع الأساسية التي يمكن أن تمسّ المواطن العادي.
مرت الأيام، وكانت صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية أول وسيلة إعلام غربية تكشف أن القرض له شروط، وأن تلك الشروط تتضمن رفع الدعم الحكومي عن الوقود ومصادر الطاقة، وكالعادة رفعت حكومة قنديل شعار "النفي هو الحل"، وظلت تنفي مرارا وتكرارا تلك التقارير الغربية.
خلال الفترة التي أعقبت الإعلان عن القرض الدولي، خرجت الحكومة بمشروع لرفع الدعم عن البنزين، وبدأت بالفعل في تطبيق هذا القرار على بنزين 95، وأعلنت أيضا عن مشروع "كوبونات" البنزين وهي وسيلة "غير مباشرة" لرفع أسعار البنزين، لأن تلك الكوبونات ستمنح صاحب المركبة الدعم على 6 لترات يوميا، وفي حالة زيادة الاستهلاك عن هذا المعدل يضطر المواطن إلى دفع ثمن البنزين بـ"السعر الحر"..
في تلك الفترة أيضا، شهدت أسعار الكهرباء ارتفاعا نسبيا، وهو ما شعر به المواطن العادي، كما أشارت الحكومة إلى احتمال رفع أسعار الغاز المنزلي.
حانت لحظة توقيع الدفعة الأولى من القرض والتي تبلغ مليار دولار، قبل التوقيع بساعات صدر قرار من مجلس الوزراء بتوقيع من الرئيس محمد مرسي بزيادة الضرائب على ما يقرب من 50 سلعة، كان الموقف السياسي مشتعلا بفعل تبعات الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي، بعد ساعات قليلة وللمرة الأولى في التاريخ يصدر قرار في الثانية والنصف فجرا من الرئاسة بتعليق تنفيذ القرار انتظارا لـ"حوار مجتمعي".
توقفت إجراءات القرض، بعد تعليق قرار زيادة الضرائب، وأشارت الصحف الأجنبية مرة أخرى ومن بينها "الوول ستريت جورنال" الأمريكية، إلى أن توقف القرض جاء بعد تعليق قرار زيادة الضرائب، وأكدت تلك الصحف أن مرسي لن يقوم بتمرير تلك الزيادة إلى بعد التصويت على الدستور وانتخابات مجلس النواب، الشعب سابقا، حتى لا تتأثر شعبية الإخوان المسلمين وحصتهم في البرلمان.
منذ ساعات، وقف مرسي أمام نواب مجلس الشورى مؤكدا على قوة الاقتصاد وأن مصر لن تفلس، وأن السياحة تعود بقوة من جديد، بعدها بأقل من ساعتين، صدر بيان من البنك المركزي يؤكد أن الوضع الاقتصادي حرج وأن الاحتياطي النقدي وصل إلى مستوى حرج، واليوم خرج رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل ليؤكد على صعوبة الموقف الاقتصادي وتراجع السياحة، مشددا على أن "الاقتراض هو الحل"، وكالعادة ذيّل كلامه بأن المواطن العادي لن يتأثر إطلاقا بالإجراءات الاقتصادية التي ستتخذها الحكومة.
هكذا خرجت تصريحات مرسي ومن بعده قنديل.. الرئيس يتحدث في واد ورئيس وزرائه يتحدث في واد آخر رغم أنهما يتحدثان عن وطن واحد...
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية
الوفد - مرسي وقنديل "مكس كل حاجة والعكس"