
18-09-2012, 03:53 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
كأننا فى فيلم خيال علمى!
وائل عبد الفتاح
لم أجد غير أسئلة طرحتُها منذ عدة أشهر وما زالت بلا إجابات. لم أجد غيرها وأنا أتابع كوميديا الدستور.. وكوميديا الحوارات السياسية، كأننا فى فيلم خيال علمى عن الخارجين من الكهوف.. يريدون إعادة ترتيب الحياة عند اللحظة التى يرونها ذهبية ولامعة. إنهم يريدون فرض عالمهم الافتراضى. وهذا ماجعلنى أسأل منذ عدة أشهر: لماذا يتصرف الإسلاميون كأنهم غزاة احتلوا مدينة؟ هم ليسوا غزاة، ونحن لسنا أسرى بعد غزوتهم مدينتنا، لكنهم يتصرفون بهذا الإحساس. أتحدث عن القطاع الذى يفور على السطح، وقطاعات أخرى مصابة بهستيريا المنتصر. لم يستبدل التيار الإسلامى بنفسية الضحية نفسية أخرى بعد، وهذا ما يجعلهم يتصرفون بهذه النفسية التى أفزعت قطاعات فى المجتمع أو قُصد بها إحداث فزع لم يواجهه عقلاء التيار بما يرسى دعائم دولة حديثة، تقوم على سيادة القانون وتُبنَى جمهوريتها الجديدة على المواطنة لا أكثر. الجمهورية القادمة جمهورية السكان أو المواطنين أو المجتمع، لا جمهورية أبطال ولا مبعوثى العناية الإلهية، هذه حقيقة إذا فهمها التيار الإسلامى بمتشدديه وعقلائه سريعا سيوفرون على مصر جولة عنيفة ومؤلمة هذه المرة، ولن يستفيد منها سوى العسكر. هكذا فإن فورة المتطرفين التى أعقبت فوز المرسى باعتبارها بشارة اكتمال الغزوة لم تكن صدفة، ولكنها كانت حيلة نفسية وسياسية تعوض وصول الإسلاميين إلى الحكم بغير أدواتهم ولا قوتهم وحدهم. الثورة حرّكها أو فجّرها شباب خارج التصنيفات السياسية، هم وقودها وقوتها ووعيها الخارج على التدجين، وهذا ما يريد الإخوان تعويضه، وما تكشفه تصريحات مهدى عاكف المشهور عنه عدم القدرة على إخفاء ما يدور فى داخله، عندما هاجم فكرة «شباب الثورة».
هذه الفكرة محورية فى أداء الإخوان الذين اضطروا فى جولة الإعادة وحرب إسقاط الشفيق إلى فتح قنوات الاتصال من جديد مع الثورة وشعاراتها.
القنوات أغلقت من قبل حين اعتبر الإخوان أن وصولهم إلى برلمان انتصار لقبيلتهم ونهاية سعيدة للثورة.
الصدام وقتها لم يكن شرخًا فى الوعى أو شعورًا بالخيبة من الإخوان، لكنه كان خبرة فاصلة، تشير إلى الوعى المغلق للإخوان وتصرفهم بشكل غريزى، على أنهم «قبيلة» مغلقة على أهلها، وليس حزبا كبيرا يمكنه أن يتولى قيادة البلاد فى مرحلة ما بعد إزاحة الديكتاتور.
«قبيلة» الإخوان مرتبكة الآن بين وعودها بأن لا تحكم وحدها بعد وصول المرسى بدعم الثورة وشعارات «قوتنا فى وحدتنا»، وبين رغبتها فى الحفاظ على التنظيم ووحدته بمنح جمهوره مشاعر أنهم يحكمون وحدهم.
جمهور الإخوان أغلبه سلفى والجماعات السلفية فراملها لا تقف عند حدود ما تعلّمه الإخوان وعرفوه جيدا، من أن ما يسمى بإعادة دولة الخلافة مجرد شاحن معنوى للحشد.
السلف ما زالوا يتعاملون بقوة الشاحن، لأن وجودهم السياسى لم يُختبر قبل الثورة، وليس لهم خبرة فى مجال السياسة وقادتهم أو مشايخهم عاشوا فترات فى توافق مع جهاز أمن الدولة وخصام مع الإخوان، لأنهم كانوا يرون الدولة «كافرة» أو «عاصية»، بينما الإخوان «مبتدعون»، ويمكنهم التعامل مع الأولى، لكن الثانية خطر على الإيمان.
وإلى وقت قريب لم يكن السلفى يصلى فى مسجد الإخوانى والعكس صحيح، إلى أن اقترب «النصر الانتخابى» الذى لم يكن التيار كله (إخوان وسلفيين) جاهزا له، واعتبره أمراء السلف «غزوة صناديق»، بينما انكشف خواء هذه التنظيمات، وعلى رأسها الإخوان من كوادر سياسية. المشايخ أو الدعاة ليسوا سياسيين، وهذا ما تم اكتشافه عبر كوارث سياسية وشخصية فى البرلمان، لكن هذه التنظيمات لم تعترف به بعد، وما زالوا يعيشون فى عالم افتراضى من صنعهم وحدهم يتخيلون فيه مجتمعا آخر، ودولة أخرى. هذا هو تفسير الشعور بأنهم غزاة.
وهى مشاعر إذا لم يتم استيعابها من قادة هذا التيار فإنها ستؤدى إلى كوارث، ليس أقلها تحويل أصحاب اللحى إلى «بُعبع» المدينة.
هذا التحول يزيد من غربة التنظيمات ويعيدها إلى مرحلة التكفير والهجرة، رغم انتصارها فى الانتخابات. وهذا التحول سيزيد من سطوة العالم الافتراضى ومطالبة المجتمع بالاعتذار عن حياته الحقيقية.
وأخيرًا فإن هذا سيقود قطاعات ليست قليلة إلى إعادة انتظار «العسكرى».
لستم غزاة. ولن يقبل المجتمع الذى ثار على الديكتاتور أن يعود إلى حالة قمع الشوارع.
الشوارع هى المجال العام الذى يحترم الجميع قوانينه.. والحريات الشخصية لا تسمح لأحد بالاقتحام أو فرض كتالوج حياته على أى أحد.
الثورة حررت الشوارع، وهى ثورة لم تكن من إلهام الإسلاميين الذين أمامهم فرصة الاندماج فى الحياة السياسية، لا فى التعامل على أنهم فى غزوة.
وانظر حولك ستجد مشاعر الناس متجمدة عند إحساس الصدمة، متى نستيقظ من الفيلم؟
__________________
|