
04-08-2012, 01:01 AM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
خولى
مالك مصطفى
إعادة تعريف لازمة 2:
الثورة ليست لحظة وتمر.. الثورة لم تنتهِ بعد.
لم تنفضّ ثورتنا من أجل أن نبدأ التفتيش عن المكاسب، وماذا أضافت الثورة إلى حياتنا؟ وهل المكاسب والتغييرات والإضافات كاملة أم لا؟
لم نصل إلى نهاية الطريق، لكى ننظر خلفنا إلى كل المصائب-المصاعب، وناظرين إلى ما بين أيدينا إن كان يستحق ما قدمنا أو لا.
«ما قُتلت ثورة عن صبر، لكن دائمًا ما وأدها التعجل».
الطريق ملىء بغابات من البوص، تعوق حركتك، ملىء بالجراح، إن لم يكن منه هو، فمن الحشرات اللاسعة التى تتخذه بيوتا.
سنصاب بملاريا، سيضربنا الطاعون، ويمكن أن لا يرى آخرنا مكسبا واحدا من مكاسب الثورة، لكن هل تحتاج إلى أن ترى «نجاح الثورة» لكى تؤمن به؟
سيخرج من بيننا، عبيد كثر، يشتهون أحلامنا، ويراودون آمالنا عن نفسها، سيتملك علينا العبيد الجدد، ويزايدون على أسعارنا فى كل مكان.
عبيدنا الجدد، ما هم إلا امتداد لخط طويل من عبيد منزل قدامى، سموا بالـ«خَوْلىّ»، وهو الاسم الأكثر شهرة لذلك العمل.
خَوْلىّ
جمع خَوَل: 1- رئيس العُمَّال فى المزرعة والمسؤول عنهم «خوْلىّ يشرف على جَمع القطن». 2- حسن القيام على المال أو الماشية، والقائم عليه الذى يدبّره. 3- رئيس المساحة وتقسيم الأراضى ومتولِّيها.
فى الوسيَّات والعزب، كان دائما ما يوجد الـ«خَوْلىّ»، وهو فرد من الفلاحين، يقوم بسبب خبرته، وانتمائه إلى صاحب الأرض، بالإشراف على الفلاحين، وجودة إنتاجهم، ويقوم بتأديبهم وتحسين عملهم، من أجل ازدهار عمل «السيد-الباشا-البِك» الذى غالبا ما يكون من أصول تركية وشركسية.. إلخ.
دائما ما يكون تعامل الفلاحين مع الخَوْلىّ تعبيرا عن عقدة «الكره-والحب» «الرهبة،-القرب»، فهم يخشونه، ويحاولون استمالته، ويكون هو دائما من ينعم على أحدهم بالقرب، أو يصبّ لعنته على آخر بالبعد.
الخَوْلىّ دائما هو المسؤول عن إخماد الفلاحين، وإبعاد الثمرات الفاسدة، من وسط بركة إحباطهم الراكدة، لكى لا تعكر صفو اكتئابها.
الخَوْلىّ دائما كان صوت الرب حينما يريد، وصوت الباشا، حتى صوت الغازية، استطاع أن يكونه للفلاحين.
الخَوْلىّ كان ولاؤه دائما للسيد، وللسيد فقط، ويستطيع أن يقدم أى فلاح من بنى جلدته على مائدة «الباشا» مشويا ومتبلا.
كل جيل من أجيال الخَوْلىّ، كان هناك تطور مهم يحدث لهم، يمكن أن يكون أسرع بمراحل، من التطورات الحادثة للمجتمع المحيط بهم.
كنا نرى أن كل جيل يكتسب المزيد من العلم، والسلطة، والنفوذ.
كنا نرى حرص كل جيل على إرسال أبنائه للتعليم خارج القرية، ونحن نتوقف مندهشين، قائلين الجملة الشهيرة «هى فى حاجة غير الأرض حتنفع الواحد».
كنا نراهم، أول من يدخلون مطاحن القمح والذرة، وأول من ينشئون أفران طوب، وأول من يحصلون على الابتدائية، ومن بعدها الجنسية.
ذُرّيات الخَوْلىّ الآن، أصبحت تحكمنا، وهم نفسهم من يتفاوضون مع الحاكم، وهم من يعارضونه، وهم من يؤيدونه.
تلك الذريات لم ترتدِ فقط زيا عسكريا، أو شرطيا، بل ارتدت عمة الخَوْلىّ، وقناعه، اللذين يمكّنانه من التواؤم دائما مع أى منصب أو مكان.
هم منا، أفراد بيننا، سواء تسمعون صراخهم على الشاشات، والأثير، أو على المقاهى وفى المكاتب.
هم من رفضوا جنسهم، ليحاولوا الوصول إلى التمسح بمقدمة حذاء السيد، ومن وصل منهم إلى التمسح فقد نال خيرا كثيرا.
هم دائما من يخرجوننا عن طريقنا، ومن يستطيعون أن يحولوا كل الأعين عن المعاول التى تهدم قصر السيد، إلى عقد علاقة عمل، أو انتخابات الفلاح المثالى، أو حتى بنود علاقة الفلاح المثالى المطيع بربه، ما له وما عليه.
دائما ما يوقفونك فى منتصف الطريق يسألونك ويتشاجرون معك عن «ماذا بعد إسقاط النظام؟ حنعمل إيه؟ البرادعى فين؟ دستور ولّا رئاسة؟ تحرير ولا منصة؟ إلخ».
دائما ما يضعونك بين فكَّى الكماشة، إخوانا كانوا أو فلولا أو عسكرا، صارخين عليك أن تختار، لا بد أن تختار، لا بد من الاختيار، ويُنسونك أنك فى الأصل، رافض للاختيار.
رفضوا أن يحرروا أغلال أقدامنا، دون أن يستبدلوا بها أغلال الخَوْلىّ، بعصاه، وكرشه المتضخم. نحاول الآن أن نمضى فى الطريق، أن نواصل من أجل أن نزرع نفس الأرض، لكن لنا، لا للسيد القديم أو الجديد.
إن اخترنا أن نمضى فى الطريق، لا بد أن لا نتوقف، لا بد أن نحافظ على إيماننا بثورتنا، لا بد أن نتعامل مع التشكيك بأكبر قدر من الاحتواء، لا ترفض شكك، ولا تحاول أن تقمع تمردك على ثورتك، لأن نفس ذلك التمرد هو ما جعل الثورة تبدأ، فقط حاول أن تحتوى كل الشكوك، حاول أن تعقل تمردك، فقط دعنا نطمئن بعضنا ببعض.
نحن ما زلنا هنا.
__________________
|