
04-08-2012, 12:57 AM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
قميص الهويات القاتلة
وائل عبد الفتاح
قميص..؟
نعم قميص وربما أكثر تفاهة من غلطة المكوجى التقليدية.
هذه الغلطة كانت ضمن الأكليشيهات المعتادة فى كوميديا أفلام الأبيض والأسود.. كيف تحولت الكوميديا إلى تراجيديا؟
لماذا فكرنا فى ديانة القتيل والقاتل.. قبل القانون؟ كيف اختلف قميص المسلم عن قميص غيره؟ وماذا فى المكواة من تعاليم المسيح؟
القتيل لم يكن شريكًا.. ولا مساهمًا فى حرب القميص، لكنه وكما كل صامت عن الخطر ما دام بعيدًا عنه.. هو ضحية الصمت على حرب الهويات.. كيف تطورت المعركة من العائلة إلى الدين؟ وكيفت تحولت المشادة العادية إلى تبدل قصف بقنابل مولوتوف سقطت إحداها على معاذ ليصبح ضحية ما لم يشارك فيه؟
هى الهويات القاتلة.
وفى سنوات الاستبداد الطويلة لم يكن من الممكن مواجهة السلطة، ولم يكن المتاح سوى الحشد مع قطيع مظلومين.
ولأن الأسهل هو تكون القطيع حسب الدين، فقد نما الوعى بأنك مظلوم لأنك تتعرض لحرب على دينك.
هنا لن تواجه مشكلتك لأنك لن تستطيع، لكن ستواجه أعداء الدين وهؤلاء لا يمكن تحديدهم، لأن الإيمان بالقلب، وستنضم إلى قطيع المحاربين، دفاعًا عن الدين.
وبدلا من مواجهة الظالم كانت الحرب مَن هو المظلوم أكثر.
ورغم أنه لا يوجد تكوين سياسى طائفى أو تاريخ لوعى بالطائفة، فإنها أصبحت أهم، وأقوى، والتعامل بمنطق الجماعات الصغيرة هو السائد؟
الاستبداد فى مصر يوحد الأديان، ينشر اليأس ويزيد أعداد المستضعفين فى البلاد.. وهذا سر النزعة العنيفة باتجاه الطائفة أو العائلة أو كل جماعة صغيرة.
الدين هنا ليس أكثر من لافتة تتجمع عندها عصبية، تتوهم حربًا دينية، لتغطى عجزها عن الحرب الأساسية ضد الاستبداد والفساد. الكنيسة فى مصر ليست عدوة المسلمين.. أصبحت مع طول الاستخدام السياسى، مؤسسة سياسية تلعب بالسياسة لتحقيق سلطة أوسع على المسيحيين.. سلطة سياسية ومالية، وتلعب بها السلطة الكبيرة لتسيطر على المسيحيين.
لعبة مزدوجة تجعل البابا، (أبًا روحيًّا) وأمير طائفة تتفاوض باسم «شعب»، فى دولة تعيش بعقلين. أحدهما يخص قرونًا وسطى إسلامية، تنزع إليها عواطف الحكام ورجال الدين، يبحثون فيها عن متعة الحكم المتعالى عن المحاسبة. متعة يريدها المغرمون بمزاج القرون الوسطى، دون صداع الفتنة الطائفية، يريدون إذعانا وتواطؤا، لا صراعا يكشف المتعة السرية.
الكنيسة تفهم وتلتقط إشارة الرغبات، وتتأهب دائما للعب الواضح، وهى لا تخوض حربًا ضد الإسلام، لكنها تخوض حربًا بالمسيحيين لصالح موقعها فى السلطة.
الإسلام ليس فى خطر، «الإسلاموفوبيا»، لها قرينها الذى يحول المسلمين إلى الخوف المفرط على موقعهم الاجتماعى، رغم أنهم مثل المسيحيين يشعرون بالضعف فى مواجهة سلطة غاشمة، جبروتها مفرط، وبدلا من البحث عن الخصم الحقيقى، من السهل تصنيع عدو، وبدلا من الصراع حول وضع قواعد ديمقراطية تضمن الاحترام للجميع، يبحث المصرى عن ميزة، أو ريشة توضع على رأسه ليهرب من مصير الضحايا.
مناخ يعلى الطائفة ويغوى كل من يجد فى نفسه ميول زعامة سهلة. زعامة طائفة.. أكثر سهولة من زعامة سياسية تتصادم مع السلطة.. وهذا ربما أول الخيط إذا أردنا معرفة كيف تحول حرق القميص من طرفة إلى مأتم؟
__________________
|