عرض مشاركة واحدة
  #2804  
قديم 26-07-2012, 12:01 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

كيف تقاوم أزيز رمضان؟


وائل عبد الفتاح

هل تعرف فؤاد حداد؟
إنه أحد حراس البهجة. أتذكره الآن لأرى ما وصلت إليه صناعة البهجة التى لا تجعلنا نرى إلا المليارات التى أُنفقت عليها.. والنجوم اللامعة التى تتطاير أخبار عقودهم الضخمة… والمشكلة أنه بلا بهجة.
مَن يدير هذه الماكينة الكبيرة فى رمضان لكى لا تنتج سوى شىء يشبه أزيز الكائنات الفضائية التى لا نراها… أزيز مثير لكنه يحجز فى الذاكرة مساحات لانتظار المرعب والمخيف.
أزيز لا أكثر.
غلظة تستعرض نفسها.
وجهل فخور بنفسه.
ماكينة تدور ليستمر أصحابها فى حسابات الثروة الوهمية.. ثروة على الورق.. وأموال بلا أصول.. والأزيز يعلو صوته… والنجوم تتلألأ بعد أن أطفأت كل طاقتها المشعة لكى تشبه السوق وكتالوجه.
بارونات الماكينة الرمضانية يشبهون أصحاب صالات القمار، يكوّنون ثروات من إدمان أزيز رمضان، لا يتعلق هذا الأزيز بمنتجات التليفزيون من دراما وبرامج وسخافات فقط، ولكن من أفكار وتصورات واستعراضات بالتدين أيضا، فلا تفهم مثلا لماذا يعلو صوت الميكروفون فى المساجد؟ هل سيختلف هذا فى حساب العبادات بين الشخص وربه؟
كما لا تفهم مثلا هل يخطف الشخص متعة زائدة عندما يعلّى زر الصوت إلى طاقته القصوى بأغنية أو ما شابه ذلك؟!
أزيز.. تبدو معه ماكينة الاستهلاك فى أقصى طاقتها.. ماكينة تبتلع كل شىء وتخرج أزيزها الجذاب.
وما علاقة فؤاد حداد؟
ولماذا تذكرت بهجته فى ظل كل هذا الأزيز.
لا بد هنا من توضيح، أنا لست من عشاق الزمن الجميل أو أتصور أن الجمال فى ماضٍ مرّ ولا أترك الحنين يقودنى إلى السقوط فى غرام الزمن القديم.
لكننى أقاوم فكرة الأزيز والبزنس المقام حوله. لصالح بهجة هى فى مكان آخر، فى منطقة مشاعر عصية على الابتذال.
فؤاد حداد.. سار عكس كل تيارات حياته.
هو ابن البكوات اللبنانى من عائلة مارونية… غنّى للفقراء وتخصّص فى الثقافة الشعبية ولمس سماوات الصوفية.
«..الرِّجل تدب مَطَرح ما تحب.. وأنا صنعتى مسحراتى… فى البلد جوال».
فؤاد حداد ليس كل ما عُرف عنه حتى الآن. يبدو سهلًا، يمكن اقتناص أفكار وصور وشعارات من أشعاره، لكنه خادع. هو مقيم فى مسارب أخرى مثل رموز الصوفية الذين كلما اقتربت منهم وتخيلت أنك امتلكتهم، يهربون بأرواحهم إلى مغارات العزلة والسفر البعيد جدا. يعيش بتفسيرات المريدين. كل منهم يصنع له مقامًا فى قلبه. يكشف للآخرين عن سرٍّ من أسراره. لكنه مستقر على أريكته القديمة لا ينتظر شيئًا. ويعتب على مستخدميه فى النشرات السياسية بأنهم لا يعرفون قدره. إنّه أوّل شاعر تحولت معه العامية المصرية إلى كتابة القصيدة بموديلها الحديث، بعد أن كان بيرم التونسى قد وصل بموديل الزجل إلى أقصى إمكاناته. والمفارقة أن أكبر شاعرين بالعامية المصرية هما: لبنانى وتونسى، لكنها واحدة من المفارقات العديدة فى مسيرة فؤاد حداد. هو المسيحى الذى كتب أحلى أبيات فى مديح القرآن الكريم. والبرجوازى الذى اختار أن يتزوج الفقراء ويصادقهم ويكتب عنهم. والمثقف المغرم بالشاعر الفرنسى أراجون، والمفتون بالفصحى ويختار لغة الشعب طريقة فى اختراع الجسور مع ثقافة شعبية عاشت سنوات فى أَسْر الاستهلاك السريع. عائلته من العائلات المركبة المنتشرة فى مصر العشرينيات. أدركت عائلته أن التعليم الجيد سلم اجتماعى، هكذا صعد والد فؤاد حداد حتى أصبح مدرّسًا للرياضة المالية فى جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة فى ما بعد). يحصل على البكوية والعضوية رقم واحد فى نقابة التجاريين. رحلة صعود من برجوازية عادية إلى حوافٍّ أرستقراطية، حوّلتها الأم بأصولها الشامية إلى قواعد صارمة للحياة، وحافظت عليها فى دعوات الطعام العائلية. ومن خلال نظرة إلى الحياة لم تتغير مع ذبول الأرستقراطية القديمة، ومرور الزمن.… وما زال عندى حكايات عن فؤاد حداد أقاوم بها أزيز رمضان.
__________________

رد مع اقتباس