عرض مشاركة واحدة
  #2604  
قديم 01-07-2012, 09:45 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

لدى الرئيس هامش يتحرك فيه


وائل عبد الفتاح


لم تقم الثورة من أجل قائد جديد، ولكن من أجل فرد جديد. وهذه هى طفولة الثورة التى لا تتحملها قطاعات كثيرة بعضها شارك فى الثورة.
الثورة تغير موقع الفرد فى المجتمع لا تبحث عن بطل يصنع المعجزات.
وهذه دلالة وصول المرسى إلى مقعد الرئيس.
تغيرت الدراما السياسية وخرجت من حالة الجمود إلى حالة الإثارة والدهشة.
المرسى هنا يخرج من دوره الذى عاش فيه قيادة إخوانية، يستطيع الحشد، ويتحمل معاناة السجن والتهديد، ويعيش فى هامش التوافق بين السلطة والجماعة.
المرسى خرج إلى دراما جديدة عليه تماما.
مع دخوله هذا العالم تغيرت تفاصيل فى المشهد.
المرسى ليس البطل المنتظر.
ولا قائد الثورة.. كما تسرع المراهقون فى السياسة.. وحركتهم العاطفة ليلة القسم الرمزى فى الميدان.
إنه الشخص العادى عندما يدخل ماكينة الدولة، فتحاول ابتلاعه ويربكها بعفويته وبجدول ارتباطاته القديمة.
المشهد المؤثر هو محاولة إفلاته من المساحة المرسومة له على المسرح.. يفلت لكنه فى حدود المساحة بين طابور الحراس.. يفلت ليفتح الجاكتة ليثبت أنه دون القميص الواقى من الرصاص. يفعل هذا بعفوية وينسى أنه يقول ذلك ذلك وأمامه دروع بشرية من النوع الضخم.
يريد المرسى أن يفلت، لكنه مضبوط على إيقاع العلاقة بين نظامى الدولة والجماعة.. على إيقاع لا يصنع قائدا أو زعيما بالمعنى الذى أفرزته وابتذلته مرحلة التحرر الوطنى من الاستعمار.
المرسى ليس زعيما، لكنه قد يسهم فى أن يبنى أساسا جديدا، لعلاقة الفرد بالسلطة.. وهذه هى المساحة التى قد لا يلتفت إليها المرعوبون من وصول إخوانى إلى الرئاسة أو ما تردده هستيريا الفلول من «أخونة» الدولة.
المرسى تبتلعه ماكينة الدولة بالتدريج، وهو لا يواجهها أو يتصادم معها، لكنه يستخدم أسلوب المقاومة الشعبية للسلطة فى مصر: التحايل، هكذا فإنه لا يرفض قرارات الإعلان الدستورى، لكنه يقيم استعراضا عاطفيا فى الميدان ليمرر القسم أمام المحكمة الدستورية.
إلى أين يمكن أن يقود خطاب التحايل؟
غالبا ستكسر السطح المتحجر للصورة القديمة، لكنها ستدفع المرسى إلى موقع فى الدراما قد يجعله محاصرا فى القصر بوعوده العاطفية.
الرئيس أعاد الشعبوية إلى الرئاسة وهى مهمة ثقيلة أو تورط أصعب من أن يتحمله لأنه يحتاج إلى جهاز دولة يتقن هذه الشعبوية، وهو ما يحدث فى دولة استبدادية مثل إيران أو فنزويلا.. أو ليبيا.
شعبوية الرئيس لطيفة وتحرك العواطف التى ظلت جامدة راكدة ملولة طوال ٣٠ سنة.
لكنها خطر على الرئيس نفسه.
ماذا سيفعل خريج تنظيم السمع والطاعة، الذى يبدو للوهلة الأولى أقرب إلى «الهليهلى»؟
هل يمزَّق بين الدولة أو الجماعة؟
أم يكسر بطابعه «الهليهلى» طبيعة الأبوة الحاكمة للفرد دون أن يقصد؟
أم أنه سيظل باللعب بمبدأ «أضرب ولاقى» على إرباك دولة عجوز لم تعد تملك هامش مناورة كبيرا؟!
دولة تملك طقوس الدولة، لكن حكامها أفرغوها من معناها عبر جولات استبداد وهزيمة وسنوات انحطاط امتصت فيها الطفيليات نضارتها!
خروج المرسى عن النص مؤثر فعلا.. من اهتمامه بتفاصيل لم تكن عين الدولة تلتقطها (حكاية تأجيل امتحانات الطلاب) وقدرته على الاعتذار (كما حدث مع الفنانين وأهل الإبداع) وإمكانية تعديل بلغة خطاباته (عندما وجد عشيرتى خارج المنطق.. غيرها بتعبيرات الأحباء)..
المرسى رئيس عنده قلب.. كما لم يكن فى مصر طوال ٣٠ سنة وهذه ميزة قد تسهم فى تحرير الفرد من سلطة دمرت الروح ببرودها وحكمتها القاتلة. وقد تصنع للرئيس موقعا بجوار عصام شرف فى مرمى السهام المتحفزة لكل من يتصور أن السياسة مجرد إنشاء وبلاغة
__________________

رد مع اقتباس