عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 01-07-2012, 05:04 PM
الصورة الرمزية AbOnOrA
AbOnOrA AbOnOrA غير متواجد حالياً
Aِِbo(Nora&Islam&Judy)
Wael Magdy Salah
من انا؟: ابو نورا واسلام
التخصص العملى: IT Consultant
هواياتي: Computers, Automotives
 
تاريخ التسجيل: May 2008
الموقع: ام الدنيا مصر
المشاركات: 17,066
AbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond repute
افتراضي رد: عسكر متأمرون

ضييق الخيارات على النظم السلطوية


وقفة تأمل

يعتقد الكثيرون أن ما شهدته المنطقة وتشهده من تغييرات واحتجاجات واسعة النطاق يمكنها أن تكون نهاية لحقبة من التسلط الغربي والتأثير الخارجي في مصائر وخيارات المجتمعات العربية بالدرجة الأولى, فهذه التبعية التي قايضتها النظم العربية مع الخارج مقابل الدعم الكامل والتأييد والمساعدات والدمج بالمجتمع الدولي وغيرها من المغريات, يعتقد أو فلنقل يأمل الكثيرون أن نهايتها ستكون عبر تضييق الخيارات المتاحة للنظم القائمة والتي ستدفعها بالضرورة إلى التغيير أو الخروج من الحلبة وهي ما تقوم به هذه الاحتجاجات.
بعيدا عن الجدال في مثل هذا الاعتقاد إلا أن عنصر الأمل فيه يبدو مغريا خصوصا عند اعادة شريط ذكريات التبعية السياسية لبلدان العالم العربي, فبالكاد استطاع العرب الخروج من التسلط العثماني حتى وقعوا في استعمار لم يبن الكثير على صعيد السياسة والاقتصاد, وهو ما عانته الفترة الليبرالية في دولة الاستقلال العربية التي لم تستطع بناء دول جرداء من اي مقومات تعاني تهالكا اثنيا وطائفيا.
فكان أن شهد منتصف القرن الماضي قيام الجمهوريات العربية التي أتت معظمها بالانقلابات, فبدأت مرحلة من التسلطية الجديدة التي لم تشهدها المرحلة السابقة, وهي بطبيعة الحال نتاج الانفراد بالسلطة وهذه عموما من صفات النظم السلطوية في التاريخ السياسي, وبعيدا عن جدل أنها سلطوية بدعوة من الشعب والمجتمع أو أنها سلطوية عبر النار والحديد إلا أن المحصلة النهائية كانت أنها حقبة ولادة السلطوية في شكلها الحديث أي المؤسسي.
إلا أن هذه السلطوية كانت تملك من الرصيد الشعبي والأممي ما كان يبرر وجودها ويشرعنها على الصعيد الشعبي, ولهذا لم يتنكر أحد لقدرة تلك المرحلة في الصد عن الأطماع الخارجية وعن محاولاتها في خلق توازن رعب مع القوى الغربية عموما, لهذا كانت الحروب التي شهدتها المنطقة في العقود الثلاثة منذ خمسينات القرن الماضي الحل الوحيد أمام الخارج لإنبات بذرة جديدة تدين بالولاء وتقر بالضعف والانهزامية فكانت مرحلة السبعينات من القرن الماضي تحت شعاري الرأسمالية والسلام.
استمرت هذه التبعية مع اشتداد في السلطوية الفردية وتقليص الحريات ومنع الاحزاب واللعب على أوتار الديمقراطية من دون إرادة حقيقية وفعلية في إرسائها, ولا يمكن تجاهل هذه العلاقة بين التبعية السياسية والاقتصادية وزيادة حدة السلطوية والفردية في الحكم, فمقدار المساعدات يتناسب ومقدار التبعية, إلا أنه كانت لتلك السلطوية العربية أوراقا للضغط والمقايضة مع الخارج وأبرزها طبيعة النظام الدولي الذي كان متوزعا بالتوازي بين القطبين الاشتراكي والرأسمالي.
وهي الأوراق التي اختفت من بين يدي السلطوية العربية مع انبثاق النظام الدولي الجديد في التسعينيات ما أدى إلى أن تكون في مرمى نار الليبرالية الداعمة للحقوق السياسية والفردية, فبدأت جملة من الاصلاحات على مضض, لكن سرعان ما تكشف لها الوجه الازدواجي لتلك الليبرالية التي تفضل مصالحها بالدرجة الاولى وتخص مجتمعاتها فقط بالليبرالية والديمقراطية الحقيقية, وتستغل تلك القيم خارج مجتمعاتها لتعزيز قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية على العالم عموما وعلى العالم العربي خصوصا منبع الطاقة التي تشغل آلات الحداثة الغربية.
ووجدت النظم العربية أوراقا جديدة بعد الحادي عشر من سبتمبر العام 2001 إسمها فزاعة القاعدة والارهابيين واستمرت المقايضات والشد والجذب مع ثوابت رئيسة في العلاقة أبرزها التبعية التي أصبحت من تراث النظم السلطوية, إلا أن هذه النظم السلطوية أثبت تاريخها أن خياراتها تستمر دوما في التقلص في ظل نظام دولي لم يعد يستطيع التمادي في الدعم اللامحدود كما كان في النظام الدولي القديم وأن القيم والمجتمعات العالمية بالاضافة إلى وسائل التكنولوجية وغيرها تقلص خيارات الازدواجية الغربية كما تقلص من خيارات النظم السلطوية.
وتأتي هذه الأحداث الثورية العربية الاخيرة لتفرض تقليصا أكبر مما سبق لخيارات تلك النظم التسلطية والفردية, فإذا كانت الضغوط الخارجية في الماضي سببا لاصلاحات سياسية يمكن التنصل منها لاحقا عبر اتفاقات خلف الكواليس مع الخارج إلا أن اي اصلاحات اليوم لا يمكن أن تتبرأ منها النظم الحالية كما تعلم ولا يمكن لتلك الاصلاحات أن تكون شكلية لهذا تتلكأ في تدشينها لأنها ببساطة تدرك أن لا رجعة عن هذه الاصلاحات وأنها في الحقيقية تعتبر نهاية للطبيعة السلطوية للنظام.
هذا التضييق للخيارات هو حقيقة قائمة يجب أن تستقرأها النظم القائمة جيدا وأن تستشرف مستقبلها, فوقوف عجلة الاصلاحات والاعتماد على ديبلوماسية القوة أو العنف المباشر في بعض الدول لن يؤدي إلا لمزيد من المطالب والاصلاحات, والخيارات في حال التعنت والرفض ستتجه نحومزيد من التقلص, فإذا ما استطاعت اليوم الجلوس مع المجتمع إلى طاولة الحوار والحصول على دعم دولي , فلن يتوفر اي شيء من ذلك في حال التنعت والاعتقاد بان بضاعتها أقدر وأفضل.

كاتب كويتي
tahmasbi2@yahoo.com
__________________



اخر موضوعاتى
قريباً تقرير وتجربة اداء دايهاتسو تريوس * تويوتا راش

رد مع اقتباس