
01-06-2012, 07:12 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
ماذا تنتظر الكتلة الثالثة؟
وائل عبد الفتاح
يتصارع شفيق ومرسى الآن على أصوات الكتلة الثالثة.
وهذا فى حد ذاته مسمار كبير فى الوعى الذى لم يكتمل نموه للكتلة الثالثة.
الكتلة فى حالة دفاع عن حلم.. أو عن طبيعة حياة وأفكار.. لكنها لم تتبلور بعدُ فى مواقف من السياسة والحياة… وإن عبرت عن نفسها فى اختيارات عاطفية ربما، لكنها ليست عاطفة خالية من الوعى.
الكتلة الثالثة أصلا هى الأكبر، لكن لم تنَل شيئا إلا الإعلان عن وجودها الذى فاجأ الجميع.
الفلول حصلوا على ٢٤٪ من مجموع الأصوات و١٠٪ من مجموع الذين يحق لهم التصويت.. وهذه أرقام هزيلة إذا ما قورنت بجبروت الشبكة القديمة للحزب الوطنى وعقلها الأمنى المسيطر على مفاتيح التصويت المستهلكة، ودعايتها التى اعتمدت بذكاء على النفخ فى الرعب ليصبح شفيق، الجنرال، الموظف، هو رمز «المدنية» فى مقابل «غزوة الأرياف» التى أنتجتها انتخابات مجلس الشعب.
الغزوة الريفية بمعناها السياسى هى انقلاب ضد شكل الدولة وحكامها، منذ ثورة ١٩١٩ وما حملته معها من أحلام الأفندية ممثلى الطبقة الوسطى.
الجنرالات أصبحوا أفندية ما بعد يوليو ١٩٥٢، وأزاحوا قيم الطبقة الوسطى، بغزوة ريفية، لكنها مطمئنة إلى الانفراد بوجود السلطة، فأعطت القشرة المدنية للنظام المدنى.
وهذا ما فشل فيه الإخوان وحليفهم السلفى ومنحوا لوصولهم إلى البرلمان طابع الغزوة، بما خلق طيفا واسعا من القلق، أعطى بعضه الصوت لشفيق ممثل الدولة القديمة ومعظمه لحمدين صباحى.. وهذا ما تكشفه نسب التصويت فى المدن أو الحضر التى تَنافَس فيها حمدين مع شفيق بشكل يستحق التأمل.
اللعنة إذن أن تعود الكتلة الثالثة إلى الاستقطاب.. لأن هذا يعنى أنها ستصب غالبا لصالح أحمد شفيق وهو هزيمة لروحها ووعيها قد تصنع الإحباط الكبير وتستهلك وعيها فى الذهاب إلى أسوأ الاختيارات.
وهناك من سيعود إلى بالونته الشخصية، منتظرا أقل الخسائر وهذا سيصب أيضا فى صالح شفيق الذى سيعيد ما كنا فيه حسب الوعى غير المجرب لعودة الديكتاتوريات، كما حدث فى رومانيا مثلا.
الجزء الصغير من الكتلة الثالثة الذى سيذهب إلى مرسى، أغلبه مسيَّس وينحاز بشكل واعٍ إلى الرفض الكلى لنظام مبارك وكل من يحمل رائحته.
اللعنة إذن هى ما تبقى من الانتخابات. ما زالت الثنائية اللعينة سيدة السباق الرئاسى، رغم أن السباق نفسه صناعة الثورة. لم يستطع طرفا الثنائية الفرح، لكن الثورة مرت بتيار انتقالى من الفرح إلى الحزن مرورا بالانتظار.
الثورة متحركة بينما الثنائية اللعينة ثابتة.
هو صراع بين الأمل واليأس.. تغادر القوى الجديدة مواقعها مرة لتحارب فى الانتخابات، ومرة لتقاطعها، مرة لتدافع عن حق التظاهر ومرة لتواجه حكم العسكر.
الثورة ظلت تدافع بكل عفويتها عن عدم عودة الماضى، والدولة كلها تحارب من أجل إعادة المسار القديم، والانتخابات عكست الصراع، فقد حققت الثورة خطوات فى اكتشاف الكتلة الثالثة، والدولة حققت أيضا خطوات بإعادة الصراع إلى لحظة الاستقطاب بين النظام والجماعة.. الفلول والإخوان.
شفيق هنا عنصر محفز، وليس قائدا، واجهة وليس مشروعا، فقرة وليس نهاية الحفلة.
سيؤدى شفيق وعصابته الدور المطلوب فى نشر اليأس، ثم يغادرون إلى أرض السراب، سراب عودتهم فى ظل سيطرة العسكر، الجناح الرافض لوجودهم فى تركيبة مبارك.
الثورة أتت والنظام منقسم إلى جناحين: العسكر والحاشية الملتصقة بجمال مبارك، الشق بين الجناحين دخلت بينه الثورة، ووسعته إلى أن أزيح جناح المال/ العائلة/ الشهوة فى الوراثة خارج تقاليد العسكر.
كيف يعود الجناح المهزوم فى نظام مبارك إلى الحياة بعد أن أصبحت القيادة للجناح المنافس؟
هل هى الديمقراطية التى تقتل الثورة؟
__________________
|