عرض مشاركة واحدة
  #573  
قديم 22-02-2012, 11:56 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

مسار طبيعى

عمر طاهر


هل أنت من النوع الذى يلوم سيدنا آدم على أكْل التفاحة، تلك المخالفة التى ندفع كلنا ثمنها الآن؟
أنت مخطئ بلا شك لأنك لم تنتبه إلى السيناريو كما ينبغى.
هى مخالفة نعم.. لكنها كانت واقعة آجلا أم عاجلا لأن الله اتخذ قراره فى مصير آدم قبل أن يخرج آدم إلى النور، كان القرار واضحا «إنى جاعل فى الأرض خليفة»، قالها الله سبحانه وتعالى للملائكة واضحة، لم يكن قراره باستخلاف سيدنا آدم فى الجنة أبدا، وأكل من التفاحة أم قاوم شهوته كان لا بد من أن يستقر على الأرض فى نهاية الأمر.
مرحلة الجنة والتفاحة كانت نقطة التحول فى الأحداث، والهبوط على الأرض كان مشهد الذروة.
السؤال.. ولماذا لم يهبط على الأرض مباشرة؟
يقول الحكيم كيكاوس بن إسكندر فى كتابه «كتاب النصيحة» أو «قابوس نامه» بالفارسية «كان الله قادرا على أن يعطى الضوء بغير الشمس، والمطر بغير السحاب، لكن كان الأمر كله على أساس الحكمة، ولذلك لم يخلق شيئا بغير الواسطة، لأنه إذا انعدمت الواسطة لم يكن هناك ترتيب.. وما الحكمة إلا القدرة على الترتيب».
كان ترتيب الأحداث يقضى بأن يمر سيدنا آدم بهذه التجربة حتى إذا ما استقر على الأرض يكون على دراية بأهمية المرحلة الجديدة التى سيبدؤها ويفهم مغزاها ويصبح قادرا على إدارتها.
ما الفكرة؟
الفكرة أن كل المسارات فى العالم تبدو صحيحة وطبيعية حتى لو اعتقدت أنها خاطئة، والمحطة التى ستصل إليها يوما ما مُقدّرة سلفًا، الفكرة أن تصل إليها وأنت تعرف وتفهم جيدا أين تقف الآن.
أن تجيد فهرسة الخبرات التى اكتسبتها حتى وصلت إلى مكانك، هذا هو الأهم فى الموضوع، لأنك دون كل الخبرات السابقة حلوها ومرّها ستكون مجرد قطعة شطرنج تنتقل من مكان إلى مكان دون أن تفهم فيم بدأت وكيف انتهت ودون أن تستشعر حلاوة الفوز إذا ما كانت النقطة التى تصل إليها هى نقطة «كش ملك».
لا أحد يرتاح بالكامل لكل ما يحدث من حولنا الآن.
الفكرة أنه ليس مهما أن تشعر بالراحة أو بالامتعاض قدر أهمية أن تفهم ما تمر به وتستوعبه جيدا وتهضمه وتخرج منه بدروس مستفادة حتى ما إذا انتقلت إلى مرحلة جديدة يكون لديك من الخبرة ما يساعدك على إدارتها.
كل ما يبدو خطأ وجرما كبيرا الآن هو أمر مشابه -مع الفارق- لأكل التفاحة، فى النهاية سنصل إلى نقطة مقدرة سلفا وهناك سنعرف إن كنت تعلمت شيئا أم لا.
ما المطلوب؟
أن تخوض التجربة كما هى، وأن تحافظ على ثوابتك حتى لو لم تقدك إلى النتيجة المرجوة، ستقدم إليك أسئلة وعليك أن تجتهد فى تقديم الإجابات الصحيحة، وبعد ظهور النتيجة ستعرف أين كان الخطأ فتدخل المرحلة الجديدة بدرس جديد.. وهكذا.
أما النتيجة فلا يتم احتسابها بالبساطة التى تعتقدها.. اليابان دُمرت بالكامل فى قنبلة نووية، لقد دخلت اليابان الحرب وأكلت التفاحة، لكن كيف تعاملت مع التجربة؟
الترتيب أساس الحكمة، لاحظ ترتيب الأحداث دائما ولا تتوقف عند ما تراه الآن فقط ولكن فكر فى ترتيبه بين ما تعيشه منذ بدأت المشوار، ولا يؤلمنك أن قضمت التفاحة ولكن فكر فيم كان تمردك، وفى كل الأحوال لا بد أن تتفادى تجربة واحدة بعينها وهى «الغرور» لأن سيدنا آدم خجل مما اعتبره خطأ ولم يكابر فنضج، وحده الشيطان تمسك بغروره فعاش إلى الأبد صبيا مراهقا معذَّبا.


__________________

رد مع اقتباس