عرض مشاركة واحدة
  #538  
قديم 20-02-2012, 04:48 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

ماذا يعنى إقصاء الثوار ومؤيديهم عن مواقع القيادة والتأثير؟

بقلم د . طارق الغزالى حرب

منذ سقوط رأس النظام العَفِن وجزء صغير من بطانته وعصابته وتكليفه المجلس العسكرى، الذى كان يرأسه ويدين له بالولاء، بإدارة شؤون البلاد، وطوال عام مضى، مرت علينا أحداث متتابعة شهدت سقوط المئات من القتلى والجرحى وأحداث فِتنة وتخريب، وتغيير وزارات وشخصيات، سواء بإرادة المجلس الحاكم أو رغماً عنه، المهم أن أغرب ماحدث طوال هذا العام وأكثرها دلالة ومعنى فى رأيى هو أن توجهات هذا المجلس العسكرى وتوجيهاته حرصت كل الحرص على إبعاد كل من يمكن أن يوصف بأنه من الثوار الحقيقيين - وأعنى بهم الذين خططوا وقادوا وشاركوا بشجاعة فى فعاليات الثورة منذ يومها الأول وحتى رحيل الطاغية ومن يقفون معهم ويؤيدونهم ويساندونهم بالقول والعمل - عن تولى أى مناصب أو مراكز قيادية أو مؤثرة فى أى موقع تنفيذى أو قضائى أو إعلامى أو أمنى.
لقد بلغ الحرص على هذا التوجه المبدئى للمجلس العسكرى حداً غريباً، وبدا إصراره عليه مُريباً، حتى إنه لم يتورع عن عمل أى شىء لتحقيق هذا الهدف بما فى ذلك الادعاءات الكاذبة والتلفيق وحتى استخدام كل الوسائل غير النظيفة لتلطيخ السمعة وتشويه الشرفاء، ظهر ذلك أحياناً فى صورة فجة مفضوحة مثلما حدث وقت تعديل وزارى فى حكومة د.عصام شرف، طُرح فيه وقتها اسم د.حازم عبدالعظيم، أستاذ النظم والمعلومات، كوزير للاتصالات، وأتذكر أنه بعد ورود اسمه ضمن قائمة المرشحين لدخول الوزارة، ظهر فى برنامج تليفزيونى تحدث فيه عن الثورة بفخر وإعزاز وعن دوره فيها وانتمائه إلى شبابها، فقلت لنفسى حينئذٍ أشك فى أن هذا الرجل سوف يدخل الوزارة،
وبالفعل لم يخب ظنى، وماهى إلا سويعات قليلة حتى سُرِبت أنباء ملتوية كاذبة عن شراكة مع شركة إسرائيلية، وكلام فارغ كثير لم يكن له سوى هدف واحد هو إبعاد هذا الذى يبدو ثورياً حقيقياً عن المنصب التنفيذى الكبير والمؤثر، حتى فى المرات القليلة جداً التى حدث فيها أن تسرب إلى الحكومة عدد محدود من الوزراء المحترمين ذوى الاتجاهات الثورية والمتعاطفين مع الثوار ومبادئ الثورة، والذين تم اختيارهم بسبب معرفة شخصية برئيس الوزراء السابق مثل د. عمرو حلمى، وزيراً للصحة، أو بترشيحات من بعض الوطنيين المخلصين مثل د. أحمد البرعى، وزيراً للعمل، والمهندس محمد عبدالمنعم الصاوى، وزيراً للثقافة، سرعان ماتم التخلص منهم فى أول تعديل وزارى، وبعد شهور قليلة من توليهم المسؤولية وبغض النظر عما أنجزوه أو كانوا ينوون إنجازه، بعد أن وضحت ميولهم المناوئة لعناصر النظام الفاسد الساقط وتعاطفهم مع الثوار..
فى نفس الوقت ظل المجلس العسكرى حريصاً على إبقاء وزراء من العهد البائد مثل تلك السيدة التى مازالت تفخر بأنها عملت مع الرئيس المخلوع عشر سنوات، وهى نفسها لم تكن بأى حال من الأحوال بعيدة عن سيل المساعدات والمعونات التى تدفقت على مصر وتحولت تحت بصرها وبموافقتها إلى جمعيات وهيئات كانت ترعاها الهانم المتسلطة ونجلها وأصدقاؤه، ثم تخرج علينا الآن ترتدى ثوب البطولة والوطنية لتساهم بخُبث فى إفساد العلاقات المصرية الأمريكية، وهى تعى تماماً التأثير السلبى لذلك على الاقتصاد المصرى!
الأغرب من ذلك أنه مع نهايات العام وخروج الملايين تهتف بسقوط حكم العسكر وتدعو إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطنى تضم شخصيات من القوى الثورية، فاجأ المجلس العسكرى الشعب باستخراج رجل من أضابير الدولة البيروقراطية ليعينه رئيساً للوزراء بكامل الصلاحيات، فكان من الطبيعى جداً ألا يلتفت الرجل المُسِن الذى كان يتابع أحداث الثورة على التليفزيون وهو قابع فى بيته إلى أحد من هذه القوى الثورية الجديدة التى لايعرف عنها شيئاً، حتى إنه عندما أراد تعيين مسؤول عن ملف مُصابى الثورة جاء بطبيب من الخارج لا علاقة له بالثورة ولا الثوار من قريب أو بعيد.
إننى أخاطب ضمير السادة أعضاء المجلس العسكرى الذين حملوا الأمانة، وبالتأكيد تهمهم مصلحة هذا البلد: لماذا لم يفكر أحد منكم مثلا فى أن يستفيد من طاقة شباب الثورة؟ ( الذين تصفونهم بالنقى الطاهر أحياناً) فى تغيير أجهزة الحكم المحلى الفاسدة بطول البلاد وعرضها، ليكونوا بذلك اللبنة الأولى لتغيير حقيقى على أرض الواقع.

__________________

رد مع اقتباس