عرض مشاركة واحدة
  #128  
قديم 31-01-2012, 06:06 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

عندما يخلع البدلة الكاكى
وائل عبد الفتاح - التحرير
يبدو أن الدكتور حسن نافعة يحب الحفلات التنكرية.
ويبدو أن غرامه بهذه الحفلات طغى على كل شىء، وأصبح خارج السيطرة حتى انتقل من الهوايات الشخصية إلى التحليلات السياسية.
الدكتور فى واحدة من كبرى خبطاته السياسية يقترح اقتراحه العجيب بأن تتحول مصر إلى مسرح كبير لحفلة تنكرية بطلها المشير.
ويكتب الدكتور برنامج الحفلة بكل ما أوتى من غرام بالتنكر، فيطلب أن يستقيل المشير من رئاسة المجلس العسكرى، ثم يُعيّن رئيسا للجمهورية، وهكذا كما هداه تفكيره نكون قد ضربنا عصفورين بحجر، الجيش لا يزعل لأن الرئاسة ما زالت فى قبضته، والرئيس أصبح مدنيا لأن المشير خلع البدلة العسكرية.
الله.. الله.. تصفيق حاد.. ودموع ساخنة.. واسمع من ميادين مصر كلها كلمة.. برررررررافووووووووووووووو و. الدكتور لا يعيش معنا فى مصر على ما يبدو، ولا يعرف أن هناك قواعد تغيّرت فى اللعبة السياسية، وأن هناك ثورة أطاحت برأس النظام وفرضت قوة المجتمع لتصبح شريكا فى الحكم لا جمهورا يتفرج على مسرح التنكر الذى يحبه الدكتور.
هل كان يمكن أن نهتم بكلام الدكتور نافعة إلا لأنه يطرحه من صفوف النخبة السياسية التى كانت معارضة لمبارك؟ حاله هنا هى حال عدد من شخصيات لمعت فى السنوات الأخيرة لمبارك، لأنها تقول كلاما به بعض الإزاحة عن كلام منظرى وأبواق النظام. إزاحة لم تكن جذرية، ولا تحمل مفهوما مختلفا، لكنها كانت كافية فى زمن الأنانية المفرطة حيث تقلصت الحاشية والنخبة المحيطة بقصر الرئاسة، إلى أن أصبحت مافيا قليلة، طردت من حولها الطيف الذى يمكنه أن يدافع عن بناء الدولة لا عن فسادها أو استبدادها. هذه الإزاحة كانت مقبولة أيام مبارك، ولها مبررات وجود، فالدولة التى تشكلت بعد التحرر من الاستعمار، هى الحلم بالنسبة إلى كثيرين تحمسوا لها باعتبارها النموذج الوحيد الصالح لمصر، هؤلاء اعتبروا أن الدولة انحرفت بعد عبد الناصر ثم السادات إلى أن وصلت إلى انحرافها الكامل مع مبارك. الثورة بالنسبة إليهم تصحيح للانحراف، وبالنسبة إلى نافعة هى إعادة للحفلة التنكرية بارتداء المشير البدلة المدنية.
ثورة ٢٥ يناير هى طريق آخر غير الطريق الذى رصفته ٢٣ يوليو.. شرعية نقيضة لا يلغى فيها المجتمع لصالح النواة الصلبة.
إنها تبحث عن شرعية مخالفة للشرعيات التى تحكم مصر من قبل المماليك، وهى أن الحكم للأقوى.. والغالب مسيطر.
هذه الشرعيات العسكرية انتهت حتى فى طبعاتها التنكرية.. وكما أن واقعة ارتداء المشير البدلة المدنية فى وسط البلد أثارت السخرية أكثر من أى شىء آخر.. فإن كلام الدكتور نافعة لا يعنى سوى أن هناك من يرتدى الطربوش بعد أن أصبح فى ذمة المتاحف. هذا الشعور بالخروج عن اللحظة أو محاولة استعادة أدوار انتهت للنخبة باعتبارها حلّالة العقد الدرامية فى السياسة وجسور عبور السلطة إلى الجماهير.. إلى آخر هذه التصورات المعبرة عن فقدان الشعور بالزمن أو التعالى إلى درجة تجعلك تقول كلاما فاترا باردا.. ولا تستوعب أنه مثير للسخرية أكثر من أى شىء آخر. الدعوة إلى دخول مصر فى الحفلة التنكرية قديم جدا.. كل الحكام خلعوا البدلة الميرى، وارتدوا بدلات مدنية، بل كان عبد الناصر يحب القمصان بالكم القصير، لكنهم فى النهاية عسكر، وعقلهم فى الحكم عسكرى، وشرعيتهم شرعية الغالب يسيطر.
العسكر لا يعترف إلا بالقوة، وحتى لو سمح للمصور بالتقاط مشاهد له وهو بالملابس الداخلية كما فعل السادات وهو يسعى إلى أن يستوحى الموديل الأمريكى. مبارك أصابته كراهية البدلة العسكرية بعد قتل السادات، وهو يجرب الموديل الجديد الذى صممه المصمم البريطانى، مستوحيا أفكار الجيش الألمانى. لكن مبارك بالبدلة المدنية ظل هو هو الجنرال البطريرك الذى يجمع كل شىء فى يده، منفردا بالصولجان ومفاتيح الثروة والسلطة والوجود.
مبارك الذى كان بحسبة قوة الشخصية أو الكاريزما ضعيفا، ركب على موديل الجنرال بالبدلة المدنية، وكان الأشرس والأكثر قدرة على تفريغ البلد من قوته الحيوية.
البدلة ليست هى نظام الحكم.
إنها رمز الخديعة التى عاشها المصريون سنوات طويلة حين كان الجنرال يخلع البدلة العسكرية لكى يحوّل الشعب كله إلى جيش فى خدمته.
__________________

رد مع اقتباس