رد: تفتكر ممكن ييجى اليوم اللى يكون فمصر صناعة سيارات وطنية؟
مصر لا تعدم القدرة الفنية على صناعة سيارة,
عكس ما يعتقد الكثيرون, السيارة ألة ميكانيكية بسيطة نوعيا, و طرق تصميمها و صناعتها معروفة للجميع, لذا فان الموضوع ليس قدرة فنية, و صناعة السيارة من عدمه لا تقيس تقدم بلد ما أو تأخره, فهناك الكثير من دول العالم الثالث و التى تصنع سيارة.
يبقى سر الصناعة محصورا فى التقنيات المتقدمة جدا و الجودة العالية و التصاميم الجديدة, لكن صناعة سيارة ما بتصميم و أداء و جودة عصرية معقولة ممكن جدا فى مصر و فى كثير من البلدان.
طب ايه المشكلة؟
صناعة السيارة معضلة اقتصادية و ليست معضلة فنية, تتكون السيارة الواحدة من ألاف القطع ما بين المسبوكات و الصلب المشكل و ألواح الصاج و الصلب المقوى و الأجزاء البلاستيكية و غير ذلك,
لذا فان الصانع يجب عليه توفير كل هذه القطع بتصميمه هو, لتجميعها فى شكل السيارة النهائية, تصور معى حجم الصناعات المغذية التى تحتاجها لتوفير هذه القطع, مع الاخذ فى الاعتبار أن هذه الصناعات المغذية يجب أن تكون معظمها مصرية حتى لا يصبح السعر النهائى مرتفعا, و الا كأنك يابو زيد ما غزيت!
أضف الى ذلك تكلفة خط الانتاج, و العمال,
و سوف نصل فى النهاية الى اننا نحتاج الى بيع ما يقرب من 50 الف سيارة سنويا على الأقل, حتى نستطيع تغطية التكلفة, و بما أن السيارة يجب أن تنطلق من سوقها المحلى, فسوف نصطدم بواقع السوق المصرى الذى لا يحتمل هذا العدد من السيارات سنويا, بفعل انخفاض مستوى الدخل, مع تعداد المواطنين القليل نسبيا, فنحن لسنا مليارا مثل الصين.
المشكلة الثانية و هى العقبة التى وضعها الغرب فى طريقنا, فهو لا يريد أن تقوم أى صناعة حقيقية فى دولنا, خاصة و اننا دول فى نظرهم "مأدلجة", أى انها تمتلك ايدولوجيا مناهضة للغرب فى معظمها, تتراوح ما بين اليسار و الاسلام السياسى, كما أننا دول تمتلك مصادر طبيعية يرغبون فى استغلالها, لذا فان ابقائنا بدون صناعة حقيقية هو هدف سياسى غربى واضح و سياسة عليا متبعة منذ أيام الاستعمار.
و هم يعرفون جيدا أن الدول العربية مهما مالت تجاه الغرب, فان فرصة انقلابها على الوجه الاخر قائمة دوما.
و تمثل الصناعات الأسيوية الرخيصة و المنتجة بغزارة احدى التحديات و العقبات التى وضعها الغرب فى طريق نهضة صناعتنا الوطنية, و الغرب يعلم جيدا أن معظم هذه البلدان الأسيوية بلا ايدولوجية و لا وزن سياسى, لذا فانه يعرف أنه وضع استثماراته و تكنولوجيته فى يد لن تستخدمها ضده فى يوم ما.
|