خواطر في سورة الانعام...
استوقفتني آية في تلك السورة الجميلة
تلك الاية تقول
(قل لمن ما في السماوات والارض قل لله كتب علي نفسه الرحمة ليجمعنكم الي يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون (12)
سبحان الله ربنا كتب علي نفسة واوجب علي نفسة الرحمة وكانها مفترضة وانزل ذلك في كتابة واخبرنا بها ورحمته تعالي بنا في كل الاحوال وان ذكرت هنا في مقام يوم القيامة وهو مقام الحساب والذي تذهل فيه العقول من اهوال يوم القيامة ولكن يحدثنا تعالي عن انه كتب علي نفسه الرحمة ههنا فكيف برحمته بنا في سائر الاحوال؟
وكتب سيد قطب في تفسير هذه الاية
إن الذي يستوقف النظر في هذا النص هو ذلك التفضل: تفضل الخالق المالك ذي السلطان القاهر فوق عباده.. تفضله - سبحانه - بأن يجعل رحمته بعباده في هذه الصورة.. مكتوبة عليه.. كتبها هو على نفسه؛ وجعلها عهدًا منه لعباده.. بمحض إرادته ومطلق مشيئته.. وهي حقيقة هائلة لا يثبت الكيان البشري لتمليها وتأملها وتذوق وقعها؛ حين يقف لتدبرها في هذه الصورة العجيبة..
كذلك يستوقف النظر مرة أخرى ذلك التفضل الآخر الذي يتجلى في إخباره لعباده بما كتبه - سبحانه - على نفسه من رحمته. فإن العناية بإبلاغهم هذه الحقيقة هي تفضل آخر، لا يقل عن ذلك التفضل الأول! فمن هم العباد حتى تبلغ العناية بهم أن يبلغوا ما جرت به إرادة الله في الملأ الأعلى؟ وأن يبلغوا بكلمات منه سبحانه يحملها إليهم رسوله؟ من هم؟ إلا أنه الفضل العميم، الفائض من خلق الله الكريم؟!
ولا اكاد افيق من جميل رحمته تعالي وروعة تأمينه لنا في هذه الاية حتي أجد الاية رقم 54
(واذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم علي نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فإنه غفور رحيم)
سبحانك ربي وسعت كل شئ رحمة وعلما ... فسعنا برحمتك يا كريم
يا من كتبت علي نفسك الرحمة ارحمنا واعف عنا بجميل رحمتك وعفوك
__________________
 بسم الله الرحمن الرحيم
وما كان ربك نسيا
صدق الله العظيم
|