[الدملاوي]

زعم المحامي فريد الديب ، أن الرئيس السابق حسني مبارك هو أول من أيد الثوار ضده، وأن عدة ملايين يعدوا على أصابع اليد الواحدة قاموا بالثورة، وأن قطاعا كبيرا من الشعب المصري له موقف مغاير منها.



وأضاف الديب أن الرئيس السابق حسني مبارك حزين بسبب تعرضه لحملة شرسة وصفها بـ«غير العادلة» التي تتناوله بكل النقائص بدون أساس، وتتجاهل كافة الأعمال المحمودة التي خدم بها بلاده، قائلاً: "خلاص مبقاش فيه غير نقائص نقائص ... الراجل خلاص مشي".



وأكد محامي الرئيس السابق - لبرنامج «مصر الجديدة» المذاع على فضائية «الحياة2»، أن الثورة المصرية قامت على أكتاف «عدة ملايين يعدوا على أصابع اليد الواحدة»، مشدداً على أن قطاعا كبيرا من الشعب المصري له موقف مغاير من الثورة.



وهنا قاطعه الإعلامي معتز الدمرادش مقدم البرنامج، مطالبا إياه بإثبات أن مصر يوجد بها ملايين لم تكن ترغب في القيام بالثورة وإسقاط النظام.



وهو ما دفع الديب إلى القول: "هذه الثورة قامت بحق وانتفض الشباب وتواعدوا على أن يلتقوا ليعبروا عن رأيهم، وأول من أيدهم هو حسني مبارك"، وعقب الدمرداش قائلاً: "مبارك أيد الثوار إللي بيطلبوا بخلعه؟!!".



فرد الديب: "أيوه"، واستشهد بخطابات مبارك التي قال فيها: "لقد تابعت أولاً بأول وكانت تعليماتي تشدد على إتاحة الفرصة للتعبير عن آراء المواطنين ومطالبهم".



ووجه محامي الرئيس السابق، انتقاداً لمعتز الدمرداش، بسبب تركيز البرنامج على شهداء الثورة من المدنيين، قائلاً: " لقد أبكيتني بقصة الشهيد الصبي، وهو موقف مؤلم جداً استنفرزت فيه المشاعر وهيجت أحاسيس الناس، ولكن لم تتكلم عن شهيد من شهداء الشرطة، وكان منهم شبان صغار"،



وقاطعه الدمرداش للمرة الثانية: "الشرطة إخوتنا ولازم يرجعوا... ولكن الشرطة ذلتنا 30 سنة وأكتر فمقدرش أتعاطف دلوقتي معاها والجمهور مش هيقبل مني ده".





المحامي فريد الديب
ورد الديب: "الجمهور، أنت توجه، وأنت تبث فيه معنى العدالة ومعنى أن تتساوى الرءوس .. الإعلام رسالته هو توجيه الرأي العام إلى ما فيه الخير والصواب".



إلا أن الدمرداش أكد أن البرنامج يعمل بالفعل حالياً على إعداد فقرات عن شهداء الشرطة الذين سقطوا خلال الثورة.



وعن الحالة الصحية للرئيس السابق، أكد الديب أن مبارك مصاب بسرطان القولون، مضيفاً أن وزارة الصحة لديها العذر لعدم معرفتها بذلك؛ لأن مبارك كان يعالج تحت إشراف رئاسة الجمهورية والمركز الطبي العالمي بالقوات المسلحة بعيداً عن إشراف الوزارة.



وأوضح أن حالة الرئيس السابق شُخِّصت في يناير 2010 باشتباه إصابته بورم خبيث أسفل القناة المرارية الكبرى، مشيرًا إلى أن مبارك سافر في ذلك الوقت إلى ألمانيا، وهناك تأكد بالفعل من صحة التشخيص.



وتابع بالقول: "أن مش عارف ليه الرؤساء تتجنب الإعلان عن حقيقة المرض، إنما الثابت يقيناً هناك في مستشفى هيدلبرج في ألمانيا أنه مصاب فعلاً بالورم الخبيث".



وأضاف الديب أن الجراح الألماني الشهير بوشلر استئصل الاثني عشر بالكامل وجزء من البنكرياس والمرارة والقناة المرارية الكبرى، في السادس من مارس عام 2010، مؤكداً أن حالة مبارك الصحية تتطلب متابعة طبية جدية كل ثلاثة أشهر مع إجراء فحوصات وتحاليل.



وأشار إلى أن اللجنة السداسية التي شكلت بأمر من النائب العام خلُصت إلى ضرورة متابعة الحالة الصحية للرئيس السابق؛ لأن هناك مخاوف بحسب التقرير الطبي من ارتداد الورم الخبيث مرة أخرى بعد استئصاله.



موضحاً أنه طلب من النائب العام بصورة رسمية انتداب الجراح الألماني لفحص حالة مبارك الصحية مع تحمل الأخير أو أحد عائلته كافة المصاريف عن ذلك.



وأكد أن معاش الرئيس السابق يستطيع التكفل بتلك النفقات، مشيراً إلى أن مبارك حاصل على ثلاثة أوسمة (نجوم) كلاً منها تعطي لصاحبها ما لا يقل عن 25 ألف جنيهاً شهرياً، الأول نجمة الشرف الأولى التي منحها له الرئيس الراحل جمال عبد الناصر،





مبارك والسادات
والنجمة الثانية (نجمة الشرف) منحها إياه الرئيس الراحل أنور السادات، والنجمة الثالثة أيضًا من السادات بعد الانتصار في حرب أكتوبر.



وقال الديب إنه علم بأمور وحقائق كثيرة أثناء لقاءاته المتكررة مع مبارك لا يستطيع البوح بها لوسائل الإعلام، مضيفاً: "للآسف هو قليل الكلام جداً، ويرفض الحديث في قضايا لتعلقها بالأمن القومي وأمن الوطن مع أن الخوض فيها قد يبرئه".



وأوضح أن سوزان مبارك قرينة الرئيس السابق، تقيم معه بصورة دائمة، وهي التي تساعده في تنقلاته داخل غرفته، خاصة وأن زيارة الأصدقاء ممنوعة وفقاً للقوانين.



وأضاف: "هقولك على حاجة تزعلك، معظم أوقاته خلال اليوم بيبقى في غيبوبة"..

فرد الدمرداش: "على فكرة دي حاجة مزعلتنيش خالص"!



وشدد الديب على أن مبارك يقر بأخطاء كثيرة وقعت في أواخر فترات حكمه، إلا أنه أيضاً يطالب الشعب بتذكر إنجازاته التي قدمها على مدار 62 عاماً خدم فيها الوطن.



وأكد أنه لا يوجد ما يمنع من تبوء نجلي الرئيس السابق علاء وجمال مبارك مكانة رفيعة داخل المجتمع طالما كانا من المجتهدين والناجحين في أعمالهما، مبيناً أن فكرة التوريث لم يسعَ مبارك إلى تطبيقها؛ ولكن جماعات المصالح في السلطة هي التي سعت إلى ذلك.



وأوضح أن المجاملات التي كانت في عهد مبارك للمقربين منه كانت تتم بسبب «طبيعة الشعب المصري» والكامنة في تملق الحاكم، بسبب الثقافة المتوارثة داخل المجتمع منذ الفراعنة.



وقال الديب :"أنا أدفاع عن حسني مبارك لأني ديه مهنتي أولاً، وأنني أحبه ثانياً وأني أثق في أن كل ما يلصق به غير صحيح"، رافضاً الإفصاح عن الأتعاب التي سيتقاضاها لدفاعه عن مبارك.





جمال مبارك - حسني مبارك - علاء مبارك
وحول ما تردد بشأن إرسال جمال وعلاء مبارك رسالة استغاثة لسلطان عُمان، نفى الديب تلك الأنباء، وقال: "نفس الإعلام الظالم الذي يروج الأكاذيب وماشي في اتجاه القتل المعنوي .. الرئيس يجري اغتياله معنوياً صباحاً ومساءً بطريقة فجة وغير صحيحة"،



لافتًا إلى الشائعات التي روجت لثروة مبارك الضخمة ومزاعم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل حوله امتلاكه من 9 إلى 12 مليار دولار، مؤكدا أنه لم يستطع إثباته بصورة رسمية أمام الكسب الغير مشروع.



وعن تصريحات السفير البريطاني بالقاهرة التي أشار فيها امتلاك مبارك 40 مليون جنيه إسترليني في بريطانيا، قال الديب: "أقسم بالله لو كان السفير تجرأ وقال الكلام ده عن الرئيس مبارك لكنت قد قاضيته في انجلترا ضد الحكومة البريطانية وضد السفير"،



موضحاً أن السفير قال إنه يمتلك قائمة بأسماء مسئولين مصريين وأن كافة أموالهم المجمدة في بريطانيا لا تتخطى الـ40 مليون جنيه إسترليني.



وأضاف: أتحدى الجميع وعلى مستوى العالم أن يأتيني أي إنسان بدليل على أن الرئيس السابق يمتلك دولاراً واحداً في أي بلد من بلاد العالم"،



مشيراً إلى أن ثروة مبارك تكمن في رصيده الشخصي بالبنك الأهلي المصري فرع مصر الجديدة الذي يتضمن مدخراته التي لا تتخطى سبعة ملايين جنيه إلى جانب «البيت» الذي اشتراه في شرم الشيخ، قائلاً: "ولاده أغنى منه".



وأردف الديب: "أنا شخصياً ليست مؤيداً أن يبقى الرئيس في السلطة لمدة 30 سنة"،



فرد الدمرداش: "جمال عبد الناصر لما مات كان يمتلك 250 جنيها في البنك"،



فعقب الديب: "جمال عبد الناصر كان رجلاً نزيهاً، ومبارك كان نزيهاً، والسادات كان نزيهاً".



وأضاف: "الرئيس عبد الناصر ماكنش عنده نجمة ولا خاض أي حروب وهو ضابط إلا حرب فلسطين وحوصر في الفلوجة، فيما عدا ذلك ماكنش عنده حاجة".



وقال عن مبارك: "عندما طالبه الشعب بالرحيل؛ رحل أم لم يرحل؟!"، مشيراً إلى نفي المجلس الأعلى للقوات المسلحة تصريحات وزير العدل التي قال فيها: "إن المجلس أجبر مبارك على التنحي".





معركة الجمل موقعة الجمل التحرير ثورة 25 يناير
وعن موقعة الجمل، شدد الديب على أن خطاب مبارك الذي سبق موقعة الجمل بيوم واحد لقي قبولاً لدى الكثيرين من أبناء الشعب، مؤكداً أن واقعة الجمل خطط لها نكاية في مبارك وللإضرار بصورته أمام الرأي العام،



قائلاً: "من غير المعقول أن أخاطب الناس والكلام كان جميل والناس تقبلته والكلام يكون بالليل، وأصبح تاني يوم تك تك"، مضيفاً أن مبارك ليس له علاقة بموقعة الجمل ولم يُسأل فيها.



وأوضح أن محاكمة مبارك يجب أن يتاح لها الوقت الكافي ليكون الحكم عنواناً للحقيقة، منتقداً تجمع أهالي الضحايا خارج المحكمة وقيامهم بـ«زيطة»، حسب تعبيره، وهو ما يجعل المحاكمة «غير عادلة»، نافياً في الوقت ذاته تقدمه بطلب لنقل محاكمة مبارك إلى شرم الشيخ.



وقال الديب في نهاية حديثه: "إن الإدانة لا تعني أنني غير واثق من براءة موكلي"، مشيراً إلى إمكانية الطعن على الحكم وفقاً للقانون، وإلغائه وصدور حكم آخر بالبراءة