الشعب يريد تطهير الميدان
تحرش.. بلطجية.. مخدرات.. في التحرير كتب - محمد إمام ويوسف محمد:
كانت الجمعة الماضية جمعة "غريبة" عن ميدان التحرير. الذي كان بريئاً من التحرش الجنسي والانفلات الأمني والإشغالات. الآن أصبح تطهير الميدان من الوجوه الغريبة والممارسات البعيدة عن أخلاق الميدان مطلباً أساسياً بعد أن تحول ميدان التحرير "سبوبة" للباعة الجائلين والبلطجية والمتسولين الذين استخدموا اسم الثورة لتحقيق مكاسب مالية وفرض نفوذهم
.
"الجمهورية" نزلت الميدان. وتحدثت مع المواطنين الذين أكدوا أن الميدان تغير ويحتاج لعملية تطهير عاجلة "بالقانون".
في البداية يؤكد محمد جمال موظف بشركة سياحة أنه ضد أي مظاهرات في الوقت الحالي كونها دون جدوي وتؤثر علي سير الحياة اليومية وتنتشر بها أعمال البلطجة. مشيراً إلي أن ميدان التحرير تحول إلي وكر للبلطجية والمجرمين الذين يمارسون فيه نشاطاتهم بمنتهي الحرية ولذلك انتشرت في الفترة الأخيرة أعمال السرقة بالإكراه ومنها قيام مجموعة من الشباب يوم الجمعة الماضي بتوقيف سائق تاكسي ووضع مطواة في رقبته وطالبوه بإخراج محفظته وتليفونه المحمول إلا أنه لاذ بالفرار.
ويضيف جمال أن البلاد تمر بأزمة حقيقية في الظروف الراهنة والاقتصاد من سيئ إلي أسوأ والسياحة بشكل خاص لم تعد كما كانت.. خاصة مع فرض الكثير من الدول حظر السفر إلي مصر مؤكداً أنه ومنذ عدة أسابيع لم يدخل سائح واحد فقط إلي الشركة التي يعمل فيها.
ويشاركه الرأي إسلام مدحت موظف بشركة مصر ستار للسياحة أن الشعب يريد تطهير الميدان حتي تعود الحياة الطبيعية ويعود السائحون لمصر مرة أخري ويرجع الميدان الذي احتله الباعة الجائلون لسابق عهده.. مشيراً إلي أنه وبعد ما قام شباب الثورة بإخلاء الميدان انتشرت نوعيات غريبة لا تمت للثورة بأي صلة يمارسون التحرش علانية ويتعاطون المواد المخدرة أمام الجميع مستغلين غياب التواجد الأمني.
يري وليد يوسف "كاشير في أحد المطاعم بميدان التحرير" أن انتشار السرقات والتحرشات وأعمال البلطجة أصبح أمراً عادياً بالميدان وتضاعفت أعداد المتسولين بشكل غريب مشيراً إلي أن الباعة الجائلين يفترشون الميدان بكامله وبعدها يبيتون داخل الميدان مما حول هذا المكان الحيوي إلي ما يشبه سوقاً أو موقفاً عشوائياً وليس ساحة نضال.
يضيف وليد خلاف انتشار التحرش وممارسة الجنس بين الشباب والفتيات في أي وقت ومكان وعلي مرأي ومسمع من الجميع وكأنه أصبح من الأمور العادية.. مطالباً بسرعة التدخل ووضع إجراءات رادعة لتلك الأعمال المشينة.
يتفق معه أيمن عبدالصبور 26 عاماً من شباب الثورة ويري أن أعمال البلطجة وممارسة الجنس أصبحت ظاهرة جديدة ودخيلة علي الثورة ولابد من تدخل الجيش لإخلاء الميدان فوراً لأن الموجود داخل الميدان الآن ليسوا من شباب الثورة وإنما مجموعة من البلطجية والمسجلين الذين استغلوا حالة الانفلات الأمني التي تشهدها البلد حالياً واستباحوا المحرمات.. مشيراً إلي أن هناك سهرات حمراء وأوكاراً لتعاطي المخدرات موجودة ومعروفة بالميدان أمام الجميع.
ويشير وليد محمد اخصائي اجتماعي إلي أن ميدان التحرير أصبح مأوي للخارجين علي القانون والبلطجية وتتم داخله ممارسات مشبوهة واعتداء علي المواطنين وسرقة المارة والسيارات.
ويؤكد أحمد عبدالرحمن مدير عام بمصلحة الضرائب أن أكبر السلبيات الموجودة عدم وجود ضوابط في كل شيء فالبلطجة والتحرش وتعاطي المخدرات في ميدان التحرير أمام الجميع كل هذه الأمور ليست في مصلحة الثورة ولابد من تكاتف كل القوي السياسية للعبور بالوطن من هذه المرحلة الحرجة بعودة الأمن القوي أولاً ثم القضاء علي البلطجة والضرب بيد من حديد وزيادة الوازع الوطني لدي رجل الشارع.