عرض مشاركة واحدة
  #582  
قديم 21-04-2009, 03:46 PM
الصورة الرمزية hazem_khidr
hazem_khidr hazem_khidr غير متواجد حالياً

من انا؟: انا مهما كبرت صغير ..انا مهما عليت مش فوق !!!!
التخصص العملى: محاسب و صاحب مصنع ملابس
هواياتي: السيارت و شغف القياده
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
الموقع: جمهوريه مصر العربيه.المحله الكبري
المشاركات: 8,322
hazem_khidr has a reputation beyond reputehazem_khidr has a reputation beyond reputehazem_khidr has a reputation beyond reputehazem_khidr has a reputation beyond reputehazem_khidr has a reputation beyond reputehazem_khidr has a reputation beyond reputehazem_khidr has a reputation beyond reputehazem_khidr has a reputation beyond reputehazem_khidr has a reputation beyond reputehazem_khidr has a reputation beyond reputehazem_khidr has a reputation beyond repute
افتراضي بلد اشاعات صحيح!!

في الثامن والعشرين من مارس الماضي شاركت مصر تضامنا مع المبادرة العالمية لمواجهة مخاطر الاحتباس الحراري في اليوم العالمي لترشيد الطاقة، والذي سمي بساعة الأرض، فناشدت -خد بالك من ناشدت- وزارة البيئة المواطنين بإطفاء الأنوار من الساعة الثامنة مساء هذا اليوم ولمدة ساعة كاملة، وكذلك أطفئت الأنوار في أبرز المعالم السياحية والمباني والفنادق الشهيرة في القاهرة والإسكندرية والجيزة، لكن..
على المستوى الشعبي كان هناك رأي آخر لعدد ليس بالقليل من المواطنين، ومع أن وزارة البيئة طلبت إطفاء الأنوار بشكل ودي واختياري للجمهور، إلا أن هذه المبادرة كانت مجالا لنشر الشائعات أهمها مثلا: أن الامتناع عن إطفاء الأنوار سيتسبب في حدوث زلزال، وأن الحكومة أرادت بذلك تفعيل قانون الطوارئ ولا أفهم ما علاقة إطفاء الأنوار لمدة ساعة، حتى لو كان إجباريا بقانون الطوارئ. ولكن الذي حدث في منطقتنا هو شيء لافت جدا.. أولا: أخذت الأمهات يحذرن أولادهن من ضرورة الحضور إلى المنزل قبل الساعة الثامنة والنصف علشان الحكومة يا بنتي ربنا يسامحها هتطفي النور علينا لمدة ساعة، ومَن كان في زيارة قريب أو جار بعيد شوية عن مكان بيته استأذن "معلش بقى علشان أعرف أوصل البيت لحسن هيقطعوا النور ومش هاعرف أروح".. أما الأغرب فهو أن الجماهير الغفيرة في منطقتنا انهالت على البقالين ومحلات السوبر ماركت؛ لتحضر شمعا ليس شمعة أو اتنين لا بالدستة والاتنين والتلاتة، وكأن الحكومة إذا كانت هتطفي النور فعلا هتطفيه طول العمر وليس ساعة فقط، والأمر في الآخر هو مناشدة مجرد مناشدة، وأغلب الناس لم تسمع وظلت الأنوار كما هي بدون إطفاء، حتى الذين قضوا على الشمع عند السوبر ماركت قالوا خلاص بقى واضح إن الحكومة مش هتقطع النور وإحنا صعبانين عليها!.
كل هذا جعلني أسترجع بعض الشائعات التي أحاطت بنا في السنوات الأخيرة وكانت من اختراعنا نحن المصريين، وليس أعداء الوطن كما نحب دائما أن نأتي بشماعة لنعلق عليها أخطاءنا وتفاهة أفكارنا أحيانا.. اسمعْ يا سيدي..
بعد الإعلان عن ظهور مرض أنفلونزا الطيور في مصر انتشرت شائعة ملأت الجميع بالرعب عن تلوث مياه النيل بفيروس أنفلونزا الطيور، أعقبتها منشورات تدعو إلى عدم شرب مياه النيل وسارع الأهالي إلى المدارس؛ لإخراج أبنائهم خشية تناولهم مياه الصنابير، فكانت النتيجة إقبالا غير مسبوق على زجاجات المياه المعدنية حتى في الاستحمام والغسيل والأشياء البسيطة غير الشرب والطعام، على الرغم من أن مرض أنفلونزا الطيور أصلا ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي إلى المخالطين للطيور المصابة بالمرض وليس عن طريق الأكل والشرب، ولكن ماذا نقول غير أن هناك منّا من استغل الأزمة للمكسب والربح السريع وهي في الأصل تعبئ الزجاجات من مياه الحنفية ونحن انسقنا خلفها بدون تدقيق ولا تفكير ولو لبضع دقائق واستخدمنا المحمول والنت والسيارات؛ لتطوف الشوارع مروجين لشائعة تعبر عن تفكير "........" ولا بلاش.
وكذلك شائعة اللبن المجنس المخلوط ببودرة السيراميك مع أن بودرة السيراميك أغلى من سعر اللبن، إلا أن الإقبال كان في المقابل على اللبن المعلب غالي الثمن، وطبعا الهدف من الشائعة واضح جدا..
والشائعات أيضا طالت أمصال التطعيم ضد مرض شلل الأطفال بأنها فاسدة فامتنعت الأمهات بالطبع عن إعطاء أبنائهم هذا المصل، على الرغم مما في ذلك من خطورة، ولم تفكر في أن هذا الذي سمعته من أن المصل يسبب ارتفاع درجة الحرارة وقيء قد يكون مجرد شائعة، وفضّلت أن تصدق الشائعة على صوت العقل الذي لم تمنحه السيدة المصرية بعض الوقت للتفكير، لنفأجأ بعد ذلك أنها مجرد شائعة لإثارة حالة من الذعر والبلبلة حول وزير الصحة الجديد وقتها -حاتم الجبلي- لتصفية حسابات سياسية.
وحدّث ولا حرج عن الشائعات التي تخص الأطعمة والمواد الغذائية، وآخرها ما انتشر في إحدى السنوات من أن الياميش المستورد من تركيا وإيران به مواد مشعّة وكان الهدف بالطبع في صالح الياميش المصري، وأنا لست ضد تشجيع المنتجات المصرية، ولكن ليس عبر إطلاق الشائعات التي تثير الرعب أكثر منها تشجيعا لصناعة أو منتج..
ولا أنسى الشائعة التي انتشرت في وقت قريب جدا عن زيادة رسوم الزواج وعقد القران، فما كان من الناس إلا الإسراع في عمليات عقد القران بصورة كبيرة؛ إفلاتا من تلك الزيادة المقبلة. والأمر نفسه بالنسبة لزيادة أسعار البنزين التي ما إن أطلقت حتى تزاحمت السيارات بشكل لا يصدقه عقل، وخاصة في الساعات الأخيرة من الليل حتى تلحق البنزين قبل ارتفاع أسعاره.
وآخر ما سمعت من إشاعات كانت عن رسائل نصية قصيرة تقوم جهات خارجية بإرسالها، وقيل إنها إسرائيل، ويترتب عليها إصابة متلقيها بصداع شديد يعقبه الإصابة في المخ والوفاة، وأن هذه الرسائل تبدأ بالرمز (+) وتنتهي بأرقام 111 وأنه توجد حالات إصابة من جراء تلك الاتصالات بالتحديد في مركز ملّوي بمحافظة المنيا ومحافظتي القاهرة وقنا، وعلى الرغم من وضوحها كشائعة سخيفة، إلا أن وزارة الداخلية أصدرت بيانا تنفي فيه هذه الشائعة بعد مراجعة مسئولي مديريات الصحة بالمحافظات المذكورة ونفيهم صحة هذه المعلومات أو وجود أية حالات مصابة بالأعراض المشار إليها، بالإضافة إلى عدم منطقية تلك الشائعة وتعارضها مع الحقائق العلمية.
وعلى الرغم من أننا لدينا في قانون العقوبات المصرية باب عن الجرائم المضرّة بأمن الدولة من الداخل، ويتضمن بيانا كاملا عن الشائعات وعن ترويج الشائعات وعن الأضرار التي تصيب المجتمع منها، ويوقع عقوبات على مرتكبها، إلا أننا لم نسمع عن تقديم أحد للمحاكمة لترويجه لشائعة أضرت بحياة الناس وحياة أبنائهم، إلا شائعة صحة الرئيس التي أحيل فيها خمسة من الصحفيين في شائعة لم تضرّ أحدا ولم تتسبب في إثارة الذعر مثل ما سببته الشائعات التي تخص حياة الناس، خاصة في الطعام والشراب والصحة، وكأن حياة الناس لا تساوي شيئا أمام شائعة تتعلق بصحة الرئيس، كان يكفي لنفيها بيان من سطرين من رئاسة الجمهورية، وفي المقابل مازال مروجو الشائعات يمارسون هوايتهم في إثارة الرعب واللغط بين الناس دون أن يوجّه لهم أحد اللوم ولا حتى يهتموا بمعرفة من هو وما هي مصالحه من إطلاق الشائعات!!
قد يتحدث إليك أساتذة علم النفس ويقولون لك في تكلف إن الشائعة تنمو في جو من الغموض وغياب المصداقية وتزيد فعاليتها لدى الأشخاص الذين يعانون من الإحباط وضعف الفكر، وأن غياب الشفافية هو المسئول عن تراكم هذا السلوك منذ عشرات السنين مما أحدث فجوة بين الشعب والحكومة، ليس هذا فقط فتجد أن أستاذا في علم الاجتماع يحدثك عن أن الشائعة في مصر هي وليدة تنامي ثقافة البطولة، حيث يدعي البعض إلمامهم الكامل بكافة المعلومات والحقائق.. ولكن تظل الشائعة رغم كل هذا الكلام المنمق مؤشرا قويا على أنه رغم وجودنا في القرن الحادي والعشرين نمسك بالمحمول ونشاهد الشوتايم والجزيرة عبر الأقمار الصناعية، إلا أننا مازال لدينا في عقولنا شيء يمنعنا من التفكير ولو لدقائق وأن التحدث بالأكاذيب أسهل لدينا من التفكير ومحاولة تقصي الحقائق، والأفضل دائما أن نعاني من كذبة من أن نبذل مزيدا من الجهد لمعرفة الحقيقة بل إن محبي الفوضى وإشاعة الذعر والأكاذيب بيننا لا يدخرون جهدا في إضاعة وقتنا وجهدنا بل إهدار حياتنا في سبيل كذبة صدقها وأراد أن يصدقها معه الآخرون، وعلى رأي شادية وسهير البابلي في مسرحية ريا وسكينة: إشاعات.. إشاعات وقّفت حالنا الإشاعات.. إشاعات إشاعات خرّبت بيتنا الإشاعات.




.........
منقــــــــــــــــــــــ ـــــول

__________________

حـازم خـضـر




رد مع اقتباس