|
الأخطاء الخمسة التي أقصت واجنر عن رئاسة جنرال موتورز
واجنر مع مع كامارو.. السيارة التي لم تكن جنرال موتورز تحتاجها الآن
وأثنى فريق العمليات على الخطط والإجراءات التي وضعتها جنرال موتورز في مراحلها الأولى بهدف إعادة الهيكلة لكافة عملياتها، وقال الفريق «لقد تحققت العديد من النتائج الإيجابية الملموسة في عمليات الشراء وتصميم المنتجات وعمليات التصميم وتقنين الماركات وحجم شبكة الوكلاء».
ولكن وعلى الرغم من ذلك فقد وجد فريق العمليات أن خطة البقاء التي وضعتها جنرال موتورز تحتوي مبادرات ستحتاج عدة سنوات لتتمكن من إكمالها.
وتناول تقرير فريق العمليات مشاكل في 5 نواح من الخطة التي وضعتها جنرال موتورز وهي:
1 - الحصة السوقية
لقد انحسرت حصة جنرال موتورز للسوق الأمريكية من 23.8 بالمائة في 2006 إلى 21.5 بالمائة في 2008. ووفقا لخطة جنرال موتورز توقعت الشركة أن تتراجع حصتها عند نهاية هذا العام إلى 21.1 بالمائة وأن تتراجع إلى 19.4 بالمائة في 2012 إلى 19.1 بالمائة في 2014.
ووجد فريق العمليات بأن جنرال موتورز ظلت تخسر من حصتها السوقية على مدى العقود الماضية، بينما تفترض خطتها انحسارا خفيفا للغاية على الرغم من خفض مبيعات الأسطول وتقنين ماركات تمثل 1.8 بالمائة من حصة حضورها السوقية.
وتسعى جنرال موتورز إلى بيع هامر وساب، مع التزامها بتوفير المنتجات لعلامة ساترن حتى نهاية 2012، وإذا لم تتمكن حتى حلول ذلك التاريخ ستعمل على إلغاء الماركة.
وتريد إدارة الرئيس أوباما إجراءات أكثر سرعة لتكون جنرال موتورز أكثر قدرة على التنافس.
2 - الأسعار
في خطتها المقدمة، لم تناقش جنرال موتورز توقعاتها حول الأسعار، وبناء عليه أجرى فريق العمليات دراساته وتحليلاته المالية. وقال في تقريره بأن خطة جنرال موتورز تفترض تحسن الأسعار الصافية على الرغم من الضغوطات الشديدة التي تعاني منها السوق وضعف توقعات المستهلك نحو جودة المنتجات وزيادة الطلب على السيارات الصغيرة. وخلص الفريق إلى أن جنرال موتورز تاريخيا كانت دائما تعاني من ضعف في السيطرة على الأسعار.
ووجد فريق العمليات بأن عمليات جنرال موتورز في أسواق أمريكا الشمالية حققت هامشا ربحيا بلغ 30.4 بالمائة (بخصم سعر تكلفة الصنع من قيمة بيع السيارة). وتفترض خطة جنرال موتورز أن يرتفع هامش الربح إلى 30.8 بالمائة خلال هذا العام، وأن يبلغ 30.7 بالمائة في 2010 وأن يصل إلى 30.9 بالمائة في 2013 و30.3 بالمائة في 2014.
ويرى فريق العمليات أن تلك التوقعات غير ممكنة في ظل الضغوطات التي تعيشها السوق والتي باتت تفضل أكثر قطاعي سيارات الركاب Passenger Cars ومركبات الكروس أوفر Crossover وهما قطاعين لا يحققان هوامش ربحية عالية بالمقارنة مع قطاع الشاحنات الخفيفة Light Trucks والذي يشهد انحسارا كبيرا في المبيعات ومنه كانت تستمد الشركات الأمريكية أرباحها.
3 - الماركات / الوكلاء
تعاني جنرال موتورز من مشكلتين عضال هما ماركات وسيارات ضعيفة الأداء سوقيا، ومن شبكة وكلاء أكبر من اللازم. وقالت جنرال موتورز أنها ستقنن ماركاتها إلى 4 هي شفروليه وكاديلاك وبيويك وGMC، وستحول بونتياك إلى علامة لبيع سيارات خاصة وبكميات إنتاج صغيرة، وأكدت بأنها ستخفض شبكة وكلائها من 6246 في 2008 إلى 4100 في 2014.
وقد خلص فريق العمليات إلى أن هذه الإجراءات غير كافية وبحاجة إلى اتخاذا قرارات أكبر من ذلك.
4 - مجموعة المنتجات
ذكرت جنرال موتورز في خطتها بأنها ستسمح بعدد أقل وأفضل من المنتجات لأن عملياتها ستتمحور حول 4 ماركات رئيسية وعلى مجموعة أقل من المنتجات وشبكة أصغر من الوكلاء. وأكدت بأنها ستحقق أرباح أفضل لأن أكثر من 90 بالمائة من أرباحها في السوق الأمريكية تأتي من الماركات الأربعة.
وفي المقابل وجد فريق العمليات بأن جنرال موتورز تحقق النسبة الأكبر من أرباحها جراء بيع الشاحنات الخفيفة Light Trucks والمركبات النفعية الرياضية SUV وهي منتجات معرضة للانحسار في المبيعات بسبب توجه المستهلك نحو السيارات الأصغر حجما.
وأشار التقرير بأن المركبة الكهربائية الهجينة «شفروليه فولت» تحمل مستقبلا واعدا، ولكنها في نفس الوقت باهظة الثمن ولن تحقق نجاحا تجاريا على المستوى القصير. وكانت جنرال موتورز قد توقعت أن تصل فولت إلى الأسواق بسعر يزيد عن 40 ألف دولار. وهو باهظ بالمقارنة مع هوندا إنسايت التي تباع بنحو 20 ألف دولار وتويوتا بريوس 23 ألف دولار ومتوقع أن تخفض تويوتا من سعر سيارتها.
5 - الالتزامات المالية
يتوجب على جنرال موتورز دفع 20 بليون دولار لـ الرابطة التطوعية لفائدة الموظفين. وهي تحاول إقناع إتحاد عمال السيارات UAW بأخذ نصف هذا المبلغ على شكل أسهم بدلا من النقد.
وذكرت جنرال موتورز في خطة البقاء بأن صندوق المتقاعدين تراجعت أصوله بشكل واضح في الشهور الست الماضية. فقد بلغت قيمة الأصول 84.2 بليون دولار حتى نهاية 2008 مقابل 104.1 بليون في 2007، وهذا ما جعل الصندوق مزودا بـ87 بالمائة من قيمته في 2008 مقابل 124 بالمائة في 2007.
وتوقع فريق العمليات أن تتنامى التزامات جنرال موتورز المالية نحو هذه الصناديق بواقع 6 بليون دولار سنويا في 2013 و2014. ولكي تتمكن الشركة من سد هذه الالتزامات ستكون بحاجة لبيع 900 ألف سيارة إضافية سنويا. ومثل هذه الضغوطات ستدفع الشركة نحو زيادة حجم المبيعات بدلا من التركيز على عوائد الاستثمارات.
وبالنهاية خلص تقرير فريق العمليات إلى أن تطور جنرال موتورز في السنوات الماضية كان بطيئا للغاية في هذه النواحي الخمسة، ولكي تبقى الشركة يتوجب على المساهمين تقديم تنازلات أكبر بكثير لكي تنجح خطط الإصلاح وإعادة الهيكلة.
وأمام هذه التحديات وجد فريق العمليات بأن ريك واجنر غير قادر على قيادة عمليات إعادة هيكلة صارمة وأكثر قوة لكي تتمكن الشركة من تحقيق وضع مالي مستقر يمكنها من التنافس محليا وعالميا.
__________________
مقولة مأثورة (اللَّهُ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً وَلَا يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً)
|