[فادى]

الطاقة النظيفة و المتجددة ما تزال تحتاج الى معجزات علمية كى تتحقق على أرض الواقع و للأسف نحن لسنا فى زمن المعجزات,
حاليا هى ليست أكثر من مناوة عملية ان جاز التعبير مدفوعة بأسباب سياسية تهدف الى الضغط على الدول المنتجة للبترول للتحكم فى اسعاره.
الطاقة المتجددة قد تكون ممكنة للمبانى و الأماكن الثابتة, و هو ما يتم تطبيقه بالفعل لكن على نطاق ضيق,
فى المقابل فان المشكلة الكبرى و التى لا تجد حلا (و لا اعتقد ان هناك حلا اللهم الا حل يأتى من السماء), هى تزويد المركبات المتحركة بأنواعها بالطاقة, لأن الطاقة القادمة من مصادر أحفورية تتمتع بخاصية مهمة جدا, سهولة النقل و التزود بها, ففى خمس دقائق يمكن ملأ خزان السيارة بالوقود لتسير مسافات كبيرة, كما يمكن تخزين الوقود بسهولة و بدون اعدادات خاصة.
فى المقابل فان السيارة الكهربائية تحتاج الى شحن لوقت طويل, كما أن البطاريات و المحرك الكهربائى مكونات ثقيلة الوزن بالمقارنة مع محرك البنزين المفرغ من الداخل و وزن الوقود.
طبعا ناهيك عن متعة قيادة السيارة التقليدية و التى لا تتوفر فى السيارة الكهربائية, فصوت المحرك البترولى الذى يطربنا و هو يتسارع سوف يتحول الى أزيز قمىء و سخيف لمحرك كهربائى على الأغلب سوف يجد صعوبة فى دفع السيارة ثقيلة الوزن.
أضف الى ذلك غياب منحنى العزم, و علب التروس متعددة النسب و التى لا نحتاج اليها فى السيارة الكهربائية, و غير ذلك من خصائص قيادة السيارات التقليدية و التى يستمتع بها محبو القيادة.
السيارة الكهربائية لن تقدم لنا المتعة.
وجب الاشارة الى انه لا يجب مجاراة الغرب فى اندفاعه نحو مصادر الطاقة البديلة, و من المؤسف رؤية العرب يدعمون هذا الاتجاه العالمى, و الذى يهدف فى الأساس لاضعاف العرب و ثرواتهم الطبيعية و التحكم بها, فالغرب لا يهتم بالبيئة و لا بايجاد طاقة بديلة حاليا بل الهدف هو ايجاد سبيل للضغط على الدول المنتجة للبترول لخفض اسعار الطاقة.
الطاقة البديلة نبقى ندور عليها لما البترول يخلص, اما الأن فلا داعى للحديث عن مثل هذه التقنيات المستقبلية البعيدة عن الواقع بيد ان الحديث عنها لن يقدم و لن يؤخر فلا احد سوف يستغنى عن السيارة البترولية الممتعة و ذات الاداء الجيد.