رد: انا عايز اتكلم فى مواضيع سياسية حد معايا؟
المشكلة ليست فى القوة العسكرية,
فى الحقيقة معظم المعلومات و الحقائق تشير الى تفوق مصر العسكرى على اسرائيل, سواء لناحية السلاح, أو لناحية عدد الجيش.
يكفى الذكر أننا رابع دولة على العالم فى عدد طائرات الاف 16 بعد امريكا و بريطانيا و استراليا, و لدينا 240 طائرة اف 16, أضف الى ذلك طائرات الميج و الصفقة المنتظرة من طائرات السوخوى الروسية عالية الكفاءة (و التى تتجاوز قدرات الاف 16), يصبح لديك سلاح طيران لا تملكه دولة فى المنطقة.
رغم ذلك, الحرب لها حسابات اخرى.
هناك نقطتين مهمين جدا,
أولا الجيش الاسرائيلى و ان كان أقل عددا و عتادا, الا انه مدرب جيدا, و يخوض حروبا شبة يومية, سواء فى لبنان او فى فلسطين. و لذا فان الخبرة الحربية لديه اكبر من خبرة جيشنا الذى لم يخض حربا حقيقية منذ حرب الخليج الاولى و التى كانت مشاركته بها محدودة.
النقطة الثانية, الاقتصاد المصرى فى حالة سيئة للغاية, و هو لا يتحمل حربا طويلة الامد, اذا كان الاخوة الأعضاء يقولون ان عندنا ثروة بشرية و ممكن نستحمل الخسائر البشرية الكبيرة و هو قول يحتوى على الكثير من الاستهتار بالحياة البشرية,
من الجميل ان يموت الانسان من اجل وطنه, لكن ليس من الطبيعى ان يرمى به وطنه الى التهلكة دون ادنى حماية, من استراتيجية أى حرب عدم حدوث خسائر بشرية كبيرة لأن البشر ليسوا دجاج و لا يموتون بلا ثمن.
اذا كنا نقول ان اسرائيل لا تتحمل حربا طويلة الامد فنحن ايضا لنا الظروف نفسها, فى الفترة ما بين 1967 و 1973 عانى المصريون من شظف العيش و كنا نقول لا صوت يعلو فوق صوت المعركة, كل الموارد كانت تذهب للجيش, فهل يمكن للاقتصاد المصرى تحمل فترة اخرى مثل تلك؟!
أما مبدأ اننا جدعان ولاد بلد و نستحمل و هما فرافير مش هيستحملوا و كأننا بلا حق فى الحياة الكريمة مثل الأخرين و كأننا خلقنا لكى نحارب و نحارب حتى نموت!
لا يا سيدى الشعب المصرى يريد ايضا ان يعيش.
لقد اخذت السياسة المصرية نهجا حميدا بعد حرب 1973, يرتكز على السلام و التنمية, نجحنا فى السلام و لم ننجح فى التنمية بفضل الكثير من العوامل الداخلية و الخارجية و عدم الكفاءة و الفساد المتوطن.
و أخذنا سيناء عبر استغلال ظروف دولية و اقليمية معينة وقتها, لم تعد متوفرة حاليا للأسف.
لذا فان تقديرى الشخصى الذى قد يصيب أو يخطأ ان الحرب ليست شيئا جميلا أو هدفا نسعى اليه, خاصة فى ظروفنا الحالية, نحتاج الى بناء وطنا متقدما و غنيا و ثريا يعيش ابناؤه حياة رغدة و مترفة. و ليس البحث عن حرب أو بطولة.
عندما حاربنا فى 1967 و 1973 و غيرها اضطررنا الى الحرب و لكن حاليا ليس هناك من سبب حقيقى, فلا ارضنا محتلة و لا هناك اى اعتداء خارجى محتمل فى الفترة الحالية.
الناس لا تسعى الى البطولة, و لكنها تضطر اليها!!
التعديل الأخير تم بواسطة فادى ; 10-04-2010 الساعة 12:57 AM
|