[منعم الكنج]

فولفو صارت صينية؟!
وسط أزمة ثقة يعيشها أكبر صناع السيارات في العالم بسبب تزايد الأنباء اليومية عن استعادة آلاف السيارات لعيوب صناعية، تعمل شركات السيارات الصينية بكل طاقتها للاستفادة من تلك الظروف القاسية التي تعصف بالكبار.

واستولى خبر صفقة "جيلي" الصينية التي استحوذت على "فولفو" السويدية التابعة لـ"فورد" الأمريكية على اهتمام صحافة السيارات العالمية.

ويرى محللون أن شراء "فولفو" من قبل المجموعة الصينية "جيلي" يعكس رغبة شركات صناعة السيارات في الدولة الآسيوية التي أصبحت السوق الأولى للسيارات في العالم في الحصول على تقنيات غربية متطورة لغزو أسواق العالم، مستفيدة من أسماء عملاقة حفرت اسمها في تاريخ صناعة السيارات على مدى عشرات السنين.

ويقول المحلل فو جيونج من شركة "جيلي" الصينية أن شركته تسعى للحصول على ما يسمى بـ"الأصول الخفية" أي اعتراف بالعلامة التجارية وتكنولوجيا جديدة.

وتبدو محاولات الصين في التربع على عرش السيارات في العالم قد بدأت تؤتي الكثير من الثمار الناضجة ، ففي مطلع عام 2010 أطاحت الصين بالولايات المتحدة التي ضربتها الأزمة المالية العالمية، من مركزها كأول سوق عالمية للسيارات مستفيدة من إجراءات الانعاش الحكومية.


يشترون كل الشركات المتعثرة
ويسعى صانعو السيارات في ثالث أقوى اقتصاد عالمي إلى اغتنام هذه الفرصة لعبور الحدود الصينية، واقتناء علامات تجارية عالية المستوى من نظرائهم الغربيين المستعدين للتنازل عنها نظراً لما يشهدونه من صعوبات.
الشركات الصينية تتعملق

في أكتوبر الماضي اتفقت شركة "تيندجونج" الصينية مع الأمريكية "جنرال موتورز" على شراء العلامة التجارية لسيارات الدفع الرباعي الفاخرة "هامر" ، كما دفعت شركة "بيجينج" القابضة لصناعة السيارات 200 مليون دولار مقابل أسهم في شركة "ساب"، الفرع السويدي لـ"جنرال موتورز" والمعروفة بمتانة سياراتها.

ويقول مسؤول الأبحاث في مجموعة "جاي دي باور إيجا- باسيفيك" في شنجهاي ماي سونجلين إن "إقتناء علامات تجارية أجنبية يشكل إحدى وسائل تطوير القدرة على المنافسة عالميا".

وتابع أن "الأمر يختلف عن استراتيجية أغلب صانعي السيارات اليابانيين والكوريين الذين يميلون إلى الإعتماد على نموهم".

واختارت شركات صينية مثل BYD و"شيري" الاستثمار في أبحاثها الخاصة وتنميتها، لكن الخبراء يرون أن الطريق التي اتبعتها "جيلي" ستسمح لها بالتقدم سريعا.

ويعتبر الخبراء أن "جيلي" تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الماضية فحققت مبيعات جيدة ، مشيرين إلى أن المجموعة قد تحقق قفزة هائلة إلى الأمام مع "فولفو".

وقال ماي سونجلين إن "شراء فولفو يمثل أهمية قصوى لدى "جيلي" فبالطبع يمثل ذلك مؤشراً مشجعاً فيما تسعى الشركة إلى تحقيق 50% من مبيعاتها في الخارج".

كما رأى أن انتقال المجموعة السويدية إلى ملكية صينية لا يفترض أن يؤثر على صورتها. وقال إن "فولفو ستبقى فولفو، السيارة الأفضل المعترف بها عالميا و"جيلي" مدركة تماما لهذه القوة

منقول