لكن الخديوي اعتذر نظرا لعدم وجود ميزانية لتكلفة المشروع الكبيرة خاصة بعد افتتاح قناة السويس

كان صنع التماثيل في هذا الوقت يعتمد على صب المعدن المصهور في قوالب تؤدي فى النهاية
الى الشكل المطلوب ولكن حجم التمثال الهائل لم يكن من السهل عمل قوالب لهذا الحجم لهذا لجأ
الى طريقة اخرى أسماها
طريقة التصويج
وفضل المثّال ان يكون وجه التمثال والأماكن الخارجية منه من النحاس لخفته وسهولة تشكيله
ثم إن النحاس حين يتعرض للهواء فإنه يُكوّن طبقة من
صدأ النحاس تكون خضراء اللون
وهذا أقرب مايكون للشكل الذى تخيله للتمثال
وقرر أن يكون التمثال على أعلى ارتفاع يمكن من
حيث الطول فقد جعله 46 متراً وطول الخصر 11 متر وطول الأنف مترا ونصف
أما الأصبع فستكون مترين ونصف
واتفق المثّال مع أحد المهندسين لتشكيل الهيكل الداخلى للتمثال
وهو الذي سيحمله وذلك بعد أن يتم تدعيمه من الداخل بغرف فارغة تُملأ بالرمال وفى أوقات
الصيانة فانه يمكن تفريغ هذه الغرف
هنا بدأ يفكر في شيىء آخر ، إنه
التمويل
كيف سيمول هذا المشروع؟؟
لم يجد أمامه سوى
أن يشكل رابطة أو منظمة ونجح في تشكيلها
وأطلق عليها اسم
الاتحاد الفرنسي الأمريكي
وفتح حساباً مصرفياً لتلقي التبرعات
وأعلن عن هذه التبرعات وعمل مجموعة
من النشرات أعلن عنها فى وسائل الإعلام
وأعلن أن الامريكيين سيقدمون معونتهم
في صورة قاعدة التمثال التي سينصب عليها
بعد صبّه
وبدأت التبرعات تنهال على الرابطة حتى أن واحد من كبار صناع المعادن قدّم جميع مايتطلبه
التمثال من النحاس
وحل موعد الذكرى المئوية ولم يكن التمثال
قد اكتمل بعد ، فقرر الاتحاد الامريكى الفرنسى
المساهمة في الاحتفال بتقديم جزء من التمثال وأرسل الى الولايات المتحدة الذراع التي تحمل
المشعل ونقلت الذراع الى المعرض
الذي كان مقاماً بهذه المناسبة وتم عرضها عدة أشهر ، ثم أعيدت الى باريس مرة أخرى واثارت اهتماماً كبيرا مما ساهم فى زيادة التبرعات