ملخص كتاب (التاريخ الأسود للجماعة بين يهودية حسن البنا و ماسونية الإخوان)
(الحلقة العاشرة )
د. ياسر حلمى الشاعر
ماسونية الأخوان دلائل و إستدلالات ترسخ التنظيمات الماسونية فى فلسفة تكوينها الأصلية لفكرة التحلل التام من الإنتماء لأى مبدأ أو دين إلا لها فقط, و بالتالى يكون الولاء لها وحدها و بالتالى تسقط فكرة العقيدة و الوطن تحت أقدام كل من أنتمى لهذه التنظيمات السرية, و هو ما يعطى تفسيراً واضحاً, لماذا يعمل كل الماسون بنظرية الكل فى واحد رغم إختلاف الجنسيات من أجل هدف واحد هو إعلاء شأن المنظمة التى ينتمون إليها على كل شىء و أولها الدين و الوطن و إنتهاء بالعائلة, هو ما يجعل الجميع ينصهر فى بوتقة لهم نفس السلوك و الطباع رغم إختلاف اللغة و العرق و الدين الأصلى, فالجميع يعمل على إعلاء شأن شيطانه الذى هو إلهه, و هذا التوحد يلزمه تدريبات شاقة و إختبارات لكل الأعضاء ليتم بعدها التصنيف و تسكين كل عضو فى درجته, و التى تتراوح بين درجة المبتدأ وتنتهى بدرجة الأستاذية. تأصيل الهيكلة الماسونية للجماعة: يؤكد المؤرخ الإخوانى و عضو التنظيم السرى, عادل كمال فى أن ماسونية الجماعة لم تكن مصادفة أو مرتبطة بشخص حسن البنا, بل انها كانت مؤصلة فى تكوين و نشأة الجماعة حيث يذكر فى الصفحة الـ 25 من كتابه (النقط فوق الحروف), “أنه بعد قتل حسن البنا و فى إجتماع الهيئة التأسيسية لتحديد المرشد طلب (عبد الرحمن الساعاتى) المراقب العام للأخوان المسلمين و شقيق حسن البنا ضرورة الإحتفاظ بلقب (البنا) على رأس جماعة الأخوان وأنه سيغير أسمه من ( عبد الرحمن الساعاتى) إلى (عبد الرحمن البنا) و برر ذلك برغبته فى أن يبقى أسم البنا رمزاً للجماعة, إلا أن الظروف فرضت عليهم تعيين حسن الهضيبى مرشداً عاماً للإخوان, فظل محتفظاً بأسمه الأخر الذى أطلقه والده عليه و هو (عبد الرحمن الساعاتى)”.
ونقول أن الماسونية كانت متغلغلة فى عقل البنا و عقل ابوه و أخوته و الدليل أن الشقيق الأصغر لـ حسن البنا الكاتب (جمال البنا) كان قد قرن أسمه بلقب (البنا), و للتذكرة نقول أن جمال البنا هو الكاتب صاحب الفتاوى الغريبة و التى كانت تصب فى خانة هدم صلب العقيدة و لعلنا لا ننسى فتواه الشهيرة بجواز شرب المسلم الصائم للسجائر فى نهار رمضان بدون أن تفسد صيامه, هذا بالإضافة بالإضافة للكثير من الفتاوى التى وضعها إفتراءً على العقيدة الإسلامية و أثارت الكثير من البلبلة و موجات الإستنكار. و نختم الفقرة بالقول بأن حسن البنا كان كثير الإستخدام لعبارة إستاذية العالم و التى تعبر عن المرتبة العظمى فى الماسونية علماً بأن تلك العبارة لم تكن تستخدم من قبل فى الثقافة المصرية, وهو ما يؤكد ما كان مايدور فى العقل الباطن لـ حسن البنا بالحصول على اللقب الماسونى, (الأستاذ), و قد أورد حسن البنا هذا التعبير موثقاً فى الصفحة 226 من (رسالة التعليم), بالقول “للدعوة إلى تحقيق إستاذية العالم بنشر الإسلام فى ربوعه “.
الهيكل الماسونى للجماعة سنجد أن هناك تشابه يكاد يصل إلى درجة التطابق بين تلك الجماعات و بين البناء التنظيمى للجماعة, سنجد هذا التشابه بل لنقل التماثل بداية من الشعار, درجات العضوية, طريقة البيعة, التسمية بل و حتى طريقة الإنتشار حول العالم و الروابط الخفية بين كل الأفرع حول العالم, و ذلك البناء العنقودى الذى يربط بين فصائل كل مجموعة. سنجد التماثل لدرجة الذهول. و لنبدأ المقارنة. 1- الشعار الشعار فى المنظمات الماسونية: كما توضح الصور ان الشعار عبارة عن فرجار يمر على مسطرة هندسية صانعاً مربع هذا المربع يتوسطه حرف G بين الزاوية القائمة و الفرجار و الذى يعتقد أنه يرمز للحرف الأول لكلمة الخالق God و فى أقوال أخرى أن حرف الـ G هو الحرف الأول لكلمة gematria والتي هي 32 قانونا وضعه أحبار اليهود لتفسير الكتاب المقدس في سنة 200 قبل الميلاد,
الشعار فى جماعة الأخوان:
أقلب الشعار الماسونى و أستبدل حرف الـ G الموجود به بالمصحف فى الشعار الأخوانى ثم لاحظ التشابه بين الشعارين, الماسونى و الأخوانى, فبإستثناء بعض الرتوش و التعديلات البسيطة فقط ستجد أن الشعار الأخوانى هو شعار هندسى يستمد خطوطه و نقاط إرتكازه من شعار الماسونية, و هنا يلعب مصمم الشعار بحرفية شديدة على القدرة التحليلية الرهيبة للعقل البشرى, الذى سيقوم بالتحليل العميق لشعار الأخوان و من ثم سيربطه بالشعار الماسونى ليقوم العقل البشرى الجبار (بإذن ربه) بترسيخ الشعار الماسونى فى العقل الباطن للشخص الناظر اليه. و لى أن أتسأل أليس الشعار هو الرمز الذى تصطف خلفه الجماعة, إذا من هو مصممه؟. ألا يفترض أن يكون هذا المصمم معروفاً للجميع بل و ينقش أسمه بحروف من ذهب فى سجلات الجماعة, لقد بحثت طويلاً و سألت لعلى أعرف المصمم العبقرى الذى صمم شعار جماعة الأخوان و لكن فشلت كما فشلت’ أنا و غيرى سابقاً فى معرفة أى شىء عن عائلة حسن البنا فى المغرب.
