رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
خفايا الصفقة الكبرى فى الشرق الأوسط .. مخاوف من ضياع سيناء وتفتيت مصر!
بقلم : محمد حسين أبوالحسن : مايو 2013
أصابتني صدمة عندما فتح اللواء. د.مجاهد الزيات درج مكتبه, وأخرج حزمة أوراق, ومد يده بها, فإذا عنوانها:في إطار تصفية قضية فلسطين للأبد, خطة إسرائيل لإقامة دولة غزة الكبري علي أرض سيناء.
وقبل أن أغوص في قراءتها,نظرت مستفهما: منذ متي هذه الخطة؟!. قال د.الزيات: إنها دراسة وضعها جيورا إيلاند مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق, عام2008, ونشرها بعد ذلك معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني.
رحت أطالع الأوراق بإمعان شديد.استعرض إيلاند كل مبادرات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ مؤتمر مدريد عام1993, حتي حل الدولتين لشعبين. وحكم عليها جميعا بالفشل وعدم الواقعية, واقترح حلا نهائيا للمشكلة, خلاصته تنازل العرب عن جزء من الأرض لإسرائيل والدولة الفلسطينية, ويخرج الجميع رابحين.
تتنازل مصر إلي غزة, عن720 كيلومترا من سيناء وهناك اقتراحات بزيادتها لنحو4000 كم تشمل الشريط الممتد علي طول24 كيلومترا علي شاطيء البحر المتوسط من رفح حتي العريش, ويمتد جنوبا30 كم علي طول حدود مصر مع إسرائيل وغزة, بما يضاعف مساحة غزة الحالية ثلاث مرات.
وفي المقابل تضم إسرائيل مساحة مماثلة من أراضي الضفة ضمن حدود الجدار العازل, وتتنازل هي لمصر عن مساحة مقاربة في صحراء النقب.
ويتخلي الأردن عما يعادل5% من الضفة للفلسطينيين, ويتم تعويضه من أرض السعودية بجواره.
ورأي جيورا إيلاند أن مصر ستربح فوائد, لمجرد تبادل أراض,كفك عزلتها الجغرافية شرقا, عن طريق قناة ونفق للسكك الحديدية والسيارات وحركة التجارة, إلي الأردن عبر إسرائيل, يخضع للسيادة المصرية,يتفرع إلي السعودية والعراق, ويرتبط بمطار ومرفأ العريش الفلسطيني, أيضا ضخ استثمارات ضخمة لتحلية المياه, والسماح بحصول القاهرة علي تكنولوجيا ومفاعلات نووية, وإلغاء القيود القاسية علي انتشار قواتها العسكرية في سيناء, باختصار ستتنازل مصر عن1% من أرضها, مقابل السيادة علي99% المتبقية.
وبذلك تصير إسرائيل دولة يهودية محضة: تتخلص من حق العودة للاجئين نهائيا, وتنتزع أراضي استراتيجية, بتوطين الفلسطينيين في علي حدود الأردن وغزة التي يمكن توسيعها ثانية في سيناء. ومن ثم إرساء سلام دائم بين الأطراف المتصارعة.
** المدهش فعلا أن الوثيقة تؤكد أن مقدمات تنفيذ هذا المخطط بدأت بالفعل, وأن إشارة البدء كانت حديث الرئيس الأمريكي أوباما عن التنازلات المؤلمة من أجل السلام في الشرق الأوسط, في خطابه بجامعة القاهرة الموجه للعالم الإسلامي.
قلت للدكتور مجاهد الزيات: كل هذا ونحن صامتون؟! فأجابني بأسي: هذا المخطط يعود إلي خمسينيات القرن العشرين علي يد البروفيسور يتسحاق عيتسيون, ودافيد تترسكي, تنحسر عنه الأضواء أحيانا لكنه سرعان ما يطفو علي سطح الأحداث, كلما سنحت الظروف الملائمة.
تذكرت تصريحات الجنرال عاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان, عام2010 عن الدور التخريبي للجهاز في مصر باختراقات واسعة, سياسية وأمنية واقتصادية و تصعيد التوتر الطائفي والاحتقان الاجتماعي, ليعجز أي نظام يأتي بعد مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي فيها. ما أفشاه يادلينبزهو بالغ, يتقاطع مع استراتيجية الاستنزاف المستمر ضد مصر, التي شرعها مؤسس الدولة العبرية ديفيد بن جوريون, بضمان تفوق إسرائيل استراتيجيا, وتمزيق الدول العربية المحيطة إلي دويلات صغيرة, لاسيما العراق وسوريا ومصر, بإثارة الفتن بين أهلها. والتقط الخيط في الثمانينيات المستشرق الصهيوني المتأمرك برنارد لويس- بتكليف من البنتاجون- فأطلق مشروعه الشهير بتفتيت الدول العربية والإسلامية كلها إلي كانتونات ودويلات عرقية وطائفية. وأرفق بمشروعه خرائط تشمل دولا مثل: السودان والعراق وسوريا ولبنان ومصر والسعودية وإيران.. إلخ, واعتبر لويس أن العرب والمسلمين خليط من الطوائف والكيانات الوهمية الورقية, وهم مفسدون فوضويون إرهابيون, إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا, فلا مانع من احتلالهم..!
منبع الخطورة الآن أن قضية السلام هي كعب أخيل لتغيير الحدود المعروفة لدول المنطقة, بفرض حل للصراع العربي-الإسرائيلي, تدفع مصر فاتورته الكبري, من أرضها وثرواتها وكرامة أبنائها.إنها طبخة مسمومة, تنضجها تل أبيب وواشنطن وآخرون علي ألسنة لهب, يحرق المنطقة بعنف مجلجل. وتناقش تفاصيلها في الخفاء, مع زعماء المنطقة من حجاج البيت الأبيض, برعاية وزير الخارجية جون كيري الذي شدد علي العمل الجدي من أجل إنهاء الصراع للأبد,بما يعني سكب الماء علي الحريق أو ترك النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله. في منطقة تراجعت أهميتها, بانتقال بؤرة الصراع الدولي للشرق الأقصي والمحيط الهادي, رقعة الشطرنج الجديدة للولايات المتحدة والصين والأتباع والمنافسين الطامحين.
ستفقد مصر50% من احتياطي الغاز المتوقع, حال تعديل حدودها البحرية, لو قامت دولة غزة في سيناء- يوضح ألون ليئال, سفير إسرائيل في تركيا سابقا, أنه عقب الفوضي في الشرق الأوسط, وسقوط مصر, ليبيا, تونس وسوريا, فجأة تبدو تركيا كشيء ما يشبهنا قليلا: جزيرة استقرار اقتصادي وسياسي وقوة تكنولوجية.
ودون استدعاء نظرية المؤامرة, فإن دواعي الحذر القصوي تفرض لجم الجماعات الجهادية وهي جماعات مخترقة من المخابرات الإسرائيلية عن تسخين الجبهة المصرية, بإطلاق الصواريخ علي إسرائيل,من سيناء أو غزة, في وقت تعاني فيه مصر أوضاعا استراتيجية قاسية للغاية,ممايمنح إسرائيل صكا لإقناع العالم بأن سيناء منطقة إرهاب وتجارة المخدرات والبشر, لفرض الوصاية الدولية عليها. بعدها يصعد الكيان الصهيوني عدوانه الكاسح ضد سكان غزة, لكي يفروا إلي الاحتماء بسيناء, هنا يتعاطف حكامنا الإسلاميون مع هذه المأساة الإنسانية تحت ستار الأخوة الإسلامية, بمخيمات فلسطينية بسيناء, تظل إلي الأبد نارا ملتهبة, تحرق مصر وشعبها وحكامها. فالعالم لا يهمه سيادة مصر علي أراضها, إذا كانت حلا لصداع غزة, وضمانا لأمن إسرائيل.
هذا المخطط الشيطاني تسنده مواقف مريبة, كتجنيس الفلسطينيين بالجنسية المصرية, أو دعوات توطينهم بشكل مؤقت, أو شرائهم أرضا في سيناء,والعروض الدولية لإقامة مدن سكنية مليونية قرب الحدود, وأخيرا مطالبة الشيخ حازم أبوإسماعيل للرئيس مرسي بضم غزة إلي مصر.
وهي مواقف تصفي القضية الفلسطينية, بصورة كارثية علي مصر التي قد لا تصمد أمام الرمال المتحركة إسرائيليا وأمريكيا, وحتي فلسطينيا وإقليميا ومحليا. وسلخ سيناء سيكون بداية تمزيق مصر إلي خمس دويلات, وهو هدف إسرائيلي معلن دون مواربة,فإذا ما تفككت أرض الكنانة تبعتها سائر الدول العربية والإسلامية الأخري.
صرح د. ياسر برهامي أخيرا بأن الدعوة السلفية اتفقت مع الجماعات المسلحة بسيناء لتسليم أنفسهم وأسلحتهم لسلطات الدولة, بشرط حسن المعاملة. وعرض الاتفاق علي رئاسة الجمهورية, لكنها ردت: إحنا هنتصرف, أي أنها رفضت. هنا أقف حائرا: كيف ترفض الرئاسة أمرا يصب في مصلحة الوطن ولماذا؟!
ينبه د.نعمان جلال أن سيناء أرض مصرية مقدسة حافظ عليها الفراعنة, واستمر الحفاظ عليها عبر القرون, إلي ثورة23 يوليو, كان النهج واحدا, هو رفض أي مساس بالأراضي المصرية, خاصة في سيناء, أصر السادات علي إزالة مستعمرة ياميت الإسرائيلية, واستعاد مبارك طابا بالتحكيم, أما عبد الناصر فكان أكثر وضوحا وقوة من الجميع في رفض ضم غزة لمصر, ورفض ما يسمي الاعتبارات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين, حفظا للهوية الفلسطينية, وحماية لأمن مصر وسلامة أراضيها.
ودون تهويل أو تهوين, ستكون الآثار مروعة لو تساهلنا إزاء أي مخطط يجعل أي شبر من تراب المحروسة رهينة لدي إسرائيل أو غيرها, يستوجب فدية, عودة الأرض مقابل تراجع الحق.
__________________
من مواضيع kj1 التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود ليه لا وليس نعم مصر الجميلة الغائبة الأن
|