مصر موتورز مجتمع السيارات - عائد من الغيبوبة

لم يكن فى بدايته يوم عادى كأى يوم مضى ولكن مع أول وهلة بعد الإستيقاظ من نوم عميق بدت ضبابة البداية أكثر إعتاما وقتامة ومع مرور الثوانى لم تنقشع أو توهن قوتها بل ظلت ممتدة متحدية ضوء النهار الساطع ومتغلبة على القوة التى بدأت تدب فى الجسد فأصبح السير مترنحا وثقيلا خشية من التعثر !
تلاشت كل الأمال فى إنجاز الأعمال وتسليم النفس لروتينها اليومى بعد أن بدأ صداع شديد يغزو الرأس بلا هواده ومع إستمرار الصداع دبّ الوهن فى الجسد ومع كل محاولة لإسكاته بالمسكنات كان يزداد حتى أصبح لا يحتمل !
وفى لحظة كأنها غفوة مرت بها الأحداث تترى بلا إنقطاع وبتلاحق غريب غير مرتب طفى الماضى بأحداث تصويرية دقيقة للحظات مختزنة فى الذاكرة بتفاصيلها كاملة بشكل مدهش !
وإنتهى شريط العرض بالشاطىء وهو يجلس وحيدا كأنه يغوص فى الرمال المبتلة والموج متلاطم متلاحم يهدر فى أذنيه حتى كاد يصيبه بالصمم !
حاول أن يقوم من جلسته 00
جاهد بصعوبة حتى تمكن بعد جهد جهيد من رفع جسده وكأنه محمل بأثقال فولازية أو ملتصق بالأرض من كافة أقطاره !
أخيرا إستطاع أن يقف على قدميه يجرهما بصعوبة مبتعدا عن البحر الذى يكاد يبتلعه بين أمواجه العاتيه وكلما مضى خطوة كان يجذبه إلى الخلف وكأنه يسير فى العدم والمسافة لا تتحرك وكأنها قطعة من السكون وثبات فى نقطة كامنة كأنها نهاية العالم حيث لا يجدى المسير !
شعر بتثاقل أكبر وقواه تكاد تنهار والبحر يقذف برذاذ ثقيل كأنه أسواط تجلده !
الدنيا تظلم شيئا فشيئا حتى إستحالت لعتمة داجنة لا شعاع فيها ولا بارقة ضوء واهن !
تلفت حوله لا يرى شيئا ولكنه يشعر بأنه ينجرف إلى الخلف وكأنه يكاد يسقط من منحدر شديد إلى هوة سحيقة !
لم تمض لحظة إلا وهو يغرق فى الماء الذى غطى جسدة ثم إبتلعه وأستمر فى جذبه إلى الإعماق !
بدأت الأنفاس تتلاحق حتى بلغت النهاية التى لا حياة بعدها !
أدرك أنها آخر لحظة مع آخر زفرة هواء لم يكن هناك تعويضا عنها !!
وقبل أن يستقر فى قاع البحر دفعته موجة عاتية إلى سطح البحر بسرعة فائقة ومع أول شهقة جاء شعاع نور ساطع وعندما إستفاق وجد نفسه راسيا على الشاطىء محاط بالنور يشم عبق مختلط من الزهور ونسيم البحر الهادىء