![]() |
من الثورة على نفركارع الى الثورة على مبارك ( مصر الثائرة - دروس من تاريخ مصر القديمة)
مصر الثائرة من الفوضى الى الثورة ( دروس من تاريخ مصر القديمة) تسممنا جميعاً بالعديد من الافكار الخاطئه عن انفسنا كمصريين ومن المغالطات التاريخية الكبرى ادعاء " ان شعب مصر مش بتاع ثورات" وطول عمرة خاشع لفراعينة وابدعو فى ذلك اقوال وامثال زى " زمارة تجمعة وعصاية تفرقة" وقالو " عباد الفراعين" وقالو " سكان الوديان سهل المعشر سهل الانقياد !!! " وعجبى ومازالو يكذبون انا شخصياً كنت اسير للفكرة ديه قبل ثورة يناير كنت فاكر ان التاريخ المصرى مفيهوش ثورات شعبيه وان الثورة المصرية الوحيدة هى ثورة يوليو المجيدة !! وان الثورة فى حد ذاتها صناعة غربية مشكوك فى امرها وان اول ثورجيه هما الفرنسيين !!! وعشرات الاستنتاجات الاخرى المبنيه على الفكرة ديه لكن الواقع غير كده خالص فى المئة سنة الاخيرة فقط قامت 3 ثوارت شعبيه كبرى فى مصر يعنى تقريباً كل 25 سنة ثورة من اول ثورة 1919 اللى كانت شعبيه تماماً وضد الاحتلال ومخططاته واسافينه واهمهما فى الوقت ده ملف الفتنة بين المسلمين والمسيحيين (الهلال والصليب) مروراً بثورة بانقلاب يوليو 52 اللى جه مؤيد لثورة شعبيه بدات فعلاً فى 25 يناير 1952 فى الاسماعيلية وما تلاها من احداث مهد لانقلاب يوليو من نفس العام وانتهاء بثورة 25 يناير 2012 اللى كلنا عشناها من شهور ولو ضيفنا كمان فى الفترة نفسها من احتجاجات شعبيه كبرى زى اللى حصل ايام السادات وايام عبد الناصر وفى بدايه ايام مبارك ولو ضيفنا كمان ما سبق المئه عام الاخيرة من ثوارت واحتجاجات شعبيه على الاحتلال الاجنبى الانجليزى او الفرنسى هنلاقى ان تاريخ مصر الحديث (لوحدة) فيه مايكفى من نماذج تؤكد ثورية شعب مصر وصعوبة اخضاعة لفترات طويلة تحت وطاة الذل والظلم والاستعباد ولكم ان تتخيلو اذا كان هذه هو حال المئه عام الاخيرة وهكذا حال تاريخ مصر الحديث كله بالرغم من انه لا يتعدى مئات السنين ... فما باالكم بتاريخ مصر الكامل الممتد لالاف السنين قبل وبعد الميلاد مصر الفرعونية عرفت الثورات ايضاً وبالرغم من بعد الاحداث وصعوبة الحصول على وثائق متواتره تسجلها خاصة وان الثورات بطبيعتها تحدث فى اوقات فوضى واضمحلال الا ان التاريخ يسجل بوضوح ثورات مصرية شعبيه أكيدة ساذكر لكم بعضها فى المشاركات القادمة |
رد: مصر الثائرة - من الفوضى الى الثورة ( دروس من تاريخ مصر القديمة)
ممكن تكون مشكلة المصريين يا حاج انهم شعب عاطفى,صبور, بيستحمل لاقصى درجة و بيعتبر ان الرضا عن حياته شىء اساسى حتى لو بأقل اساسيات الحياة و لكن الضغط يولد الانفجار .احنا بقينا عاملين زى حلة الطهى بالبخار بنكتم جوانا و نستحمل بس فى الاخر البخار لازم يخرج. حضرتك توضحلنا بقى كام مرة دخلنا الحلة و مين حطنا على النار و مين اللى فتح الغطا و خرجنا. و ياريت تفهمنا ازاى بندخل الحلة تانى و رمضان كريم و يجعله عامر :loveu:
|
رد: مصر الثائرة - من الفوضى الى الثورة ( دروس من تاريخ مصر القديمة)
الثورة على نفر-كا-رع (الفرعون بيبى الثانى) نفركارع كان اخر فراعنة الاسرة السادسة من عصر الدولة القديمة اللى بداء من 3000 سنة قبل الميلاد وكان قبله المصريين وصلو بعد حروب واحداث جسام الى توحيد السلطة بشكل مركزى كما هو معروف الان وبداء عصر الاسرات الحاكمة لكامل ارض مصر من غزة شرقا لما بعد الحدود الليبيه غرباً ومن البحر شمالاً لمنابع النيل جنوباً (السودان الشمالية حالياً) وهو ما يعنى ان نفركارع كان حاكم لمصر بعد الاف السنين من الحضارة والمدنية والتقدم سواء قبل مينا نارمر موحد القطرين او قبله وبالتالى كان حكم نفركارع نموذج لتغول السطلة وتقادمها بل وتوريثها واقطاعيتها وطبقيتها لذا نجد ان انتقال الحكم لنفركارع كان بالتويث عن ابيه وهو عمرة 6 سنوات واستمرت الطبقة الحاكمة فى عصر ابيه بقيادة عمه نخاو فى السلطة وتربى على اساسها حكمة واستمد منها شرعيته حكم نفركارع مدة طويله(2278— قبل الميلاد 2184) بل هى الاطول فى التاريخ اذ يذكر العلماء بان حكمة استمر 95 عاماً ويذكر اخرين ان حكمة استمر 65 عاماً وفى كلاً الحالتين فالمؤكد انه صاحب الرقم القياسى فى حكم مصر وكنتيجة لطول فترة حكم الاسرة السادسة وتوريث السلطات وتغول الاقطاعية والطبقية فى نظام الحكم نشأت مراكز قوى كتلك التى نعرفها فى عصرنا الان وكانت عبارة عن اقطاعيات ومدن يحكمها امراء وحكام اقاليم فى الجنوب وما ان شب عود الفرعون الجديد وهم ليبسط سلطانة على كامل البلاد والعباد حتى بدات الصدامات بينه وبين هؤلاء واستمرت الى ان تحولت الى حروب وحملات يشنها الفرعون على من يستعصى عليه من حكام القاليم ومراكز القوى فى الجنوب (اسوان حالياً) وكان اشهرهم "حرخوف" و"بيبي-نخت" و"ميخو" وبينما استمر تنازع السلطة بين الفرعون وحكام الاقاليم ضعفت الحكومة المركزية اذ ركزت كل طاقتها فى تعزيز ملك فرعون وتمويل حملاته وغرقت مصر فى الفوضى والسلبيه والاهمال وعانى الشعب من الفرعون وحكام الاقاليم الامرين حتى ضاق بهم الحال اشد الضيق فخرجو ثائرين من الفوضى الى القحط الى الثورة تدعي إحدى النظريات أن انخفاضا في درجة حرارة الكوكب قد أدى إلى انخفاض مخيف في مستوى الأمطار الموسمية.. وبالتالي إلى انخفاض مستوى فيضان النيل.. وأن ذلك الانخفاض في مستوى الفيضان قد تتابع لعقدين أو ثلاثة في أواخر حكم بيبي الثاني.. منذ نحو 2200 سنة قبل الميلاد.. ويظهر ذلك في انخفاض مستوى المياه في بحيرة منخفض الفيوم انخفاضا ملحوظا.. مما أدى إلى مجاعة هائلة.. ولعل المثل المصري القديم عن انخفاض مستوى النهر حتى لتعبره على الأقدام دليل على تلك المأساة.. و لما كان هذا الانخفاض في مستوى الأمطار عالميا فإنه لم يكن يشمل شرق أفريقيا فحسب.. بل امتد إلى الشرق الأوسط.. مما أدى إلى نزوح جماعات هائلة من سكان شرقي النيل وغربه إلي وادي النيل التماسا للغذاء.. و تفصيل ذلك أن البدو رغم الهزيمة المنكرة التي لحقت بهم في عهد بيبي الأول لم يفقدوا الأمل في غزو مصر التي كانت في تلك الفترة تزخر بالثراء والغنى.. وقد سنحت لهم الفرصة في عهد بيبي الثاني لنيل مآربهم إذ كانت الأحوال مهيئة لذلك فقد كان كل حاكم من حكام المقاطعات الوراثيين في الوجه القبلي منهمكا في المحافظة على مقاطعته التي تعد بمثابة مملكة صغيرة مستقلة ضد المجاعة.. أما في الوجه البحري فيحتمل أن القوم كانوا ملتفين حول الملك.. حيث مقر حكمه.. غير أنه ليس لدينا من الوثائق التاريخية ما يحدد لنا الموقف بالضبط.. لكن على أية حال كان موقف الحكومة المصرية في هذا العهد في حالة يرثى لها.. و كانت الضرائب في مصر تحدد سنويا على أساس مستوى الفيضان.. على أساس مقدار ما يمكن للفلاح زراعته لا على ما يزرعه فعلا.. وربما كان ارتفاع الضرائب في ظل انخفاض المحاصيل هو الشرارة الأولى التي أدت إلى أول ثورة اجتماعية سجلها التاريخ.. و قد كان من جراء امتداد الفوضى أن ساد البلاد الخوف وانتشر القحط.. وعم الانحلال الخلقي وعدم المبالاة بالتقاليد الدينية والمعتقدات الموروثة.. تحذيرات الحكيم اي-بور للفرعون العجوز و أهم ما وصل إلينا من هذا العصر كتاب تحذيرات نبي.. وهو من الكتب الأدبية النادرة في حسن تركيبها وتأثيرها في النفس.. حتى أن أدباء العصور التالية كانوا يحتذون منه نموذجا أدبيا يدرس.. ولا نبالغ إذ نقول أن هذه القطعة الأدبية تصف لنا أول انقلاب اجتماعي معروف في التاريخ.. ولعلنا لا نبالغ إذا ما شبهناه بالثورة البلشفية في أوائل القرن العشرين.. و موضوع هذه التحذيرات هو أنه حاقت بالبلاد مصيبة شنعاء في عهد أحد حكام الأزمان القديمة.. فثار عامة الناس على الموظفين وعلية القوم.. وعصي الجند المرتزقة من الأجانب قادة البلاد.. ويحتمل أن الساميين قد هددوا الحدود الشرقية أيضا.. وبذلك انحل الحكم المنظم في مصر بالجملة.. لكن الملك الطاعن في السن كان يعيش في طمأنينة في قصره.. لأنه كان يغذى على الأكاذيب.. وعندئذ ظهر حكيم يدعى إي بور وأخبر الملك بكل الحقيقة فوصف له البؤس الذي عم البلاد وتنبأ بما سيأتي بعد.. وحرّض سامعيه على أن يحاربوا أعداء البلاد.. وذكّرهم بأن العبادات لابد أن تعاد إلى ما كانت عليه.. و العهد الذي حدث فيه هذا الانحلال لابد وأن يكون في نهاية الدولة القديمة.. وذلك أنه أنه في ختام الأسرة السادسة اختفت مصر عن الأعين فجأة وصارت في ظلمة كأن مصيبة عظمى قد نزلت بها.. وأن ما ذكر هنا من أن الملك الذي كان يخاطبه الحكيم كان مسنا ليتفق تماما مع الحقائق التاريخية.. لأن الملك الذي اختفت معه الدولة القديمة لابد وأن يكون بيبي الثاني الذي جلس على العرش في السنة السادسة من عمره.. وحكم أربعة وتسعين عاما.. كما نقل المصريين أنفسهم.. يبتدئ المتن بوصف البؤس العام الذي حل بالبلاد من سرقة وقتل وتخريب وقحط.. وتفكك الإدارة والقضاء على التجارة الخارجية.. وغزو الأجانب وتولية الغوغاء مراكز الطبقات العليا.. فيذكر الحكيم أن أهل الصحراء قد حلوا مكان المصريين في كل مكان وأصبحت البلاد ملآي بالعصابات.. حتى أن الرجل كان يذهب ليحرث أرضه ومعه درعه.. وشحبت الوجوه وكثر عدد المجرمين ولم يعد هناك رجال محترمون.. وفقد الناس الثقة في الأمن.. وعلى الرغم من فيضان النيل فقد أحجم الفلاحون عن الذهاب لفلاحة أرضهم خشية اللصوص وقطاع الطرق.. وصارت النساء عواقر ولم يعد هناك حمل.. بسبب إعراض خنوم عن هذا العمل غير المجدي.. و أصبح المعوزين يمتلكون أشياء جميلة.. بينما نجد الأشراف في حزن لا يشاطرون أهليهم أفراحهم.. ثم إن القلوب صارت ثائرة والوباء انبعث في كل الأرض.. والدم أريق في كل مكان.. وكثر عدد الموتى حتى أصبحت جثثهم من الكثرة بحيث استحال دفنها.. ولذلك فإنها ألقيت في الماء كالماشية الميتة.. وأصبح أصحاب الأصل الرفيع مفعمين بالحزن بينما امتلأ الفقراء سرورا.. وكل بلدة تنادي قائلة.. فليقص أصحاب الجاه عنا.. وصارت الأرض تدور كعجلة الفخاري.. فأصبح اللص صاحب ثروة.. وتحول النهر إلى دماء عافتها النفوس.. ودمرت البلاد وصار الوجه القبلي صحراء جرداء.. وأصبحت التماسيح في تخمة بما قد سلبت.. وانتشر حفارو القبور في كل مكان بسبب كثرة الموتى.. وخربت البيوت.. وأصبح المصريون لا يرون الآن.. و صار الذهب واللازورد والفضة والياقوت تحلي جيد الجواري بينما تمشي السيدات النبيلات في طول البلاد يقلن : ليت لدينا بعض الشيء لنأكل.. وصارت أعضاؤهن في حالة يرثى لها لما عليها من خرق بالية وقلوبهن تنفطر حزنا عندما يشاهدون أنفسهن على حالتهن هذه.. و أصبح مهندسو السفن الملكية يشتغلون عمالا عاديين.. ولم يعد الناس يذهبون إلى ببلوص.. جبيل لبنان.. لإحضار خشب الأرز لأجل الموميات وأصبحت المدن لا تؤدي الضرائب بسبب القلائل وأصبحت الخزينة من غير دخل.. و قضي على الضحك فلم يعد يسمع.. بينما أخذ الحزن يمشي في طول البلاد وعرضها ممزوجا بالأسى.. وكره الناس الحياة حتى أصبح كل واحد منهم يقول : ياليتني مت قبل هذا.. والأطفال الصغار يقولون : كان يجب عليه ألا يجعلنا على قيد الحياة.. وأولاد الأمراء يضرب بهم عرض الحائط.. والأطفال حديثو الولادة يلقون على قارعة الطريق.. و انتزعت موميات علية القوم من مقابرهم وألقيت في الطريق العام.. وأصبح سر التحنيط جهرا.. وألقي المواطنين على أحجار الطواحين.. وأصبح الذين كانوا يرتدون الكتان الجميل يجلدون.. واضطرت سيدات الطبقة الراقية اللائي كن يسكن في البيوت إلى العمل الشاق في حرارة الشمس.. وأصبحت اللائي كن على أسرة أزواجهن ينمن على مضاجع مقضة.. وصارت السيدات مثل الجواري.. وتحولت أغاني العازفين أناشيد حزن.. و أصبح الرجل الأحمق يشك في وجود الإله فيقول : إن عرفت أين يوجد الإله قدمت له قربانا.. وأصبحت الماشية والقطعان تندب بسبب حالة البلاد.. والرجل يقتل أخاه من أمه.. والطرق شائكة فاللصوص يكمنون في الحشائش حتى يأتي المسافر في ظلام الليل ليسلبوا منه حمله ويسرقوا ما عليه ثم يضربونه بالعصى حتى يقطع نفسه ثم يذبح ظلما.. و قد انمحى ما كان يشاهد بالأمس واتلفت المحاصيل وأصبح القوم يأكلون الحشائش.. ولم عد هناك فاكهة ولا أعشاب تقدم للطيور.. وقد أصبحت القاذورات تختطف من أفواه الخنازير بسبب الجوع.. وانعدمت الغلال.. وجرد القوم من الملابس والعطر والزيت وصارت المخازن خاوية.. و سلبت كتابات قاعة المحاكمة الفاخرة.. وأذيعت التعاويذ السحرية التي كانت ملكا للحكومة.. ونهبت الإدارات العامة.. ومزقت قوائمها.. وذبح الموظفون وصار القوم يطأون بأقدامهم قوانين قاعة المحاكمة.. والفقراء يروحون ويجيئون في البيوت العظيمة.. المحاكم العليا القديمة.. دون خوف أو وجل.. بعد ذلك يأخذ الحكيم في وصف مصائب حلت بالبلاد تفوق بمراحل تلك التي سبق أن شكا منها.. إذ تنهار الملكية وينتصر العامة.. وهنا يظهر ثانية كيف أن الأغنياء قد صاروا فقراء بينما أصبح الغوغاء أثرياء فيقول : انظر.. فقد حدثت أشياء لم تحدث فيما مضى.. إذ اغتصب الفقراء القبر الملكي.. وأصبح الملك الذي دفن كصقر يرقد على نعش.. وآل الأمر إلى أن حرمت البلاد الملكية بسبب بعض القوم الذين لا شعور لهم.. وأظهر الناس العداء للملك الذي جعل الأرضين في سلام.. وأفشيت الأسرار الملكية وصار مقر الملك رأسا على عقب.. وامتلأت الأرض بالعصابات واغتصب الجبناء الرجال الشجعان.. وأصبح من لم يكن في مقدوره أن يصنع لنفسه تابوتا يملك قبرا قد اغتصبه لنفسه.. وألقي بأرباب المكان الطاهر.. على قارعة الطريق.. وحدث أن الذي لم يكن يستطيع أن يقيم لنفسه حجرة أن ملك فناءا مسورا.. وطرد حكام البلاد وأصبحوا ينامون في المخازن.. واضطرت السيدات الكريمات إلى الرقاد على الفراش الخشن.. وأصبح الرجل الميسور ينام ظمآنا.. وذلك الذي كان يستجدي العقار صار يملك الجعة المسكرة.. والذين كانوا يملكون الملابس أصبحوا في خرق بالية.. وذلك الذي لا ينسج لنفسه أصبح يمتلك الكتان الجميل.. ومن لم يبن لنفسه قاربا أصبح الآن صاحب سفن.. ومن لم يكن له ما يظله أصبح يملك الأفياء.. و هؤلاء الذين كانوا يملكون ما يأويهم أصبحوا الآن عرضة لزعازع العواصف.. وأصبح من كان يجهل الضرب على العود يملك قيثارا.. وذلك الذي لم يكن يغني له أحد أصبح الآن مثني عليه من معبودة الموسيقى.. وأصبح من كان ينام أعزبا بسبب الحاجة يجد الآن سيدات نبيلات.. ومن كان لا يملك شيئا صاحب ثروة.. ويمتدحه الأمير تملقا.. ومن كانت لا تملك صندوقا صارت صاحبة صوان.. ومن كانت تشاهد وجهها في الماء صاحبة مرآة.. وأصبح القصابون يغشون المعبودات فيقدمون لها ذبيحة من الأوز بدلا من الثيران.. ولم يعد هناك موظف في موضعه اللائق به.. وأصبح الناس كالقطيع المذعور منغير راع.. أما الماشية فهي تجول ولا أحد يعنى بها.. وكل إنسان يأخذ لنفسه ما يريد منها.. وأصبح الرجل يذبح أخوه بجواره فيتركه في الضيق لينجو بنفسه.. ولم يعد هناك صانع يعمل إذ أن العدو قد حرم البلاد حرفها.. ثم يأخذ الحكيم في حث المخلصين للعرش على مقاومة أعداء الجالس عليه فيأمرهم بتدمير خصوم المقر الملكي.. صاحب الموظفين المتفوقين والقوانين العدّة.. ثم ينتقل الحكيم إلى تذكير القوم بعبادة المعبودات القديمة.. وكيف كانت تجري فيما مضى.. وكيف يؤول أمرها في المستقبل.. فيذكرهم كيف كانت تجلب الإوز سمينة وتقرب.. وكيف كانت تقام عمد الأعلام عند مداخل المعابد.. وتنقش ألواح القربان.. وكيف كان الكهنة يطهرون المعبد.. وكيف كانت ترعى الأنظمة.. وتذبح الثيران.. ينتقل الحكيم بعد ذلك إلى مخاطبة الملك المسن فيقول له : إن القيادة والفطنة والصدق معك.. ولكنك لا تنتفع بها.. فالفوضى ضاربة أطنابها في طوا البلاد وعرضها.. ولكنك مع ذلك تغذى بالأكاذيب التي تتلى عليك.. فالبلاد قش ملتهب والإنسانية منحلة.. ليتك تذوق بعض هذا البؤس بنفسك.. بعد ذلك يصف لنا الوقت السعيد الذي يحفظه المستقبل.. فيذكر أنه عندما تشيد ايدي الناس الأهرام.. وتحفر البرك وتنشئ للمعبودات مزارع فيها أشجار.. وعندما يكون السرور شاملا وكبار الموظفين واقفين ينظرون إلى الأفراح وهم يرتدون أجمل الثياب.. وعندما تكون الأسرة الوثيرة ووسادات العظماء محمية بالتعاويذ التي تقيهم الأرواح الشريرة.. بعد ذلك نشاهد فجوة في المتن.. لابد وأنها كانت تحوي رد الملك على هذا الكلام.. ثم يجيبه الحكيم بأن القوم يغطون وجوههم من المستقبل ويستمر في وصف سوء حال البلاد.. واقتحام مقاصير القبور وحرق التماثيل.. غير أن المتن مهشم تماما.. و نخلص من هذا المتن أن المجاعة قد حدثت.. تلتها ثورة اجتماعية.. واكبها غزو أجنبي أطاح بالدولة من أساسها.. .. والعلم عند علام الغيوب.. فاعتبرو يا أولى الالباب |
رد: الثورة على نفركارع ( مصر الثائرة - دروس من تاريخ مصر القديمة)
:010104~171::010104~171:: 010104~171::010104~171::0 10104~171:
موضوع اكثر من رائع تسلم ايدك يا ابونورا ومتابع..... |
رد: الثورة على نفركارع ( مصر الثائرة - دروس من تاريخ مصر القديمة)
نورت التوبيك يا تامر ويارب الموضوع يعجبك كله ان شاء الله :CONGRA~238:
|
رد: الثورة على نفركارع ( مصر الثائرة - دروس من تاريخ مصر القديمة)
تحليل تاريخى جميل للثورات المصرية الاكبر والاشهر فى العصر الفرعونى القديم - الباحث باسم الشماع http://www.youtube.com/watch?v=Mwl17exRDV4 http://www.youtube.com/watch?v=VJZLrKsFwFo |
رد: الثورة على نفركارع ( مصر الثائرة - دروس من تاريخ مصر القديمة)
إيبور... يتحدث عن الثورة! بقلم: د. زاهي حواس إيبور... أديب مصري قديم من زمن الفراعنة العظماء وضعه قدره شاهدا علي أول ثورة اجتماعية في مصر, حدثت حوالي2130 قبل الميلاد, ومارصده إيبور عن هذه الثورة حفظ لنا علي بردية بمتحف ليدن بهولندا يعرفها علماء المصريات باسم ورقة ليدن رقم3440 ومن المؤكد أن التاريخ يعيد الآن نفسه مرة أخري... ومن قبلها مرات.... لن أتحدث عن ثورة الخامس والعشرين من يناير... أسبابها ونتائجها, لأن التاريخ يؤكد لنا أن الثورات لاتسطر تاريخها, وإنما يكتب التاريخ عن الثورات ونتائجها بعد مرور سنوات, تقل أو تكثر حسب طبيعة كل ثورة ومدي تأثيرها في المجتمع وعلي البلاد التي تقوم بها, وما يجاورها من بلدان أخري. إنني أرصد هنا وجها واحدا لمسناه في الساعات الأولي من الثورة وبعد تأكد نجاحها في التغيير, وهذا الوجه قد يظنه كثير من الناس ملمحا لثورة52 يناير, لكن الحقيقة أن ماحدث في هذا اليوم حدث مثله تماما منذ آلاف السنين وعلي نفس الأرض الطيبة ـ أرض مصر. وبدون إسهاب رأينا بشرا ليس كسائر البشر, بل من الظلم أن نطلق عليهم اسم بشر, تلونوا كحرباء مدربة غيروا جلودهم في ساعات كانوا يتحدثون عن مظاهرة صبيانية, ومطالب شباب لايجد مايفعله سوي الجلوس إلي الإنترنت وحجرات الشات... ثم فوجئنا بنفس هؤلاء يتحدثون علي نفس صفحات الجرائد, وأمام نفس كاميرات البرامج التليفزيونية, وخلف ميكرفونات الإذاعة عن الثورة وليس المظاهرة, وأصبحوا يصفونها بأنها الثورة المجيدة.... الثورة البيضاء... ثورة الحرية.... ثورة الشباب, وكل واحد من هؤلاء نراه وقد أمسك بوقا وأخذ يصرخ حتي تكاد تنخلع لوزتاه تهليلا للثورة والشهداء والشباب.... سبحان الله... سبحان مغير الأحوال.... يحدثنا إيبور الحكيم المصري القديم هنا عن المسببات السياسية والاجتماعية التي أسقطت الدولة المصرية القديمة, وآلت بها إلي حالة من الفوضي وانتشار الرعب في ربوع البلاد وتغير أخلاق الناس وسلوكياتهم المعهودة, والتحول من فساد المناخ السياسي السابق للثورة, إلي فساد المناخ العام بتوقف الأرض عن إخراج زرعها والعامل عن صناعته لفقدان الشعور بالأمن, وبعد مرور أكثر من أربعة آلاف سنة نجد في يومنا هذا لصوصا ومجرمين ينهبون ويقطعون الطرقات ويروعون الآمنين دون خوف أو رهبة من أحد, وليس هذا هو الأمر الخطير فمثل هذه الأمور لن تدوم طويلا.... فبمجرد أن يستعيد الناس توازنهم وترتيب أحوالهم, فإن هذه الزمرة من المجرمين سيعودون مرة أخري إلي جحورهم. الأمر الخطير الآن هو ظهور هذه الزمرة من أصحاب التاريخ الأسود في الغش والتزييف والحقد علي كل نجاح, وهم من اعتدت علي تسميتهم أتباع الإله ست إله الشر في مصر القديمة, وست وأتباعه نراهم اليوم ينتهزون حالة الضعف( المؤقت) التي تمر بها مصر وينقضون علي كل جميل وطيب لتشويهه وإفراغ سمهم فيه, فنجد هذا الكاذب الكذوب معتاد الغش والتزييف يلبس لباس النزاهة والشرف ممسكا بخناجر الحقد ليمزق الشرفاء دون وازع من ضمير أو دين, كيف وهو لايملكهما في الأساس؟! وهذا الذي حصل علي درجة علمية بالغش ونقل رسائل الآخرين نجده يهل بوجهه القبيح ليدمر تاريخ الشرفاء, لكن سيذهب كل أتباع ست إلي وضعهم الطبيعي في سلة مهملات التاريخ ولن تجد لهم ذكرا علي صفحاته, والوحيد الذي سيبقي منهم هو ربهم ومعلمهم ست نفسه خلاصة الشر الذي كلما تكلم يركز علي كلمات بعينها يسحر بها أتباعه وهي: تلامذتي وأبنائي الطلاب وأبنائي العاملون بالآثار, محاولا بتلك الكلمات التأثير علي كل من يجهل حقيقته وزيفه,, وأن العاملين بالآثار قد نسوا مافعله بهم من خفض لرواتب عقودهم الموسمية عندما كان يتولي المسئولية, وأدخل الأثريين عصرا من الجفاف في كل شيء العمل والفكر! يتحدث إيبور عن هؤلاء الناس بقوله: إن احوال البلاد قد تبدلت وتغيرت وخرج الجرذان من جحورهم ليتطاولوا علي الأسود التي أصبحت ضعيفة.. وأعاد السبب الرئيسي في طول مدة حكم الملك الذي وصل إلي كرسي العرش صبيا صغيرا وظل يحكم لأكثر من ثمانين عاما, وترك البلاد في أيدي معاونيه وقواده فعاثوا في الأرض فسادا مستغلين ضعف الحاكم سواء عندما كان طفلا, أو بعدما صار شيخا طاعنا في السن... وتجرأت البلاد المحيطة بمصر علي هيبة الدولة المصرية بعدما كانت تدين لها بالولاء والطاعة وصارت البعثات التجارية المصرية إلي هذه البلاد تنهب بل ويقتل أفرادها... آلت البلاد في النهاية إلي ثورة عارمة, والغريب أن أول ضحايا هذه الثورة كانت الأهرامات ومقابر الفراعنة التي نهبت كنوزها. كان التاريخ يعيد نفسه, فنجد أن الضحية الأولي لثورة25 يناير هي الآثار, سواء في المناطق الأثرية أو المتاحف, أما الضحية الثانية فهم القائمون علي حماية هذا التراث الأثري من الأثريين الذين تكالب عليهم الفئران بأقلامهم المسمومة, فهذا يكتب حاميها حراميها بكل بجاحة, وهو من كان يأتينا مستعطفا لكي يسافر مرافقا لهذا المعرض أو ذاك بالخارج ليغطي أخباره طمعا في مصروف الجيب الذي يعطي له, بل إن من طعم وعاش في خير آثار هذا البلد العظيم أصبح أول المهاجمين له يشيع الأكاذيب نهارا جهارا دون أن يجد عاقلا واحدا يسأله الدليل علي مايقول وكأن الجميع قد نسي أن البينة علي من ادعي. يقول إيبور لنا: أصبحت الخادمة التي كانت تري وجهها في الماء تمتلك المرأة, وصارت الأميرة تشحذ قوت يومها...... واليوم نجد فئة غريبة تتربح من الثورة, وصار عملها هو حضور البرامج المدفوعة, وكتابة المقالات المأجورة لخدمة هدف واحد, وهو تشوية الوطن... تدعوهم إلي العمل فيكون ردهم: عملنا كثيرا في الماضي ولم نأخذ شيئا فلماذا نعمل الآن؟! أليست هذه دعوة صريحة لهدم مصر! يطالبون بأموال نهبت من مصر, فما الضير أن تطالب بها وأن تعمل وتنتج, بدلا من أن تطالب بها وأنت تعطل بلدا بأكمله عن العمل وتخسره أكثر مما تطالب باستعادته! عندما حدث في زمن إيبور تعطيل للبلاد انتشرت المجاعة وعز وجود رغيف الخبز, وتحول اللصوص وقطاع الطرق إلي أثرياء لكنهم صاروا لايجدون مايسرقونه وعمت المجاعة فتغيرت أخلاق المصريين, وصار الأخ يشك في أخيه ويحتاط منه, وأغلقت البيوت أبوابها علي أصحابها وصارت الشوارع خالية من المارة, والأرض لاتجد من يزرعها, فمن استفاد بهذا الوضع؟ بالطبع هم أتباع الإله ست... فكان هذا هو عصرهم الذهبي لكي يدمروا الشرفاء! في مصر القديمة كان واجب الفرعون نحو شعبه أن يحكم بين الناس بالعدل والحق والنظام, أي أن يحكم وفق تقاليد الـماعت رمز الحق والعدل والنظام, وكان وزير الدولة يتلقي تعليماته مباشرة من الملك الذي كان يحث فيها علي نشر مباديء الحق والعدل والنظام بين الشعب... ولذلك بني أجدادنا حضارة أنارت للبشرية طريقا مضيئا لاستمرار الإنسان. ولقد برأ إيبور ذمته أمام التاريخ مؤكدا أنه قد أدي دوره كمثقف في المجتمع المصري, فنصح الملك وحثه علي العودة إلي طريق الـماعت, بل حذره من مغبة الظلم والفساد, فلم يسمع له, وكانت النتيجة فوضي في كل شيء, وأعداء يتربصون بالبلاد. نجحت ثورة25 يناير في تسطير صفحة جديدة في التاريخ المصري يذكر لها تأكيد حق الشعوب في اختيار كيانها السياسي وتقرير أسلوب حكمها.. لكن الأهم الآن هو التشبث بتحريك عجلة الإنتاج بأقصي طاقتها يحميها أمن واع بمسئوليته, وكفانا مايحدث الآن في مصر من تخريب لآثارنا وتراثنا الذي لايمكن أن نعوضه, وإذا مااستمرت حالة الفوضي الأمنية في البلاد فسنبكي دما بدلا من الدموع, ولن يحترمنا العالم من حولنا وهو يري آثار الفراعنة تباع وتشتري في أسواقه السوداء.. فلنوقف نزيف الحضارة لكي لاتشوه الثورة... أخشي ماأخشاه أن يمر علينا مائة وخمسون عاما من التخبط حتي تتوحد البلاد علي يد مصري أصيل مثلما حدث منذ أربعة آلاف عام عندما وحد الملك الصعيدي منتوحتب الثاني أرجاء مصر تحت حكم واحد, وأعاد إلي البلاد أمنها وقضي علي ست وأعوانه. مازلنا مع حكيم مصر القديمة إيبور... ومازلنا مع أحداث ثورة الماضي والحاضر.. نكشف زيف ست ونقوم بحفائر حقيقية في قلبه المظلم بالأحقاد لكي لانترك له فرصة لتشويه الشرفاء... ولكن ذلك حديث آخر. |
الساعة الآن 03:56 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2025
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017