مصر موتورز مجتمع السيارات - ارشيف الاستراحة 2010

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Devill Blood (المشاركة 265852)

طبعا الكلام ده مستحيل وأرجو التأكد من مصادرك
لأن معروف أن مفيش بركان واحد فى منطقة الشرق الأوسط
وارجو الأنتباه أن أكبر منطقة معرضة لهذا هى منطقة آسيا"حزام الكوارث""
وحتى أن كان البركان فى البحر لا مشكلة لأن البحر سيقتله قبل أن يتنفس

مستحيل؟؟؟ عموما شكرا على الرد
شوف المصدر ده

شبه الجزيرة العربية محاط بشريط زلزالي نشط

عن جامعة عجمان

الكوارث الطبيعية هي العدو الأول للتنمية، ولا تميز بين الريف والحضر والفقر والغنى. تتخطى الحدود ولا تعترف بالجغرافيا أو الحدود السياسية، وإذا كانت التنمية تشمل جميع متطلبات الحياة فإن برامج التخفيف عن المخاطر الزلزالية تعتمد على برامج تخطيط طويلة المدى باتجاه تعزيز الجهود وتقليل الآثار عن المجتمعات المتوقع لها أن تكون عرضة لمخاطر الزلازل.
في هذا المقام لا أريد أن أتحدث عن العلاقة بين التنمية والكوارث الطبيعية، إلا أنه شدني وأثار اهتمامي كباحث في إعادة إعمار المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية انهمار التصريحات والمقالات والبيانات في الصحف والمجلات وصفحات الإنترنت حول زلزال سومطرة وتبعاته، ثم التوقعات والمشاهدات الغريبة.
أثار اهتمامي أن ما قرأته وشاهدته لا يتعدى الوصف للحدث وأضراره والترحم على ضحاياه والتأسي على الخسائر الناجمة بسببه.
لليمن تجربة قاسية في حادثة زلزال ذمار ،1982 أخذت اهتماماً كبيراً على مختلف الصعد الدولية والمحلية، إلا أن الاستفادة من التجربة تبدو ضئيلة، وتكاد تتلاشى وستحدث كوارث جديدة ونحن لا نملك إلا القليل لمواجهة الكارثة والتخفيف من مخاطرها، حيث إن كثيراً من الاهتمامات والفعاليات والتوصيات في المؤتمرات والندوات التي عقدت أصبحت طي النسيان.
وإن بروز برنامج بإميرار في ذلك الوقت - مشروع التخفيف من مخاطر الكوارث الزلزالية في الأقطار العربية والذي كان له إسهام كبير في فعاليات كثيرة وكبيرة، مثل تدريب الكوادر المحلية، وتوفير محطات رصد متحركة وتمويل دراسات لاعادة الإعمار وغيره، إلا أن تلك الجهود انتهت سريعاً ولم تؤسس لنظام فيه تتبادل الجهود والقدرات والإمكانات بين مختلف الأقطار العربية، حتى تصل إلى تكوين هيئة تعنى بدراسات شاملة وتضع خطط واستراتيجيات تعمم على المنطقة يتم من خلالها الوصول إلى معالجات وإيجاد وسائل وآليات تخفف على الجميع هول الكارثة - فإذا وقعت الكارثة في أي قطر من المنطقة ستتأثر مباشرة بقية الأقطار - ونحن هنا نتحدث عن قضايا علميه ودراسات لا تمس خصوصيات وسياسات أي من البلدان المقصودة.
إذا اعتبرنا زلزال ذمار في اليمن تجربة يستفاد منها، فباعتقادي أن كثيراً من الفعاليات تلاشت والتقويم والاستفادة تكون قليلة، فمثلاً اللجنة الوطنية للتخفيف من المخاطر الزلزالية زالت بزوال الحدث. الأدبيات والبرامج المصاحبة لم يوثق إلا اليسير منها، لكنني أعود وأقول إن استحداث مركز الرصد الزلزالي الذي أصبح اليوم المركز الوطني لرصد الزلازل في اليمن يعتبر مكسباً لكنه لا يكفي ولا يكمل الحلقة للوصول إلى برنامج لمواجهة المخاطر أو التخفيف منها. ورغم الصعوبات وقلة الإمكانات التي يعانيها نستطيع أن نعود إليه للحصول على بيانات ومعلومات تساعد على بناء الحد الأدنى من الأساسيات العلمية لواقع نشاط المنطقة زلزالياً.
إذا نظرنا إلى الخارطة رقم (1) التي تصف الأحزمة الزلزالية والتي تعتبر مصدراً للهزات نجد أن موقع الجزيرة العربية واليمن خاصة محاط بدائرة حول المنطقة، أما الخارطة رقم (2)، والتي تحدد بعض الكوارث مثل الزلازل والبراكين، والأعاصير فإن عدداً من الأقطار العربية في شبه الجزيرة العربية واليمن تتأثر جميعاً بالزلازل والبراكين، خاصة اليمن فإذا كانت التحذيرات تتوالى بأن اليمن قد يتأثر بفالق البحر الأحمر وخليج عدن ونشاطهما الزلزالي، فإنه يظهر أن شريطاً بركانياً يقع على الهضبة الوسطى “المرتفعات” من شمال البلاد حتى جنوبها وجزء من المملكة العربية السعودية لها مخاطرها وأضرارها وتبعاتها.
لقد تفاءل الكثير وبخاصة ذوو الاختصاصات بأن المرحلة أصبحت رحلة إعداد برامج ومشاريع ستقوم لتحمل مسؤولية التخطيط والمراقبة والإنذار لمخاطر الكوارث الزلزالية وستساعد على التقليل من آثارها.
إنني ومع كثير من المتخصصين في علوم وهندسة الزلازل نتوقع بأن منطقتنا العربية واليمن على وجه الخصوص ستواجه كارثة ما لا سمح الله في يوم من الأيام، وثقتنا واعتقادنا بأن التعاون والتكامل العلمي بين مختلف الأقطار العربية يمكن من خلاله عمل ما يساعد على تجنب الضرر ولو بالحدود الدنيا.
ومثل عمل خرائط وجمع المعلومات الضرورية لتحديد المناطق القابلة للتعرض جغرافياً، للزلازل والبركين، وتحديد مقدار الحساسية واحتمالية التعرض، والعمل على تطوير وسائل التنبؤ، وتجاوز معوقات التخفيف من الكوارث، واعتبارات قابلية التعرض في إطار التخطيط الشامل وتنفيذ المشاريع، وإنشاء شبكات إنذار إقليمية مبكرة.
كما أن التنسيق وتبادل المعلومات والخبرات من خلال هيئة أو مؤسسة متخصصة لوضع استراتيجيات شاملة يساعد على إنقاذ الأرواح وتقليل الخسائر.
وإذا ما رأينا اليمن وعمان والسعودية على اختلاف طبيعتها الجيولوجية والجيومورفولوجية وواقع العمران في المستوطنات السكنية بريفها وحضرها فإن واقع الحال يستدعي الوقوف طويلاً والتفكير بعمق حول التخطيط العمراني وملاءمته للتخفيف من الكوارث الزلزالية، وطبيعة البناء وقابليته للتعرض، وعمره، ومواقعه وحساسية الأرض لتضخيم أو تقليل الموجات الأرضية الناجمة عن الزلزال، وتوقعات الانهيارات الأرضية وانقطاع الطرقات واختفاء منابع المياه أمور يجب أن تدخل ضمن التخطيط الطبيعي للمدن والقرى.
عندما نعود لقراءة الخرائط الزلزالية نلاحظ أن عدداً من الأقطار العربية التي تقع على شبه الجزيرة العربية جميعها معرضة لحدوث كوارث طبيعية وخاصة الزلازل، فنشاط البحر الأحمر وخليج عدن المستمر يعزز الاعتقاد بإمكانية الحدوث، كما أن السجلات التاريخية المتواصلة والتي بدأ توثيقها منذ زلزال سبأ بمأرب عام (742م) ويتضمن هذا السجل أحداث زلزالية مرعبة نذكر منها الآتي : زلزال عام 1378 والذي ضرب منطقة عدن، وزلزال يناير 1941 الذي ضرب صعدة باليمن وبقوة 8.5 درجة على مقياس ريختر، وشملت أضراره صعدة ورازح، والمكلا وخولان وحجة، وزلزال ذمار عام 1982 والذي دمر 1176 قرية بما يعادل 2.82% من مجموع قرى محافظة ذمار وعدداً من المدارس والمستشفيات والمساجد والآبار وغيرها من خدمات عامة مختلفة. ووقوع دول مجلس التعاون الخليجي مثل البحرين وقطر والكويت في محيط واحد مع إيران، لذلك فإن النشاط الزلزالي الحاصل في إيران وقربها من حدود الدرع العربية “شبه الجزيرة” ستتأثر من تبعات ما يمكن أن يحدث في المياه أو اليابسة القريبة من إيران فهل من استعداد للحدث قبل جمع التبرعات والإغاثة والترحم على الأموات.
أما إذا ما حاولنا وصف التقويم الطبيعي، فإن منطقة شبه الجزيرة تحاط بشريط زلزالي نشط يلتف حول البحر الأحمر وخليج عدن ويصل حتى منطقة الخليج العربي متواصل مع الأحزمة التي تحيط بإيران وتركيا مروراً بالبحر الأبيض المتوسط، وهذه المناطق تعتبر مناطق تلاق أو فصل بين الصفيحتين الإفريقية واليوراسية.
هذه الظاهرة ليست خفية ولها نشاط مستمر، إلا أنها ومنذ زمن بعيد لم تحدث كوارث كبيرة، كما نراه اليوم في جنوب شرق آسيا، ولكن الأرض غير مستقرة وغير آمنة، ويعتقد أن عدم حدوث كوارث كبيرة جعل المنطقة بعيدة عن الاهتمام والبحث العلمي وأخذ الاحتياط، وتجري معالجات موضعية وحلول مؤقتة غير مفيدة، ولم تتخذ الدول المعنية إجراءات احترازية.
وما يُحدث الهزات التي تحدث أحياناً في الفجيرة في الامارات ما هو الا مؤشر على وجود ارتباط بين ما يحدث على بقية بقاع الأرض وخاصة دول شبه الجزيرة العربية فاليمن وعمان والسعودية تطل على البحر الأحمر من جهة الشرق، ومصر والسودان والصومال من الغرب.
أما دول الكويت والامارات، والبحرين وقطر فتقع على منطقة حساسة هي الخليج العربي، فإذا ما تحركت هذه الدول متكتلة ككتلة الصفيحة أو الأرض التي تقع عليها فإنه يمكن لها تجاوز الكثير من المخاوف وتجنب العظيم من الضرر.