مصر موتورز مجتمع السيارات - مخطط تصفيه الثوره ,,

فى ذكرى موقعة الجمل
http://tahrirnews.com/wp-content/upl...py-120x158.jpg إبراهيم منصور - التحرير
كان يوم الأربعاء 2 فبراير يوما فاصلا من أيام الثورة، وهو الذى أُطلق عليه موقعة الجمل.
.. هذا اليوم كشف كيف كان النظام السابق وعصابته يتعاملون مع الشعب على أنه من أملاكه التى يتصرف فيها كيفما يشاء، ومن ثَم لم يكن يتصور أن يخرج الناس ليثوروا عليه ويطالبوا بإسقاطه، بعد أن أصيب النظام بالسكتة المفاجئة من خروج الناس عليه ومطالبته بشكل واضح بالرحيل هو وعصابته بعد أن فسد ونشر الفساد بعد استبداده وعناده مع الشعب، ولم يستمع إلى أى دعاوى إصلاحية عبر سنوات حكمة بل كان يسعى لتوريث السلطة لابنه من بعده. .. وقد فوجئ كما فوجئ أفراد عصابته بخروج الشعب عليه فى ثورة 25 يناير، وخرج الشعب إلى الشارع وقرر أن لا يرجع إلا بعد أن يرحل مبارك وعصابته. ولم ينجح مع الشعب الالتفاف -الذى مارسه مبارك وعصابته ومنافقوه وموالسوه فى الإعلام الذى سيطر عليه تماما حتى بما فى ذلك الإعلام الخاص.. إلا قليلا- من خلال خطابه الأول أو قراره بنزول القوات المسلحة يوم 28 يناير بعد انسحاب قوات الشرطة فى ذلك اليوم والانفلات الأمنى المتعمد الذى لم يحاسَب عليه أحد حتى الآن والذى استمر بعد ذلك ولا يزال حتى الآن فى عودة الثوار إلى بيوتهم والرضا بما كان يفعله مبارك من تعديل وزارى أو تعيين نائب رئيس الجمهورية.
.. ولم ينفع أيضا تخويف المتظاهرين والمعتصمين من طائرات «إف 16» التى كانت تطير على مستوى قريب من الأرض. ولم ينفع أيضا التخويف والترويع الذى مارسه التليفزيون المصرى عن هروب المساجين والبلطجية ودخولهم إلى الشوارع وحملهم أسلحة ومهاجمة مستشفى الأطفال وتلفيق تليفونات من المواطنين المرعوبين فى بيوتهم وهجومهم على المتظاهرين على غرار قصص تامر بتاع غمرة.
.. ولم ينفع أيضا تجنيدهم القنوات الفضائية والبرامج المسائية وإعلامييها الذين هاجموا الثورة والثوار وطالبوا المتظاهرين والمعتصمين بالعودة إلى منازلهم بعد أن أوصلوا رسالتهم.. وعليهم احترام كبيرهم «الفاسد والمستبد».. وأطلقوا عماد الدين أديب على كل القنوات وهو الذى كان «شحيحا» فى الظهور ليهاجم الثورة والثوار حتى وإن بدا ذلك بشكل ناعم ويدافع عن النظام حتى إنه ظهر مع أحمد شوبير نائب الحزب الوطنى ومقدم البرامج الرياضية ليستكمل هجومه على الثورة. وبدأ عماد أديب فى تخوين الشباب وباعتباره كان على اتصال مباشر بأركان النظام بل بمبارك شخصيا وابنه جمال وهو الذى قاد حملة تلميع مبارك قبل الانتخابات الرئاسية عام 2005.. فقد كانت لديه المعلومات التى كان يجهّزها النظام ضد شباب الثورة بأنهم على اتصال بالخارج.. وتدربوا فى بعض الدول على الثورة وقد بدأ العديد من البرامج فى تلقف هذا الكلام وبدافع من وزارة الإعلام وأمن الدولة فى ترديد هذا الكلام.. فضلا عن قيام التليفزيون المصرى بالتلفيق والترويج لوجود جنسيات أجنبية فى ميدان التحرير وصرف وجبات، ووصل الأمر إلى الحصول على أموال للمعتصمين.
والغريب أنه تتردد الآن نفس الاتهامات من نفس الشخصيات والإعلاميين الذين حوّلوا قبلتهم فى النفاق والموالسة إلى المجلس العسكرى الحاكم الذى يبذل مجهودا كبيرا لتشويه الثورة والقضاء عليها. .. لم يكن أمام مبارك المخلوع بعد إصرار الشعب على رحيله وبعد استشارة عصابته والمستفيدين من النظام إلا أن يوجه خطابا عاطفيا يستعطف فيه الناس مخلوطا بإبداء عدد من الأمور السياسية على سبيل قوله لأول مرة: إنه «لم يكن ينتوى الترشح مرة أخرى لرئاسة الجمهورية».. وذلك على طريقة الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على من أنه لن يكون رئيسا مدى الحياة لاستعطافه جماهير شعبه لكنهم لم يستمعوا إليه.. واستمروا فى مظاهراتهم حتى هرب. وما إن انتهى خطاب مبارك حتى خرج الإعلاميون فى برامجهم السياسية الذين كانوا يأخذون تعليماتهم من الأمن ومن وزارة الإعلام -كما قال أحد المسؤولين الكبار فى الإعلام بعد ذلك.. ولم يكونوا يكتفون بمقدمى البرامج بل وصلوا إلى أصحاب القنوات ومعدى تلك البرامج- يشيدون بخطاب مبارك وحنكته وحكمته ويصرخون فى وجوه الناس: عودوا إلى منازلكم.. ماذا تريدون الآن وقد استجاب مبارك لكم.
وكانت عصابة مبارك قد أعدت عدتها للهجوم البلطجى على ميدان التحرير وميادين مصر مستخدمين أدوات الدولة التى ما زالت فى أيديهم وتواطأ الجميع للقضاء على المتظاهرين حتى ولو بقتلهم.
وكان يوم الأربعاء الدامى الذى تصدى له المتظاهرون من كل الأطياف لتنتصر الثورة فى النهاية.